أنفاسٌ … بغيرِ رئةٍ (قصيدة)
أنفاسٌ ... بغيرِ رئةٍ (قصيدة)/ ريما كامل البرغوتي
أنفاسٌ … بغيرِ رئةٍ (قصيدة)
بقلم: ريما كامل البرغوتي
على طرقِ العشاقِ بعثرتُ صبواتي
وفي كهفِ أهلِ الحبِّ ذوبتُ شمعاتي
أخوضُ ظلامَ الهجرِ في دربِ أوبتي
وأروي لنجمِ الفجرِ جرحي وعلّاتي
أمرُّ على جسرِ الربيعِ فتنثني
غصونُ خريفي تقتفي سيرَ خطواتي
وأنفضُ أوراقَ اصفراري لأنتشي
وأنعشَ في متنِ الغصونِ فراشاتي
فتلسعُني ريحُ الجفافِ بوخزةٍ
تذيبُ صدى الأحلامِ في هدبِ غفواتي
بصحراءِ أحلامي تمادت دقائقي
عقاربُها تقتاتُ من لسعِ ساعاتي
على شاطئِ النجماتِ أرخيتُ خيمتي
وفي ساحةِ الأقمارِ تاهت حكاياتي
وحبري على القرطاسِ ينسابُ حيرةً
فتسقطُ من حرفي بقايا انسراباتي
نقشتُ على دربِ الحنينِ تأوّهي
فأطفأ وهجُ الشوقِ نورَ المناراتِ
وأنتَ هنا أودعتَ في القلبِ شعلةً
أسرّت إلى عمقِ الجمارِ انطفاءاتي
وحطت على أغصانِ خوفي يمامةٌ
تغنّي قصيدي في ترانيمِ ناياتي
وتبكي على أطلالِ قلبي حكايةٌ
تراءت بماضٍ واستدارت على الآتي
ترفرفُ في الأجواءِ والأفقُ باردٌ
فترتعشُ الأشواقُ من هولِ لوعاتي
رسمتُ على طيفِ الضبابِ ملامحي
فلمّا تلاشى الطّيفُ ضاعتْ قصاصاتي
وألجمتُ صوتَ الرّيحِ من خلفِ أضلعي
ففاضت مع الأنفاسِ زفراتُ أنّاتي
قرأتُ بفنجانِ السعادةِ أسطرًا
فباءت بلا سعدٍ خبايا نبوءاتي