منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

 تقرير عن ندوة اليوم العالمي للغة العربية

 تقرير عن ندوة  اليوم العالمي للغة العربية/ الأستاذ محمد أبرعوز

0

 تقرير عن ندوة  اليوم العالمي للغة العربية

بقلم: الأستاذ محمد أبرعوز

 

بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية نظم موقع منار الإسلام -كعادته كل سنة-ندوة فكرية اختار لها عنوان / ( التدافع اللغوي واقع الحال واستشرافات المآل)، وقد استضاف لها ثلة من الأساتذة الأفاضل المبرزين في مجال العربية والترافع عنها: وهم:

-الدكتور عبد العالي الودغيري، والدكتور فؤاد بوعلي، والأستاذ الشاعر محمد شنوف من المغرب؛ والدكتور هاني إسماعيل من تركيا.. وقد أدار الندوة عن موقع منار الأستاذ محمد أبرعوز.

استهلت الندوة بكلمة افتتاحية لمسير الندوة  ذ.محمد أبرعوز رحب فيها بالضيوف الكرام، ثم بسط فيها -بخطوط عريضة – أهمية الِاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية باعتباره مناسبة لتفقد واقع هذه اللغة الشريفة،والنظر في أحوالها،وما تتعرض له من حيف لا يليق بمكانتها لغةً عالميةً حية أثل بها السابقون حضارة أبهرت العالم في كل المجالات..مشيرا —–بأسف شديد- إلى أن هذا اليوم، بدل أن يكون يوما للتباهي بما تنجزه هذه اللغة من تقدم كل سنة،صار يوما لرثاء واقعها البئيس الذي صنعته مجموعة من العوامل الذاتية والموضوعية الداخلية والخارجية، يأتي على رأسها تهميش الأنظمة العربية لها في سياساتها اللغوية، وفتح الأبواب مشرعة أمام هيمنة اللغات الأجنبية عليها في عقر ديارها، وإبعادها عن التداول في  جميع المجالات الحيوية،إمعانا في قص أجنحتها كي لاتحلق عاليا ولاتنافس بقوة.

أخذ الكلمة بعد ذلك د. فؤاد بوعلي الذي أكد على أن اللغة العربية رغم ما تعيشه من إكراهات توجد في وضع اعتباري لابأس به،بل إنها تتجاوز أحيانا بشكل يدعو إلى الفخر لغات عالمية –وأن هناك اهتماما عالميا حقيقيا متزايدا بها..من الناحية العلمية لها وجود معتبر حسب التقارير الصادرة،حيث تتبوأ  المرتبة الخامسة بين اللغات الأكثر تداولا.و الخامسة أيضا ضمن الأكثر تأثيرا..كما تحتل المرتبة الرابعة بين اللغات الكبرى على الشابكة العنكبوتية…لكن على المستويات الوطنية تعرف العربية نكوصا واضحا ووجودا متعثرا، حيث يتم حصارها في مجالات معينة دون مجالات العلوم والمعارف..وصارت الحقوق اللغوية للعربية تقف عند الاعتراف الرسمي دون المرور إلى التنزيل وتُوِّج ذلك بالتراجع المهين عن سياسة التعريب،والعودة إلى الفرنسة بعد زهاء أربعين سنة..يضاف إلى ذلك سيطرة للعامية واللحن على المشهد الإعلامي…في تطبيع كبير مع العامية..وحصار صارخ للفصحى…وخلق صراع مفتعل بينهما،بدل رسم وظائف كل منهما بعيدا عن الفوضوية في توزيع الوظائف…وتحديد ماذا نريد من كل مكون لغوي محلي، مؤكدا أن العربية لغة التنمية والمعرفة والمستقبل..وأن كل  تنمية بغير العربية مستحيل، ونحن انما نجتر الفشل والواقع دليل ذلك…واختتم مداخلته بتعليق على موقفه من الفرنسية عبر عنه سابقا في مقال منشور له أثار كثيرا من ردود الأفعال،مبينا أن الفرنسية واقع مفروض موجود يجب أن نتعامل معه والابتعاد عن المواقف العاطفية والحديث مثلا عن استبدالها بالانجليزية..فلامشاحة،من وجهة نظره،في الاعتراف بوجود الفرنسية شريطة تحديد الوظائف،والتموقعات،واستحضار التجاذبات والتقاطبات التي تعرفها الجغرافيات السياسية واللغوية على مستوى العالم..

 

الدكتور عبد العالي الودغيري: بدأ مداخلته الأولى بالتعليق على ما تفضل به د- فؤاد بوعلي حول التدافع بين العربية والفرنسية الذي اعتبره صراعَ وجود عكس ما يعبر عنه عنوان الندوة..لأنه لا أحد يقبل أن تزاحم لغتَه الوطنية لغةٌ أجنبية فالأمر صراع لا تدافع…ولا صراع بين العربية الفصحى والعاميات والأمازيغية،لأن المغاربة رسموا لكل واحدة مناطق استعمالها..ويمكن حل اشكالات التداخل من خلال حسن توزيع الوظائف والتقريب وردم الهوة بينهما. أماالوجود الفرنسي فينبغي أن نرفعه لا أن نكرسه ونقر به..مؤكدا أن الصراع ليس ضد اللغة الفرنسية ولكن الصراع ضد الفرنكوفونية التي تريد أن تهيمن على كل شيء مع وجود سياسات لغوية عربية منحازة لها في كل مناحي الحياة..والتدافع لا يكون إلا بين ندين،وعلى مستوى سوق اللغات العالمية…أما العلاقة بين الفصحى والعاميات فعلاقة تشارك..نحتاج فقط إلى تخطيط لغوي يحفظ للفصحى مكانة السيادة ويحددالوظائف المناسبة للعاميات…وتفعيل قاعدة التمييز بين تدريس اللغات الأجنبية  والتدريس بها..فما ينبغي أبدا أن تسود تعليمنا غير اللغة الوطنية خاصة في مجال العلوم وسائر المجالات الحيوية التي ستمكنها من التطور إذ لايمكن للغة ان تتطور ما لم تقحم في مجالات الاستعمال الحيوية.

الدكتور هاني اسماعيل رمضان: أكد بداية على ضرورة الانتقال من وضع التباكي إلى وضع التباهي بوضع اللغة العربية المعاصر لأنها تعيش بغير غطاء سياسي، ولا راع رسمي، ومع ذلك تتبوأ الرتبة الرابعة عالميا الأكثر انتشارا وتداولا بقوتها الذاتية،في الوقت الذي تحظى فيه اللغات المناسفة برعاية فائقة من أنظمتها… مؤكدا على ضرورة تجاوز بعض مظاهر التطرف اللغوي التي تحاكم كلام الناس بالمستويات العليا فقط،مما لايسمح بتقريب العربية من ألسنة الناس.. كما وجب استغلال وسائل الإعلام الجديد للترويج للعربية السليمة، فالصراع والتدافع سيستمر لحكمة التنوع اللغوي،وَلْيَكُن التركيز على الجهود الفردية في غياب الجهود الرسمية…ركز بعد ذلك على واقع اللغة العربية وحضورها في تركيا حيث أشار إلى الحضور القوي والمعتبر لهذه اللغة منذ أيام الفتح،وقد ازداد تطورا واعتبارا مع التطورات السياسية التي عرفتها تركيا في العقدين الأخيرين،والتي دفعت الأتراك للتصالح مع هويتهم الإسلامية التي تعتبر اللغة العربية بفضل القرأن الكريم من أهم مكوناتها..وقد أكد الدكتور هاني هذه الطفرة اللغوية العربية في بلاد الأناضول من خلال إحصائيات حديثة تبين الإقبال الكبير على تعلم اللغة العربية والتعليم بها في عشرات المؤسسات التعليمية التركية..فالعربية متغلغلة في الوجدان التركي..مما يلفت الانتباه إلى  أهمية استغلال تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها لترسيخ الهوية العربية…

الأستاذ الشاعرمحمد شنوف: أكد في البداية على خطورة الصراع اللغوي غير المتكافئ الذي تخوضه اللغة العربية مع اللغات الأخرى..لذا وجب التصدي بحزم ودون مواربة للغات الأجنبية المهيمنة على واقعنا اللغوي الوطني..مذكرا بكون العربية تملك من عناصر القوة الذاتية ما يكفل لها البقاء رغم كل محاولات الهدم والاقتلاع الشرس لكل ما ترتبط به من هوية  حقيقية والتمكين لهويات مصطنعة يقف خلفها المستعمر.

وفي سياق ذلك أشار إلى تجربته الشخصية التي تلاقحت فيها اللغتان العربية والإنجليزية، هذه الأخيرة فتحت المجال أمامه للتعرف على ثقافة الانجليز..واكتشف في نفس في الوقت عظمة اللغة العربية وجمالها عندعظماء الغرب الموضوعيين.أما مداخلته الثانية  فقد خصصها لبعض التعليقات على ما تفضل به الأساتذة قبله، لينتقل لإتحاف المشاهدين بقصيدة رائعة عن اللغة العربية أثنى عليها وعليه الدكتور عبد العالي الودغيري بعد ذلك  باعتباره نموذجا للمثقف العربي الذي يجسد حالة الوعي الحقيقية في التعامل مع اللغة الوطنية واللغات الأجنبية..

 

يمكنكم مشاهدة الفيديو كاملا على الرابط التالي:

ندوة علمية| التدافع اللغوي: واقع الحال واستشرافات المآل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.