ديوان جمع بين الفن والإبداع، والرسالة والتوجيه..
الدكتورة فاطمة الزهراء الربيع / ديوان جمع بين الفن والإبداع، والرسالة والتوجيه..
ديوان جمع بين الفن والإبداع، والرسالة والتوجيه..
الدكتورة فاطمة الزهراء الربيع
تقديم ديوان “يا شاعرا” للشاعر المغربي محمد فاضيلي
تستقبل المكتبة المغربية والعربية ضيفا عزيزا، خفيف الظلّ، سيروق القراء الأفاضل إنه الديوان الشعري: “يا شاعرا” للأستاذ والشاعر محمد فاضيلي،
سكب فيه عصارة قلبه وبثّ فيه لواعج أشواقه وصباباته، فجاءت أشعاره حبلى بآلامه وآلام الأمّة المستضعفة، مكتوية بما تعيشه الشعوب من ظلم وقهر وجبر من أقصى الأرض إلى مغربها، من قدسها إلى مصرها، إلى شامها إلى خليجها وصولا إلى مغربها.
أمكنة مختلفة لكنها تنتظم في خيط واحد، وترزح تحت واقع واحد، وتشرب من قدح واحد، شراب المرارة والمهانة حتى الثمالة. لكن شاعرنا يأبى إلاّ أن يشرئِبَّ بقلمه وقلبه ووجدانه لمعانقة غد جميل، غد مشرق، غد مضيء، غد مجيد، غد نتنسّم فيه عبق الحرية ونور الخلافة ورفع الهوان ولمّ الشتات وجلو الصّدإ، مستنيرا بالمقام الأحمدي والقرب الزّكي وبمدرسة العدل والإحسان وقلوب العارفين.
فإن كان الشعر ديوان العرب فيما مضى، يحفظ أنسابها ويعرّف بمآثرها وتتعلّم به اللغة العربية، فهو في حاضرنا يتطلّع إلى ذاك وأرقى. وصاحب الديوان نموذج للشاعر الذي يعمل لإعزاز الشعر وإعادته إلى منزلته الفضلى، فجاء الديوان يحفظ تاريخ هذه الأمة وكيف لا وهو من أحرارها، ويحفظ اللغة العربية ولم لا وهومن الفصحاء البلغاء، ويحفظ مناقب هذا الجيل الواعد التوّاق إلى الحرية والانعتاق.
وإذا كانت القبائل العربية تهنّئ بعضها بعضا إذا نبغ فيهم شاعر، وتقيم الموائد والأفراح لهذا الحدث العظيم، لأنه سيخلّد ذكر قبيلته ويذود عن أحسابها وأعراضها، فقد حقّ لنا اليوم أن نفخر بشاعرنا الذي تفتقت موهبته ونضج شعوره ونضح، واتسع خياله ونما، وتناغمت ألفاظه ومعانيه، واستقامت أوزانه وقوافيه، يفيض شعره بالمشاعر ويبوح بالسرائر وتأبى القوافي إلا أن تطاوعه وتأبى الأخيلة إلا أن تتلبس بالمعاني وتأبى الألفاظ إلا أن تنقاد له، وإن تواضع وافتتح الديوان بكلمة “إنني لست بشاعر”.
وتستمر قافلة الشعراء عبر الأجيال، وتتواصل وظيفتهم السامية عبر هذا الديوان تجمع بين الفن والإبداع، والرسالة والتوجيه، والتعبير عن أصدق المواجيد، أجَّجها حبّ المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام الذي بذكره تنفرج الكروب وتنحلّ العقد وتعرج الروح في معارج النور والهدى، ورجّها حال القدس اليوم بين الصهاينة والمتصهينين مستنهضا همم المسلمين، ومستيقنا بقرب النصر والتمكين وعودة القدس إلى أحضان أصحابها الشرعيين. وحرّكها حبّ العارفين الأمناء الوارثين أطبّاء القلوب مصابيح الدجى، مفاتيح الخير.
وشاعرنا متهمم بحال المسلمين والمستضعفين عموما أينما وجدوا، وأينما حلّوا وارتحلوا في هذه البسيطة التي يتصارع فيها قوى الخير وأباليس الشرّ.
وممّا زاد الدّيوان جمالا تلك النّفحة السردية التي نهجها الشاعر في بعض قصائده من قبيل قصيدة “غنمي”، والنفس الحواري وتنويع الأرواء والقوافي والأوزان من قصيدة إلى أخرى، مما يشي بامتلاك الشاعر ناصية الشعر وعلوّ كعبه في هذا الباب.
أرجو لشاعرنا مسارا موفقا، ولقلمه طريقا مؤتلقا، ولشعره مقاما مرموقا، وأرجو للقارئ رحلة ممتعة مع قصائد هذا الديوان المشرق، وهذا الشاعر المتألق،
ولا يفوتني أن أنوّه بالعمل الريادي الذي يقوم به مركز: “فاطمة الفهرية للأبحاث والدراسات (مفاد)” لسهره على إخراج الأعمال الأدبية والعلمية والفكرية الوازنة إلى ساحة الوجود، زاده الله بسطة ورقيا وعزّا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين. فاس، المغرب، مساء الأحد 02 ذو القعدة 1442 ه، الموافق 13 يونيو 2021م.
الدكتورة فاطمة الزهراء الربيع (أستاذة اللغة العربية وباحثة وناقدة أدبية)
يمكنكم تنزيل الديوان من الرابط التالي:
كل الشكر والتقدير سيدتي الدكتورة فاطمة الزهراء الربيع على هذا التقديم القيم وهذه القراءة الهادفة وهذه الكلمات السخية المشجعة والتي تدفع لبدل المزيد من الجهد
شكري وامتناني لك ليس لهما حدود
محمد فاضيلي
أنت لذلك أهل شاعرنا الفاضل زادك الله من فضله