الحلقة الأولى: أسئلة الأطفال| مقدّمة
بقلم : مصطفى شقرون
هي أسئلة حديثة عهد بصفاء الآخرة من حيث قدموا.. وقدمنا.. لذا تحيّرنا -نحن الآباء- بقدر ابتعادنا -الزمني أوّلا- عن فطرتنا الأولى.. ونسياننا لأسئلة الفطرة الأولى:
- من أين جئت؟
- وما الهدف من الكدّ في الحياة ؟
- وهل ثمة شيء بعد الموت ؟
وبخلاف أسئلة الملحدين الكبار.. التي خصصنا لبعضها سلسلة غرور الملحدين.. والتي غالبا ما تجتر أسئلة قديمة لمنصرين أو معادين للدين.. يبغون الصد عن سبيل الله.. فإن أسئلة الأطفال أصعب وأصدق.. وبالتالي فهي أكثر إبداعا.. وأنبل في الهدف.. وأبسط في الطرح.. كبساطة الحقّ..
فكيف يكون ردّ الآباء:
. يرتجل بعضنا أجوبة غير مقنعة لهم هم أنفسهم..
. ولا يعرف آخرون كيف يبسطون ردّهم..
. وينهى بعضنا أبناءه عن طرح أسئلة تمس “المقدسات”.. وينفّرهم..
. ولا يجيب آخرون.. بالمرة..
. ويَعِدُ آخرون.. لربح الوقت.. ولا يوفون..
. وقليل منّا من يبعثه سؤال ابنه -تحت وطأة عادة الحياة الجارفة- على البحث للإجابة وتبديد حيرة ابنه أو ابنته..
ولا ينسى الطفل الصغير.. وقد تتلاشى ثقته فيمن يعتبرهما أعلم الناس.. وأقواهم.. وأكملهم.. وقد يكبر ويكتشف أن الجواب كان خرافيا.. أو تلهية.. أو جهلا.. أو كذبا أبيض.. سرعان ما يتعكر بياضه فيشوش على الفتى.. وتعود الأسئلة.. وقد يتدخل الشيطان مستغاا أي إخلال في تربية الآباء والمحيط.. إلا من رحم ربك..
ما بعث الله تلك النسمة إلى أبوين إلا ليصحبانها.. ويربيانها.. ويعلمانها الكتاب والحكمة.. في انتظار أن تصل إلى المستوى الموالي.. حيث تأخذها يد العناية الإلهية.. إلى من يجيبها حق الإجابة.. لا كلاما فقط.. بل حياة جديدة.. تعيشها فعلا وحقيقة.. وتذوق اختلافها.. وتشهد جمالها.. فيطمئن قلبها..
{..وصاحبهما في الدنيا معروفا.. واتبع سبيل من أناب إلي..}..
وفي انتظار النشأة الأخرى.. علينا إجابة أطفالنا.. بأحسن الأمثلة.. والله المجيب.. هو ولي توفيق المجيب.. وهو ولي إقناع السائل.. وإخماد شكه الطبيعي.. الفطري.. الناتج عن اختلاف عالمنا العلوي حيث خلقنا عن عالمنا السفلي حيث نعيش..
ملحوظة: لا نكتب إلا لنشارك ما نتلقاه من أسئلة فعلا.. لا تنظيرا.. وما هدفنا إلا محاولة الإحاطة بالسؤال -لا من كل جوانبه- بل من عدة جوانب.. ليختار المجيب ما يوافق سياق السؤال ونفسية السائل وشخصيته.. ولتعمّ الفائدة..
والله المعين..