منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

لادخـــل لي…(قصيدة)

لادخـــل لي...(قصيدة)/ خليــل فـــلاح

0

لادخـــل لي…(قصيدة)

بقلم: خليــل فـــلاح

لا دخلَ لي بحروبِ الرُّومِ و الفُرسِ
و لا بلَــوثةِ شَــيبانٍ و لا عبــــسِ

و لا بصَرخةِ بكرٍ إن هي انتَفضَت
في وجهِ جَسَّاسَ كي تَنجو مِنَ الجَسِّ.

لا دخلَ لي بثَمودٍ حينَما عَقرَت
واستأثرَت”بشَرابِ الكأسِ والكرسي”.

و لا بِعَـــادِ التي اغتــرَّت بقـــوَّتها
فأهلكتها رياحُ السَّبعةِ النُّحسِ.

لا دخلَ لي فمُلوكُ الحيرةِ امتنَعوا
عَنِ الجِباياتِ واستَبْقَوا على المَكسِ.

وأرضُ غسَّانَ أمضَت شَرحبيلَ إلى
هِرَقلَ مُستَنصِراً للشَّيخِ بالقِسِّ.

وعَادَتِ اللَّاتُ للبَيتِ الحَرامِ و قَد
كانت قَدَاسَتُها في العالَمِ المَنسي.

فبَاركَت نَجْدُ ما أبدَى مُسيلمةُ الــــ
ـكذّابِ حِينَ تَردّى الأسوَدُ العَنسي.

و لَم يَعُد لسَجَاحٍ مِن نُبوءتِهــا
إلّا “التَّفَنُّنَ في الأصبَاغِ و اللِّبسِ”.

بالأمسِ قالت أنا بِلقيسُ فاعتَصِموا
واليَومُ تَجحَدُ ما قالتهُ بالأمـــسِ.

و الأمسُ كانَ دَليلاً أنَّها مَسَخَت
بَعضَ العُقولِ بِصَوتِ الشَّكِّ و اللَّبسِ.

فاستَخلَفَ الجَهلُ فينا لَيلَهُ و مَضَى
مُستَبدِلاً لِوجُوهِ النَّحسِ بالرِّجـسِ.

حتّى تَمَنَّت حَياةُ الخَائفينَ هنا
أن تَجلِبَ الأمنَ مِن بَحبوحَةِ الرِّمسِ.

وأيُّ أمنٍ و فَوقَ الأرضِ قد نَبَتَت
كَفُّ الخِيَانةِ بالتَّرويعِ و الـــدَّسِّ.

تُعِيدُ “يومَ بُعاثٍ” كي يَروقَ لها
أنْ تَضرِبَ الخَزرَجَ المَيمونَ بالأوْسِ.

و أصبَحَت لِرُعاةِ الشَّاةِ صَولَتُهم
لِيَجعلوا الذَّيلَ مَرفوعاً على الرَّأسِ.

مُذ طَبَّعوا و تُرابُ الأرضِ يَلعنُهم
لأنَّهم لم يُراعوا حُرمَةَ القُـــدسِ.

سَلِ العراقَ و أرضَ الشَّامِ قَاطبَةً
عَنِ الدَّواعشِ “و التَّطهيرِ بالغَمسِ”.

سَل لِّيبيا مَن لهذا الحَالِ أوصَلها؟
و مَن يُكَدِّرُ فيها صَفوَةَ الکَــأسِ؟.

و سَل هنا يَمَنَ الإيمانِ أيُّ يَــدٍ
جَاءَت لِتَنشرَ فيهِ سَطوَةَ البُؤسِ.؟

وابحَث عَنِ السَّبَبِ المَخفي لِفَزعتِهم
تَجِدهُ يَحملُ ظُلماً أخبَثَ النَّفسِ.

وأيُّ شَرعيَّةٍ يَرجُونَ عَودَتَهـا
و قَد. تَحَطَّمَ رأسُ الأمـرِ بالفَأسِ.؟

دَعني فمَا قيمَةُ الدَّلوِ الَّتي امتَلأت
مِن نُّورِ يُوسُفَ لَمَّا بِيعَ بالبَخــسِ.؟

لا يَقطَعُ السَّيفُ شَيئاً رَغمَ حِدَّتِهِ
حتَّى يَشُدَّ عليهِ الكَفُّ بالخَمــسِ.

قد أصبَحَ الموتُ شَيئاً لا يُفارقُنا
يَبِيتُ فينا و يُمسي حَيثُما نُمسي.

و بِيعَتِ الأرضُ و اشتَدَّ الحِصَارُ بها
حَتَّى غَدا اليَمنُ المِعطاءُ كالحَبسِ.

قَد يَمكرونَ بنا و اللَّهُ ناصِرُنا
و إن تَكالبَ كُلُّ الجِــنِّ و الإنــسِ.

غَدَاً سنَقتَصُّ للأرضِ الَّتي اغتُصِبَت
فالأرضُ بالأرضِ مِثلُ النَّفسِ بالنَّفسِ.

قُل للَّذينَ معَ العُدوانِ وِجهَتُـهــم
صِرتُم عَبيداً بِسُوقِ الـرِّقِّ و النَّخــسِ

مَن يَركَبِ الخَيلَ يَسمو فوقَ صَهوَتِها
وراكِبُ الحُمرِ لا يَنجُو مِــنَ الرَّفــسِ.

وقُل لِقَادَةِ أرضِ العُربِ إذ سَكَتُـوا
ألَا لَحَى اللهُ كُلَّ الألسُنِ الخُــرسِ.
……..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.