مواساة (قصيدة)
إلى أهلنا من ضحايا زلزال سوريا وتركيا
د. رضا محمد جبران- ليبيا
فِي مَأْمنٍ لَاقتْ الأَرواحُ بَاريها
مِن غَيرِ وَعْدٍ إلى الأُخرى يُنَادِيها
مِن رَجْفةِ الأَرضِ وَالرَّحمنُ زَلْزلَهَا
تَدَاعت الأَرضُ وَانقَضَّتْ أَعاليها
أَوْحى لَها اللهُ أَمراً لَسْنا نُدْرِكُهُ
مِن ظَاهرِ الغَيبِ جَلَّ اللهُ قَاضيها
وَزُلزلتْ أَرضُ مَنْ نَهوى وَمَا سَكنتْ
أَرواحُنَا ترتجي غاضت معانيها
نَرجوكَ لُطفاً وَمَا حَانتْ قِيَامَتُنَا
رَحماكَ رَبيّ بِلاد الشَّامِ فَاحميها
وَكنْ مَعَ التُّركِ يَا رَحمانُ إِنَّهُمُ
فِي كُرْبةٍ فَارقوا الدُّنيا وَمن فِيها
وَارحم إِلهي رُوحاً فَارقتْ وَطَناً
مِن وَحشةِ الظُّلمِ إِنْ عَزَّتْ بَوَاكيهَا
فِي غُرْبتينِ وَكانَ المَوتُ بَينهما
تَحتَ الرُّكامِ حَريصاً كَي يُوَافِيَها
تَحتَ الرُّكامِ وَفي الأَنقاضِ تَذكرةٌ
لِلنَّاسِ معتبر لَو كَان يَكْفيها
آهاتُ أُمٍّ قَضَتْ صَارتْ وَلِيدَتُهَا
بَعدَ المَخاضِ صُراخُ الفَقدِ يُبكيها
وَمَنْ عَانقتْ أُختها كَرْهاً لِتُنْجِدها
وَخَاطبتْ مُنقِذاً يَا «عَمُّ» نَجِّيها
وَوَاعَدَتهُ بِأَنْ تَفْديهِ خَادمةً
بَعدَ الخَلاصِ وَدَمعُ العَينِ يُؤْسيها
وَالخَطبُ أَعظمُ مِن تَصويرِ فَادحةٍ
فِي بَعضِ شِعرٍ لَعلَّ الشِّعر يَرْويها
وَاللهَ نسألُ بَعدَ الّلطفِ تَعْزيةً
تُخَالجُ الرُّوح َ مِن صَبرٍ تُسَلِّيها