آه كَم آه (قصيدة)
آه كَم آه (قصيدة)/ أَبُو عَلِيٍّ الصُّبَيْح
آه كَم آه (قصيدة)
أَبُو عَلِيٍّ الصُّبَيْح
شاعر فلسطيني
آهٌ وَآهٌ وَآهٌ كَيفَ نَحْمِلُكِ
مِنْ أيْنَ ياآهُ خَرْجٌ مِنْهْ نُخْرِجُكِ
فينا أقَمْتِ كَظِلّ الشّمْسِ مُخْتَلِطاً
ماأنْ صَفا لَوْنُ حَتّى عادَ أسْوَدُكِ
أوْ عِلَّةٌ قاوَمَتْ جُهْدَ الطَّبيبِ فَما
عادَ الدَّواءُ وَلاكيٌّ يُزَحْزِحُكِ
ياوَحْشَةَ الْرّوحِ حِينَ الرّوحُ تُنْتَهَكُ
وَحـينَ يَـمْـلَـؤها خَـوفٌ فَـتَـرْتَـبِـكُ
عادَتْ مِنَ الْتيـهِ عَنْ دُنُيا وَبَهْـجَتِها
تَـعـدو إلـى فَـلَـكٍ يَـهْوي بِـهِ فَـلَكُ
لَمّـا مَضى العَـهْدُ ماخَـفَّتْ لَواعِجُـها
حَـتّى كَـأنَّ الـهُـدى والشَّـرَ مُشْـتَرِكُ
قَـد أُرْهِـقَ العُمرُ وَالأحْداثُ تَسْحَقُهُ
ما عـادَ في وِسْـعِـهِ حَـيْلٌ فَيَشْـتَبِكُ
مَــلَّ إنْـتِـظـارَ الّـذي يَأْتيِ بِمُـعْجِزَةٍ
بَـلْ قامَ مِنْ حَـوْلِـهِ زَحْـفٌ وَمُـعْتَرَكُ
مَـنْ داوَمَ الصَّـبْـرَ وَالأيام تَـسْـبُـقُـهُ
يَمْضيِ غَريباً وَقَدْ ضاقَتْ بِهِ الْسّكَكُ
ماذا أخَذْنا مِنَ التَغْييرِ غَيْر رَدى
فَوْقُ الرِّدى والرِّدى لَحْنٌ ويَعْزُفُكِ
عِشْنا مَعَ الهَمِّ وَالالامِ أجْمَعِها
فَصِرْتِ ياآهُ رُقْيا لانُفارِقُكِ
إنْ مَرَّعامٌ يَظُنُّ البَعْضُ قَدْفُرِجَتْ
لكِنَّ أعْوامَنا زادَتْ تَمَكُنَكِ
لكِنْ إذا المَوْتُ ساوانا بِمَنْ نَهَبوا
حَتْماً تَكونينَ والسُّراقُ مَقْصَدَكِ
هذا عَزاءٌ لِمَنْ ماتوا عَلى ألَمٍ
وَوَعْدُنا الحَشْرُ والرَّحْمنُ يَفْصُلُكِ
الصَّبْرُ يا آهُ ماطالَتْ شَدائِدُكِ
إلّا وَيَأتي لَكِ عَصْفٌ وَيَقْصِمُكِ