طيف … (قصيدة)
بقلم: ريما كامل البرغوتي
هلّت طيوفُك مثلَ الشهْبِ في الأفقِ
فارتدَّ طرفي وهاجَ الشوقُ في الحدقِ
كالنّسرِ منطلقًا يعلو إذِ انتفضَتْ
منه القوادمُ في الآفاقِ كالألقِ
قد بتَّ ترقى إلى أن صرتَ لي وطنًا
عقدًا من اللؤلؤ المجدولِ في عنقي
وحارَ لبٌّ تراءى فيه لحنُ صدًى
يغالبُ الروحَ والوجدانَ بالأرقِ
وحطّمَ الموجُ في بحرٍ يهيجُ جفا
مجدافَ قلبٍ ذوى من لوعةِ الغرقِ
محضتَني السهدَ والأحلامُ في خَلَدي
ورحتَ تنعى بريقَ الروحِ في الغسقِ
أترعْتَ لبّي بآفاقٍ وأخيلةٍ
فاستسلمَ القلبُ حبرًا ذابَ في الورقِ
وتاهتِ الوُرقُ عن أغصانِها شجنًا
وثارَ في الروحِ بركانٌ من القلقِ
هل يطوينَّك برقٌ تحتَ نافذتي
فينتشي زهرُنا المعطيرُ بالعبقِ
ويبسمُ الوردُ من شُرْفاتِ دوحتِنا
أم سوف تمضي سفيرَ البرقِ للشفقِ؟