منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

اهطلي يا ابنة السماء (قصيدة)

اهطلي يا ابنة السماء (قصيدة)/ابو علي الصبيح 

0

اهطلي يا ابنة السماء(قصيدة)

بقلم: ابو علي الصبيح 

للمرة الثالثة أرى الجاحظ في المنام..قال لي: سلني ما شئت يا ابن أختي ..قلتُ يا سيدي: كيف يتأتى لبعض شعراء عصرنا أن يوقّع أربعين مجموعة شعرية في بضع سنيين ؟ قال لي بدهشة كبيرة: أَوَ كائنٌ ذلك بينكم؟ قلت: نعم يا سيدي.. قال : لا أدري ولقد رأيتُ ما يربو على الألف شاعر لا يقول أحدهم قصيدةً ألا أبو أبوه مستلك..
___
من شطحاتنا أيام الدروشة:
ما بين متعة البوح ومرارة التناسي سيبقى هابيل مقموعا ما دام قابيل يتوضأ بالدم..
____

بِتُّ فى وَحدتــي رهيــنَ الشُّــرودِ
واعتـــلالِ الـرُّؤى ، وعِبْءِ قيـــودي

هاتَفَتْ خاطري الأماني وصـاحت :
ياليـالي الصَّفـا بــ”ألاسلام” عُـودي

فارْتَـدَت ثَوْبَـــها الحـزيــنَ الليـــالي
عابِسـاتٍ ، وأطْـــرَقَتْ فى جُمـــودِ

بَصْبَـصَت بالبُــروقِ للغيم عينٍ
فانْثَنَى بالجـــواب قَصْـــفُ الرُّعـــودِ

وانْجَـلَـى بالسَّنى وبيــن الحَــكايـا
مــــا غَنَـــاني عـن ناقِــلٍ وشُــهودِ

لاحـــت الأرضُ بـيــن كاسٍ وَعُـــودِ
خُــدِّرَت بالمنــى وزَيْـــفِ الوُعــــودِ

أثْمَلَتـــها حــلاوةُ الإثــــــمِ حتــــى
راقَـها اللحــنُ فــى أنيــن اللُّحـــودِ

وابتَنَـتْ للغـــرابِ والبُـــــومِ عُشًّـــا
بـيـــن أشـــــــلاءِ زَنْــبَــــــقٍ ووُرودِ

خاصَـمَــتْ فرحَـةَ الحيــاة ؛ فَألْفَـتْ
بِـذرَةَ العُقْــمِ فى حَشَـاها الوَلـــودِ

خاصَــرَتْ أَذْرُعَ الوَضيـــع ، وعافَــتْ
لمسَةَ الحُـبِّ فى الشريـفِ الوَدودِ

نافِخُــــو الكِيــــرِ بالدَّنــايــا تَنـــادَوْا
واستـجـــاروا بـجـــاهـلٍ وحَقـــــودِ

جُــرحُ “هابيـلَ” غائـــرٌ فـى ثَـراهــا
وابـنُ “قابيـلَ” غارقٌ فـى الصُّــدودِ

والمَنــايــــا تُطِــلُّ مــن كـلِّ عيـــنٍ
شَقَّـقَـتْ بالأسَـى أسيـلَ الخُــدودِ

فى اجتمــاع الفنــاءِ و الخُلْـــدِ داعٍ
أنْ يَحـــارَ الـــوَرَى بِلُـغـــزِ الوجـــودِ

فاهطِـلي يا ابنــَةَ السمـاء وجُودي
حُطِّمَتْ فُلكُنا ؛ فَلَمْ يُجْــدِ “جُودي”

طـهِّـريـنـــا فإنّ ريــــــحَ الخطــايـــا
عاوَدَتنـــــا بـ”عادِهـــا” و “ثَمــــودِ”

طهِّـريـنـــــا ففـى الزوايــــا رُكــــامٌ
خامــــدُ النـــار مِن بقايـــا الجُــدودِ

طهِّرينـــا فقـــد سَئـمـنـــا حيـــــاةً
أعْلَت الفَـدْمَ فوق هـــامِ السُّعــودِ

طهـرينــــا فكيـــف يَسمُـــو أُنــاسٌ
أدمَنـوا الرقــصَ فى ثِيـــاب القــرودِ

عَـلَّ فــى أدمُـــعِ الســــمـــاءِ دواءً
يُبْــرِئُ الأرضَ من وبـــاءِ الجُـحــــودِ

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.