منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

“رؤى أدبية ونقدية بنكهة ذرائعية”حوار مع الأديبة الدكتورة عبير خالد يحيى

حاورها الشاعر محمد فاضيلي

0

 رؤى أدبية ونقدية بنكهة ذرائعية

حوار مع الأديبة الدكتورة عبير خالد يحيى

حاورها الشاعر محمد فاضيلي

بسم الله الرحمن الرحيم

حوار مع الأديبة والناقدة الذرائعية الطبيبة السورية الدكتورة عبير خالد يحيى:

يتشرف موقع منار الإسلام أن يستضيف الأديبة الروائية والقاصة والشاعرة والناقدة الدكتورة عبير يحيى للحوار معها حول تجربتها الأدبية والنقدية الكبيرة والفذة ورأيها في قضايا متعلقة بالأدب:

الدكتورة عبير يحيى..أهلا وسهلا بك ضيفة عزيزة على موقع منار الإسلام..أنت طبيبة أسنان سورية من مدينة طرطوس خريجة جامعة دمشق كلية طب الأسنان سنة 1990 مقيمة حاليا بالإسكندرية بمصر، وعضو في اتحاد كتاب مصر..أديبة مقتدرة ذات خيال واسع وأسلوب أدبي رفيع وملكة شعرية خصبة ونقد علمي هادف..مع إصدارات أدبية كثيرة ومتنوعة..

1)هل من إضافات تعرف القراء الكرام بشخصك الكريم، وأهم المحطات في شخصيتك الفذة؟

أبدًا، فقط أردت تحقيق حلمي الطفولي القديم بالكتابة، ووجدت الفرصة سانحة لي هنا في مصر حينما جئتها مع عائلتي في العام 2012، لم أمارس المهنة، ما وفّر لي الوقت، واستجبت للهاجس الكبير الذي كان يعصف بي، هي موهبة حباني الله بها منذ الصغر، الكتابة، اجتهدت على نفسي بالاطلاع المكثف على الأعمال الإبداعية، ثم بدأ قلمي يخطّ من خزين وجداني سردًا وشعرًا، وظهر لي إنتاجي الأدبي، والحمد لله، النقلة النوعية كانت إلى النقد، النقد الذرائعي العلمي، حيث تتلمذت على يد منظّر الذرائعية شخصيًّا أستاذي المنظر العراقي عبد الرزاق عوده الغالبي، فمنه تلقيت، وما أزال أتلقى علوم النقد الذرائعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واستطعنا خلال فترة سنوات قليلة أن نصدر أعمالًا نقدية مشتركة ( الموسوعة الذرائعية التي تقع في حوالي 7 أجزاء إلى الآن) لحضرته القسم التنظيري، ولي القسم التطبيقي، إضافة إلى كتبي الستة في الدراسات الذرائعية.

 أكيد أن الدكتورة عبير قد تأثرت بمدارس، وشخصيات أدبية نقدية هامة ومتعددة صقلت موهبتها الإبداعية، وبلورت شخصيتها الأدبية المتميزة،

2)فما أهم الشخصيات والمدارس التي أثّرت في أديبتنا الأنيقة وأثْرت تجربتها في الطب والأدب والنقد؟

-نعم، تأثرت بالمنهج الذرائعي، وبأستاذي الغالبي الذي استل من هذا المنهج نظريته الذرائعية العلمية التي تحترم النص العربي، وأعدّها خصيصًا لهذا النص المميز، والذي نزل القرآن الكريم المعجز بلغته العربية السامية، ومن الذرائعية درست كل النظريات النقدية السابقة، لأتحصّل على الثقافة النقدية، ولأدرك عمق وشمولية النظرية الذرائعية التي وجدتها الأنسب والأجدر والأجدى في دراسة النص الأدبي العربي المعاصر، علمني النقد الذرائعي أن أكتب في أجناس الأدب عن معرفة ودراية، فالموهبة وحدها لا تكفي، بل لا بد من صقلها بالمعرفة وعلوم النقد.

 3) هل من كلمة عن ” النقد الذرائعي” مفهومه وأهميته وخصائصه ومميزاته ومناهجه؟

سأستعين في الإجابة عن هذا السؤال بما كتبه المنظر الغالبي على الغلاف الخلفي لبعض مجلدات الموسوعة؛ لأن السؤال كبير وإجابته متشعبة، يقول الأستاذ الغالبي:

جاء منهج (الذرائعية العربية) من مصطلح ( المعنى الوضعي) في السياق التواصلي المسنود بذريعة، ويستند هذا المنهج إلى مصادر ومستويات مختلفة تتوزع بين الفلسفة وعلم النفس، وعلم الاجتماع، واللسانيات والبلاغة، والسيمياء، ويتعلق من ناحية الاتجاه الفلسفي والفكري بالبراغماتية اللغوية الجديدة التي ظهرت في الربع الأخير من القرن العشرين على يد الفيلسوف الأمريكي ( ريتشارد رورتي)، وهي التي تتبنى المنفعة الإيجابية اللغوية ونبذ النفعية السلبية سيئة الصيت والمؤسسة للاستعمار والتي ظهرت في العام 1878 على يد ( ويليم جميس وجون ديوي وساندرس بيرس) وآخرين. اختلطت وجهات النظر حول المصطلحَين والتفريق بينهما، لكن لو أعدنا هذا المصطلح لحظيرة المنفعة لأدركنا أن مفهوم ( البراغماتية) – رغم ايجابية المصطلح- فإنه يمكن أن يدخل حيّز الانتفاع السلبي حينما يأخذ مسارًا سلبيًّاويصبح هيامًا وغواية وكذبًا، لذلك نهى الله عنه بكتابه العزيز في سورة الشعراء الآيات ( 224-225-226-227) وتلك شهادة إلهية رافقت البراغماتية اللغوية للذين يلاحقون الانتفاع عن طريق( المدح والهجاء)، لذلك نصحهم الخالق بالانضواء تحت حكم الآية 227، فقمت بمحاولة الارتكاز على تلك الشهادة الإلهية لجعل الأدب رساليًّا أخلاقيًّا برؤيتي ( الذرائعية الواقعة بين البراغماتية اللغوية والبراغماتية النفعية).

 4) لكل أديب قصة، ولكل قصة بداية، فكيف كانت بداية اديبتنا الدكتورة عبير، وكيف دخلت صرح الأدب والنقد من بابه الواسع؟

البداية الفعلية كانت من رواية أرسلتها لي كاتبة شابة من مدينتي تطلب رأيي فيما كتبت، وجدت نفسي أدخل في قراءة نقدية انطباعية، أرسلت لها القراءة مع ملاحظات، تفاجأت وأخبرتني أن قراءتي وملاحظاتي تتطابق مع قراءة وملاحظات ناقد كبير ومعروف، وشجعتني على الكتابة والالتحاق بمنتديات أدبية على الفيسبوك والمواقع الالكترونية، في البداية استهجنت الأمر، كنت امرأة أربعينية، كيف أدخل هكذا منتديات ظننتها فقط للشباب، لكن تفاجأت أنها منتديات تضم كل الفئات العمرية خلا الطفولة، ووجدتني فجأة بينهم، ومع أول قصة مكثفة اشتركت فيها في مسابقة لرابطة في القصة القصيرة جدًّا وجدتني أفوز بالمركز الأول مناصفة مع طبيبة أسنان مثلي وفي نفس عمري، حيث برز نصّانا على أكثر من 150 نصًّا مشاركًا في المسابقة، كانت تلك البداية في الإبداع السردي، تلاه الإبداع الشعري، ثم وجدتني أخوض مضمار النقد من خلال قصة قصيرة لفتت نظر أستاذي الغالبي فخصّها بدراسة نقدية لفتت نظري بشدة، وكان التعارف الذي فتح لي الباب مشرعًا على علوم النقد، وكانت مسيرتنا النقدية التي استمرت إلى الآن وستبقى بإذن الله ما بقي فينا عرق ينبض علمًا يمكننا أن نضعه في خدمة النص العربي الرصين.

 لكل تجربة أدبية نقدية خصائص ومميزات..

5)فما مميزات التجربة الأدبية للأديبة القديرة عبير يحيى، وهل استطاعت أن تؤثل تجربة خاصة تميزها عن باقي الأدباء والنقاد؟

تجربتي النقدية قائمة على حقيقة أن النقد علم مكوّن من مجموع العلوم التي تحيط بالأدب، لذلك لا أخشى في النقد الذرائعي أي خلل أو موطن ضعف طالما أن تحليلي النقدي مسنود إلى منهج علمي، فالذريعة عندي أساس في كل ما أكتب، كل رأي نقدي أسنده إلى ذريعة علمية، واستطعت بفضل ذلك أن أكسب ثقة من يسمعني ومن أنقد له من الأدباء، فلا أحابي ولا أتجنّى، لذلك النص الضعيف لا يجد سبيله إلى قلمي، إلا إن كان مخطوطًا يطلب صاحبه فيه المشورة والإرشاد والنصيحة، أما عن أعمالي الأدبية فأترك للنقّاد الغوص فيها، وأتقبّل كل أقوالهم فيها، وإن لم أوافقها كلها، لكني أحترم وأجلّ كل ما يقال فيها، وقد استطعت والحمد لله أن أخط ّلي استراتيجية مميزة خاصة بي، وتكنيك هو توقيعي وبصمتي، ومن السهل على من يقرأ نصي أن يعرف أنه لي ولو لم يرَ توقيعي عليه، وهذا جل ما يتمناه الكاتب.

لكل أديب رسالة، يعمل عليها طيلة مساره الأدبي، ويمررها من خلال إبداعاته وإصداراته المتنوعة..

6) فما رسالة الدكتورة الأديبة عبير يحيى، ولمن تود توصيلها بالأساس؟

-رسالتي هي للعالم الإنساني الحي والنائم على السواء، هي دعوة مخلصة للعودة إلى الإنسانية الحقّة،إنسانية أبينا آدم وأمنا حواء قبل أن يقتل قابيلُ هابيلَ، وهي رسالة كل الشرائع الإلهية، رسالة السلام الإنساني، إلى عالم يموج بالظلم والعنف والإرهاب، ما هكذا خلقنا الله، وما هكذا ربّانا رسولنا الأكرم، وما هكذا تُبنى الحضارات، وما هكذا نعمر الأرض، رسالتي كلمة خلوقة مؤدبة رصينة، ابتدأ رب العزة الخلق ب ( كن)، وأكملها الأنبياء والمرسلون استجابة لـ( اقرأ)، وأملي أن هناك من قد يقرأ، والكلمة أمانة، ودعوة للتفكّر وإعمال العقل لا تعطيله، ولعل الله يعينني على أن أؤدي هذه الأمانة لجيلي وأجيال أولادي وأحفادي فتكون شاهدًا لي لا علي.

الدكتورة عبير اديبة وناقدة متميزة، لها إصدارات عديدة ومتنوعة، ففي مجال القصة القصيرة صدر لها: “لملمات”، “رسائل من ماض مهجور”، “ليلة نام فيها الأرق”، “سأشتري حلما بلا ثقوب”، وفي مجال الرواية صدر لها رواية “بين حياتين”، وفي مجال الشعر صدر لها: “عطايا”و “قصيدة لم تكتمل”،” قصائد طارئة”..وفي مجال النقد كتبت عن “السياب يموت غدا “و” أدب الرحلات المعاصر بمنظور ذرائعي” “تحليل نقدي في أدب الفنتازيا والخيال العلمي”و “الأدب النسوي العربي المعاصر بمنظور ذرائعي”..كما شاركت في الموسوعة الذرائعية ومؤسس النظرية الذرائعية الأستاذ عبد الرزاق عودة الغالبي..

7) هلا كلمة تعريفية موجزة بهذه الإصدارات الغنية والمتنوعة؟

” لملمات” كان باكورة أعمالي القصصية في القص المكثف الموجز الذي اصطلح على تسميته ب القص القصير جدًّا بخطأ ترجمي، حوى الكتاب على أكثر من 100 نص في هذا النوع القصصي صدر في العام 2015، مترافقًا مع كتاب “عطايا” مجموعة من النصوص الشعرية تفعيلة، ” رسائل من ماض مهجور” مجموعة قصص قصيرة كلاسيكية صدرت في العام 2016 من بينها” ليلة نام فيها الأرق” مجموعة قصص قصيرة معاصرة صدرت في العام 2018، رواية “بين حياتين” صدرت في العام 2020 “سأشتري حلمًا بلا ثقوب” إصداري الجديد للعام 2023

في كل أعمالي السردية أتحدث عن الأثر الاجتماعي والإنساني الذي خلفته الحرب على المواطن السوري في بلدي، ثيمة الفقد والموت والتهجير والاغتراب والغربة ثيمات رئيسية، أتمنى أن أكتب يومًا عن الفرح….

أما عن الكتب النقدية، فقد كانت مقسمة إلى باب نظري أعرّف فيه بنوع العمل الأدبي الذي أكتب عنه، ورأي الذرائعية فيه، إضافة إلى إغناء معرفي عنه، والباب التطبيقي عبارة عن دراسات لي عن نصوص كتبها أدباء في ذاك النوع الأدبي.

الموسوعة الذرائعية كانت بالاشتراك مع المنظر الأستاذ الغالبي الذي كتب الباب التنظيري، بينما الباب التطبيقي حوى على دراساتي التطبيقية في مجال التنظير.

تقول الكاتبة والناقدة رانية ثروت في مجموعتها القصصية باستيل:” قدمت الأديبة والروائية الكبيرة والناقدة الذرائعية المبدعة الدكتورة عبير يحيى دراسة نقدية ذرائعية مفصلة ومتعمقة أحاطت بجوانب مختلفة من المنجز الأدبي ثابرة أغواره مؤطرة لتكنيكات السرد واستراتيجيات الفكر السردي الكامن وراء النصوص بلغة رائقة وشفيفة، استخدمت لتعبر عن رؤية نقدية مؤسسة على أسس علمية، مما أضفى ثراء وجمالا وقيمة لكل حرف كتب بجد وإخلاص في هذه الدراسة الثرية المثمنة..

8) كيف تقيمين دكتورة عبير هذه الكلمة الذرة الثمينة، وإلى أي جنس أدبي ترين نفسك أقرب وأقدر على العطاء: رواية أو قصة قصيرة أو شعر أو نقد؟

وكيف استطعت النجاح في كل هذه الأجناس الأدبية بالإضافة إلى تخصصك العلمي في طب الأسنان؟

-أقيّم هذا القول بقيمة العلوم التي منحتني إياها الذرائعية لأكسب فيها ثقة كل من يطلب مني من الأدباء أن أدرس عمله الإبداعي تحت خيمتها النقدية.

أنا بالأصل مؤهلاتي الدراسية هي مؤهلات علمية، لذلك أحببت النقد الذرائعي، ووجدت عقلي فيه، أما الأدب أنا بالأساس قاصّة، فكان لي العديد من المجموعات القصصية،وأحب الرواية لكن الوقت والظروف لم تسعفني إلى الآن في كتابة رواية ثانية أضيفها إلى روايتي الوحيدة / بين حياتين/ الرواية، بشكل عام تحتاج إلى تفرّغ وحضور ذهني وشعوري كبير من الكاتب، وهي منهكة لكنها مرضية للكاتب، الشعر، لا أقول أني شاعرة قريحتي جاهزة، وإنما الشعر حالة شعورية قد تتملكني ولا تفلت عقالي إلا بعد أن أنجب قصيدة، وأستغرب من نفسي كيف استطعت أن أنجب ثلاث مجموعات شعرية دون أن أدرك !!!

تقول إحدى الناقدات: في السرد صورة ومفردة، تلتحمان أو تتبادلان أدوار التعبير، ومن تم تأتلفان في نص معبر عن واقع الحياة مع ظل شفيف من جمال اللغة وألق الشعور..

9) كيف تستدعي الروائية والقاصة والشاعرة عبير صورها السردية لتؤلف بينها وبين مفرداتها وجمالها اللغوي في نص تعبيري شفاف ممتع ومعبر؟

أنا أؤمن بتقاطع الفنون والأجناس البينية الكثيرة الناتجة عن ذلك، كما أؤمن بدور الكلمة كضربة ريشة على لوحة أو على وتر، لذلك تأسرني اللقطة الحياتية التي قد تمر مرور الشبح،لا ينتبه إليها إلا من يرصدها، وأختزنها في اللاوعي إلى أن يحين استدعاؤها بنصّ سردي أو شعري، عندها أجدها تعبر بسلاسة إلى وعيي وإدراكي وينثّها قلمي لوحة ونغمًا ترتاح إلى عيني وتطرب له أذني، ولا أقرّه حتى ترضاه ذاتي الكاتبة،عندها أدرك أن العملية الإبداعية تمت بنجاح من قبلي، وبقي أن يتم تقييمها من قبل الناقد والمتلقي.

10) هل تؤمن الدكتورة عبير يحيى باعتبارها أديبة ناقدة بسلطة النقد على الأدب، وكيف ترى أهمية العلاقة بينهما وحاجة بعضهما لبعض، وما هي مساحة التلاقي أو التنافر بين الاثنين، وهل بالإمكان تتلمذ بعضهما على البعض؟

أنا أؤمن بما تقوله الذرائعية في مبدأ من مبادئنا من أن ( النقد عرّاب الأدب، والأدب عرّاب المجتمع) والعرابة تعني التقويم والتقييم والسند حتى يستقيم كل الأدب والمجتمع،الناقد يقف إلى جانب الأديب، يسنده ويوجهه، لا يواجهه ولايخلفه، وعلاقتهما هي علاقة تلاقٍ في سبيل هدف كبير وهو المجتمع، كذلك علاقتهما محكومة بحاجة كل منهما إلى الآخر،فالأدب مادة النقد، والنقد مقوّم الأدب ومرشده، والأديب الرصين هو الذي يحرص على تعلّم علوم النقد ولو حتى من باب الإلمام والاطلاع والمعرفة. النقد يعلّمنا فنون الأدب، حتى ولو لم يكن الناقد يملك الموهبة الإبداعية، ولكن النقد من الممكن أن يكسبه إياها.

11) كيف تقيمين، دكتورة، الأدب السوري المعاصر، وما هي مميزاته وملامحه، وهل استطاع الأدب السوري التعريف بالقضية السورية ونجح في توصيلها إلى العالمية؟

هناك حركة أدبية نشيطة وعظيمة تُحسب للأدب والأدباء السوريين المعاصرين في ظل الوضع المربك والحرج الذي يعيشونه سواء أكان في داخل سوريا أم خارجها، زاد عليه الوضع الكارثي الذي شهدناه في الفترة الحالية، كلها استلوا أقلامهم ليكتبوا مشاهداتهم وأوجاعهم وأحلامهم وكفاحهم الحياتي، أنا رصدت نوعًا أدبيًّا جديدًا كتبه الأدباء السوريون في سابقة لم يسبقهم إليها غيرهم وهو أدب اللجوء، ما زالت خصائصه في طور التبلور، ولكننا نستطيع رصد بعضها، حيث نجدهم يصفون الأوضاع المؤهبة للتهجير واللجوء، وسبل هذا التهجير واللجوء سواء عن طريق الهجرات غير الشرعية، وكذلك المعاناة التي يلاقونها في بلد اللجوء، وصعوبات التوطين ولمّ الشمل، والاغتراب في داخل البلد الأصلي، والغربة في بلد اللجوء ووووو.

ولا شك أنهم نجحوا،ولو نجاحًا محدودًا ومحفوفًا بالكثير من المعوقات، في إيصال القضية السورية إلى منصات الثقافة العالمية.

12) نتحدث عن الأدب النسوي من خلال فاعلاته (الأديبات النسويات) وكذا من خلال مضمونه ( ما له علاقة بقضية المرأة) ففي نظر أديبتنا القديرة كيف نستطيع التحدث عن الأدب النسوي، وهل استطاعت الأديبات النسويات مزاحمة الأدباء الرجال والتفوق عليهم في التعريف بالقضية النسائية أم أن الرجال هم أكثر اهتماما بأدب المرأة من النساء؟

هذا السؤال استنفذ جهدًا كبيرًا مني في الإجابة عنه بكتابي النقدي ( الأدب النسوي العربي المعاصر بمنظور ذرائعي) إصدار دار المفكر العربي – 2022:

ذرائعيًّا، تحدثت عن الأدب النسوي انطلاقًا من حقيقة أن الأدب حالة إبداعية قوامها إحساس شعوري أو لا شعوري لا نستطيع السيطرة عليه ولا يجوز التدخل فيه خارجيًّا.

سؤال: هل هناك اختلاف بين إحساس المرأة وإحساس الرجل جينيًّا؟

الجواب: يحتمل احتمالين لا ثالث لهما، إذا نفينا الفرق بينهما فلا وجود للأدب النسوي.

وإذا كان الفرق قائمًا فعلينا التفريق بين الأدب النسوي والأدب الذكوري،وإن لم يكن هناك فرق فلماذا نشأت هذه الحركة وهذا المصطلح منذ القرن التاسع عشر؟

من المؤكد أن هذه الحركة نشأت لأن هناك فرقا بين الإحساسين، لذلك تختلف كتابة المرأة عن كتابة الرجل وهذا لا يعني انتقاص الإبداع عندها أو عنده،

أسلوب المرأة الشاعرة أو الكاتبة في الكتابة:

لا شك أن المرأة الشاعرة أو المرأة الكاتبة لها في الكتابة الأدبية أسلوبها الذي يميّزها عن الكاتب الرجل أو الشاعر الرجل، وأعتقد أن هذا القول سيثير علي العديد من الآراء المعارضة من الجنسين على حدّ سواء ( وقد حدث هذا فعلًا ) بادعاء أن الإبداع لا يقف عند حدّ جنس المبدع، وأنا لا أنكر ذلك، لكن أي إبداع؟ هل نستطيع أن نوازي بين رجل يكتب الأدب النسوي وبين المرأة عندما تكتبه؟

وبغض النظر عن المؤيدين والمعارضين للمصطلح، من وجهة نظري، مجرّد الجدل في هذا الأمر هو إقرار بموقع ومكانة هذا النوع من الأدب، وترسيمه بسماته العامة، مع مطواعيّته لقبول سمات أخرى يفرضها التغيّر المجتمعي بمقتضى التطوّر المتسارع للعالم المحيط. فأنا مِن مَن يقرّ هذا النوع من الأدب، سواءً كتبه ذكر أم أنثى، وأميل إلى معقولية أن الكاتبة الأنثى تكتبه بمصداقية وبمقدرة أكبر.

بالعودة إلى ادعاء أن المرأة تنقصها التجربة في كتابتها، أطرح السؤال التالي:

هل كل ما يكتبه الرجل كان عن تجربة شخصية ؟ هل كل من كتب عن المعتقلات والسجون كان مسجونًا أم معتقلًا ؟ لا أريد أن أذهب بعيدًا جدًا، أنا امرأة، وكتبتُ عن المعتقلات شعرًا، وكتبت عن الحرب قصًّا وشعرًا، وأحسب أن معظم شاعرات وكاتبات طروادة نون النسوة قد كتبن في مواضيع كثيرة مشابهة لم تكن أقل إبداعًا مما كتبه الرجل في نفس تلك المواضيع…

ويكفينا أن نعترف أن الأدب هو قليل من الواقع، وكثير من الخيال، فإن كان الواقع هو التجربة فهي بالأساس الجزء الضئيل الذي يمكن الحصول عليه بسهولة بالسؤال والبحث عنه، وما أكثر الألسن التي تحكي، وما أوسع معلومات جوجل وما أثراها! ويبقى للخيال فضاؤه الواسع الذي يتنافس فيه الجميع…

 وأما الادعاء الثاني، بتمحور شعر المرأة حول الرجل، فلي فيه رأي أتمنى أن تعيه المرأة الشاعرة، خُلقت المرأة من ضلع الرجل، نعم، من داخله هو، فوجب أن تكون هي المركز، لذلك أبدع نزار وغيره عندما تغزّل فيها، لكن لمّا انعكست الآية، وتغزّلت هي بالرجل، بدت انبطاحية ! ولا يليق بها الانبطاح، فهي خُلقت لتتربّع على عرش قلبه، لا لتتمرّغ على أرض الوجد تطلب الوصل وتشكو من هجر الحبيب والتولّه به، هذا يتنافى حقيقة مع بنيتها التي جبلها الله عليها، لذلك نجد أن قصائد نزار التي أطلقها بلسان( هي ) لم تأتِ بذات الصدق في الشاعرية التي قال بها بقية قصائده بلسانه هو كشاعر رجل، وهذا لا يعني أن المرأة الشاعرة لا تجيد كتابة قصائد الحب، تجيدها جدًا عندما تكتبها بأنفة وعزة وعفّة، برمزية بعيدة عن الإسفاف، وصدق ينعكس من الصور الشاعرية بعيدًا عن التصنّع والقولبة البلهاء…

وتكتب المرأة شعرًا لا يموت عندما تكون حرّة، خارج المدارات التي تتمركز حول مفهوم واحد هو من يناصفها أساسًا، عندما تؤمن أن عليها أن تكون في مكانها اللائق بغض النظر عنه، ليس مطلوبًا منها أن تكون في مواجهته، ولا في إثره، ولا حتى في مجاراته، هي حيث يحتّم عليها النجاح أن تكون، عندها ترى العالم من منظار كبير، ترى كلّ قضاياه ومشكلاته مادةَ كتاباتها، تتقمّص كلّ شخصياته دون وجل، وتكتب برسالة مجتمعية راقية…

والأدب النسوي تحديدًا هو ساحتها، إن صالت وجالت فيه لن يجاريها كاتب أو شاعر، لكن دون أن تقصر مدادَ قلمها عليه فقط، بل لها أن تناوش به في ساحات الأدب كافّة لتخطّ به وفيها عملها الخالد.

ومصطلح الأدب النسوي الذي شاع في الغرب منطلقًا من نظرة عنصرية، ألغى جوانب إبداعية عند المرأة حينما حصرها فقط في محيط الأنوثة، على الرغم من أن الأنوثة هي أصل في المرأة، لا يمكن فصله عنها إلا بتشظي المضمون الأدبي، هذا الأصل يضفي علي المرأة الكاتبة خصوصية في الكتابة، ولكن هل هو كل ذاتها المبدعة؟ مؤكّد لا، فالمرأة المبدعة هي بستان أرضه خصبة، تنبت فيها كل أنواع الرياحين وتثمر فيها كل الأشجار المثمرة.

الأنوثة ليست عيبًا فطريًّا، وإنما هي منحة خصّ الله بها المرأة كي تبدع منطلقة من فيض حسّها الوجداني الأنثوي، ويكفي أن يكون لنصّها مذاق أنثوي بدلالاته وتجاربه الإنسانية حتى ينثُّ قلمُها تجربةً أدبية صادقة تمسّ القلب، وتهزّ العقل والوجدان.

صحيح أن القضايا والمواضيع الإنسانية واحدة، يتفاعل معها المبدعون والمبدعات، ولكن هناك خصوصية تلازم كلا الطرفين، فالمبدع جريء ومباشر في البوح والحب والغزل، لكن المرأة المبدعة حييّة، البوح عندها يتوارى بالعفّة، ويظهر بتعابير غير مباشرة، إلّا أن الموهبة عند كليهما واحدة حينما يكتبان عن بحث الإنسان عن حاجاته المفقودة من حرية وعدالة اجتماعية اقتصادية وسياسية، إنسانية بالمجمل.

ومع ذلك، لا ينبغي للمرأة المبدعة أن تحصر إبداعها في أصلها الأنثوي فقط، فهي النصف الثاني من المجتمع وعليها أن تعي ذلك تمامًا حتى لا تفقد مشاركتها في بناء هذا المجتمع، بل ويجب أن تدرك جيدًا دورها المعرفي وأهمية مشاركتها الفاعلة في هذا الدور التنويري، انطلاقًا من معرفتها وإدراكها لوظائفها الكونية التي خصّها الله بها لتشارك في إعمار الكون جنبًا إلى جنب الرجل، فهي الرحم الذي يتعضّى فيه الخلق، والأم التي تعنى بالطفولة ( ذكورًا وإناثًا)، والمدرسة التي تتعلّم فيها الأجيال( ذكورًا وإناثًا)، والسعادة والسكينة التي تغمر زوجها ( شريكها الرجل).

إن الأدب النسوي، كما بدأ غربيًّا، أدبٌ ترتبط أصوله بالحركة النسوية، منبثق من رحلة نضال المرأة للحصول على مكاسبها الطبيعية الخاصة بها والتي كانت مستلبة من الرجل، فنضالها بالنتيجة كان ضد الرجل، والأدب النسوي بهذه النشأة هو نتاج، جذوره أطروحات خارج سياق الأدب، ” تمامًا كمفهوم الأدب الواقعي، أو الأدب الإسلامي أو الأدب التحرري، أو غيرها من المفاهيم التي تفصل المعنى عن المبنى، أو الموضوع عن الشكل، وتستقل بالموضوع كجوهر أدبي، في حين أن ( الأدب) الجدير بهذه التسمية هو ذلك الذي لا ينفصل شكله عن مضمونه، فتكون الصياغة الفنية فيه جزءًا أصيلًا في صناعة المعنى، وتكون بنيته الفوقية طريقًا للوصول إلى بنيته العميقة، وبهذا المفهوم: ما هي وجاهة مثل تلك المصطلحات السابقة، خاصة: الأدب النسوي؟”[1]

سؤال طرحته كاتبة المقال ( هبة خميس)،وهو سؤال مطروح من قبل الكثيرين من المعارضين للمصطلح، أو لنقل ليسوا معارضين بالمطلق، وإنما هم متفقون وموافقون على الاستخدام الاجتماعي أو السياسي للمفهوم أو المصطلح النسوي كوسيلة أو سلاح بيد الحركة النسوية المعاصرة، تستخدمه لإحراز تقدّم على معارضيها، ودعاية إعلامية لموقفها، تحقّق لها الدعم الثقافي، وهذا حق تستحقه إنسانيًّا في ظل نضالها لاسترداد حقوقها المستلبة.

لكن حينما يكون المصطلح في حقل الإبداع الأدبي، وخاضعًا للتحليل في مختبرات النقد الصرف، فإن مصطلح (الأدب النسوي) كمفهوم سيتضعضع بحكم الفصل بين الصياغة والمعنى.

 وكانت الذرائعية هي الملجأ الأمثل في حلّ هذه المعضلة النقدية،على اعتبارها نظرية تدرس النص من الداخل (من خلال الأنساق اللغوية والجمالية والأسلوبية)،ومن الخارج ( من خلال السياقات النفسية والاجتماعية) وتوقف مراوغة المدلولات التي تتولّد عن الدلالات النصّية عند حدود المفهوم.

 13) هل من كلمة عن أدب الرحلة، أديبتنا عبير؟

أجيبكم عن هذا السؤال بما أورده في كتابي ( أدب الرحلات المعاصر بمنظور ذرائعي ) الصادر عن دار الحكمة للنشر والتوزيع ) للعام 2020، ميزت فيه أنواعًا حديثة هي:

– أدب الرحلة المعاصر:

قدّمته وفق التعريف التالي: أدب الرحلات هو نوع من الأدب الذي يصوّر فيه الكاتب ما جرى له من أحداث وما صادفه من أمور أثناء رحلة قام بها لأحد البلدان، وتطوّره بتطوّر التكنولوجية ووسائل النقل،

– أدب رحلات البحر:

 هو نوع من أدب الرحلات تطوّر بتطوّر وسائل السفر، بحيث تقلّصت الزمكانية قليلًا، وأصبح مقتصرًا على نخبة من الناس، إمّا على البحارة أو الطيارين والملّاحين الذين يحبون السفر الدائم، وعندهم شغف الكتابة بالأدب. وفيه ينزاح أدب الرحلة تدريجيًّا من الإخبار نحو أدب الانزياح، فيكتبه أصحابه ببناء فني وبناء جمالي، وقد استُخدمت فيه المدارس الأدبية مثل: الواقعية والرمزية والأدب للمجتمع والأدب للأدب والمدرسة التجريدية والطبيعية والرومانسية ومدارس أخرى، وهو يختلف عن ( أدب البحر) التقليدي الذي تكون ثيمته الرئيسية هي الصراع بين الإنسان والبحر، كرواية( الشيخ والبحر) لأرنست هيمنجواي، أو رواية (الشراع والعاصفة) لحنا مينة.

– أدب السفر:

وهو الأدب الذي انبثق من التطور التكنولوجي بشكل إجرائي محتوم بعوامل الطبيعة والتقدم التكنولوجي في السفر والاتصالات، تقلّصت فيه الزمكانية حتى صارت ساعات وأيامًا، وحدث تنوّع داخلي فيه، حيث انفصلت مكانيته عن زمانيته، فتعددت الأمكنة وتقلّص الزمن، وصار الرحّالة مسافرًا بغاية تجارية أو سياسية أو طبية أو سياحية أو شخصية، فيتبدّل الأدب من أدب رحلة إلى أدب سفر لتغيّر السببية ( المقصدية السردية) فيه، فالغاية هنا ( الهجرة والتوطين والمساكنة والعمل….) تبرّر الحدث.

– أدب الرحلة الديموغرافية:

ينقسم أدب الرحلة إلى جنس أدبي روائي ( يحتوي على بناء فني)، وإلى مشاهدات ديمغرافية (عندما يكون خارجًا عن السرد الأدبي).

ونعني بالديموغرافية خروج أدب الرحلة من خيمة العمق الأدبي الخيالي أو الرمزي باتجاه الإخبار، ويختص بهذه الحالة البينية علم الديمغرافيا.

14) ما رأي الدكتورة عبير في التيمات التالية، وهل استطاعت إثراء الأدب السوري المعاصر:

الحرب- الغربة – الحنين- الحرية – النصر – التخاذل.

كلها ثيمات أساسية عند الأدباء السوريين، قد تكون مجتمعة مع بعضها كلها، وقد لا، ولكنها ثيمات مميزة للأدب السوري حاليًّا.

15) كيف كان شعور الدكتورة عبير وهي تتكرم في اتحاد الأدباء الدولي بالقاهرة وتتسلم جائزة الأستاذة الأديبة الصديقة فيحاء نابلسي؟

طبعًا شعرت بسعادة عارمة، وليس أسعد عند الأديب من أن يكرّم على منجزه الأدبي أو النقدي، قد يفوق ذلك أن يتم تداول أعماله الإبداعية في المجال الأكاديمي بحيث يكون مدار أبحاث أكاديمية لنيل شهادة ماجستير أو دكتوراه، والحمد لله تحقق لي ذلك مع روايتي ” بين حياتين” حيث اختارها أكثر من 7 باحثين في جامعة حلوان وقدّموا فيها رسائل ماجستير في العام 2021.

طبعًا كنت سعيدة أكثر لأنني نبت عن صديقتي الأديبة السورية فيحاء نابلسي في استلام جائزتها من الاتحاد، بعد أن سبقتني واستلمت جائزتي نيابة عني في العام السابق.

16) هل للأديبة عبير يحيى اهتمامات أخرى غير الأدب والنقد، وما هي مشروعاتها المستقبلية؟

لي اهتمامات في السياحة والسفر والتجوال في ممتلكات الله.

في الوقت الحالي أعمل على المضي في مشروعي النقدي، بتوسيع الكادر البشري وتدريب العديد من النقاد من كل أرجاء الوطن العربي على النقد الذرائعي من خلال ورشات تطبيقية، وأحلم أن يسعفني الوقت بكتابة روايتي الثانية التي تلح بأفكارها وموضوعها على رأسي وقلمي.

18) أخيرا نود كلمة ختامية وهدية أدبية من اختيارك لقراء المنار ورواده الكرام.

هديتي لكم قصيدة أختارها من ديواني الجديد ” قصائد طارئة”:

أنثى بكل فخر

أنا ذرّةُ رملٍ

تسقطُ من جيبِ الدنيا سهوًا

أنا قهوةُ فجرٍ

يشربُها السابلُ والنابلُ والنعسان

أنا لذّةُ عشقٍ

تفتحُ بابَ الحبِّ بلا مفتاح

أنا ذاكَ العبق

ينثرُهُ دعاةُ الحقِّ

العاملُ والفلّاح

أنا النصفُ الناعمُ

من خارطةِ الكون

أمَرَها ربي

“كن” فتكون

شمسٌ تشرقُ في الليل

تهدهدُ أطفالَ الفقر

وتنزعُ عنهمُ أثوابَ الويل

أنا مرآةُ المسكين

أنا حدُّ السكين

أنا أمُّ الدنيا

والعالمُ يسكنُ قدمي

في جسدي وضعَ ربّي

فراديسَ وجنان

أنا أختُ الدنيا

تملؤها حبًّا وحنان

بنتُ القدرِ

حفيدةُ كلِّ الحكماء

أنا بلقاءُ*

أنا خنساء

أنا من يقرعُ طبلَ الحرب

ويعلّمُ القسمةَ والضرب

أنا أنثى بلا عنوان

أحكمُ كلَّ الأرض

بالطولُ والعرض

يُصارعُ عني أنسٌ وجان

لايخلو بيتٌ منّي

لا يستغني أحدٌ عنّي

أنا ماءٌ وهواء

أنا حواء

جنّةُ أرضٍ

ورحمةُ سماء


* الأرض البلقاء

أي الأرض الناشفة الجرداء يأتيها المطر (الماء)فتصبح ذات زرع أخضر يانع وفير وجيد

[1] -الأدب النسوي: حين يتمرد قلم المرأة- مقال في موقع الباحثون المصريون أوكتوبر   15-2018  – كتابة وإعداد: هبة خميس

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.