منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

الميدان الدعوي يتسع للجميع

الميدان الدعوي يتسع للجميع/ الدكتور وائل الزرد من فلسطين

0

الميدان الدعوي يتسع للجميع
بقلم: الدكتور وائل الزرد من فلسطين

لاحظتُ في الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان المبارك، حركةً مباركة لكثير من الدعاة والقراء، حيث كان يطوف هؤلاء الكرام على ما تيسر لهم من المساجد، هذا يحضر ليلقي موعظة، وذاك يأتي ليصلي بالناس ركعتين أو أكثر، ويضفي هؤلاء جميعًا على المصلين جوًّا من الجمال والروحانية، يظهر هذا كله على جمال استقبال المصلين لهؤلاء الكرام جميعًا، وما يسمعون من دعوات كريمة لهم ولعائلاتهم.

وبالنسبة لي قد عزمت أن يكون برنامجي في ليالي رمضان مقسمًا على قسمين:

• صلاة التراويح مع إعطاء موعظة قصيرة للمصلين، بحيث أصلي كل يوم في مسجد مختلف.

• صلاة القيام حيث تبدأ الساعة 11 مساءً، وهنا نويت أن أكون في مسجدي ولا أخرج منه.

وبفضلِ الله تعالى قد تمَّ لي الأمران، فقد صليت التراويح إمامًا في أكثر من 22 مسجدًا، ورأيت الناس مكتظين في المساجد التي زرتها كلها، وهم فرحون بجدولٍ أعده شباب المساجد بشكل جميل متقن، فجزا الله خيرًا كل شباب المساجد، الذين سهروا على راحة المصلين، وأتعبوا أنفسهم حيث تواصلوا مع كثير من الدعاة والقراء، وخاطبوا بعض المُحسنين لإحضار الماء وما يلزم للناس في هذه الليالي.

وقد كانَ لبعضِ الدعَاة جزاهمُ الله خيرًا، نشاطًا ملحوظًا في كل المساجد، حيث كانوا ينتقلون من مسجد لآخر، بل إنهم أحيانًا ينتقلون في الليلة الواحدة لأكثر من مسجد، ويلقون المواعظ المختلفة في أكثر من مسجد، فجزاهم الله خيرًا على تعبهم ونشاطهم وجهدهم، وكل هؤلاء يفعلون ما يفعلون ابتغاء مرضات الله -سبحانه وتعالى- ولا يتقاضون على ذلك قليلًا ولا كثيرًا.

أقول:

ومع هذا النشاط الجميل للدعاة والقرَّاء، غير أني -كذلك- وجدتُ نقصًا وحاجة لأكثر من العدد الموجود، ولا زالت الساحة الدعوية تتسع لغيرهم من الكرام، فأحيانًا بعض الإخوة الدعاة لا يقدر الواحد منهم على تلبية ما يُطلب منه من اللجان الدعوية في المساجد، بل إن بعضهم يُرهق ويتعب وتضطرب مواعيده، ويحتاج ل antibiotic حتى يستطيع مواصلة مشوار الوعظ والإرشاد، أو الصلاة بالناس إمامًا!

ولأن أغلب هؤلاء الإخوة النشيطين في الدعوة أو في الإمامة، ليسوا من أصحاب المال الوفير، وإنما يعيشون حالة من الستر، أقول: كثيرًا ما يصلون بعض المساجد متأخرين بنصف ساعة أو ساعة، عن مواعيدهم وذلك لأنهم لا يمتلكون سيارات تنقلهم، فلا يتمكنون من الصلاة بالناس حيث وصلوا، ولا يقوون على إعطاء موعظة ولو كانت قصيرة، فيعودون متأسفين معتذرين.

ومع انشغال هؤلاء الكرام، في الليلة الواحدة بأكثر من موعد لأكثر من مسجد، قلت في نفسي: أين باقي الإخوة الدعاة وطلبة العلم؟ ولماذا لا يدفعون زكاة العلم الذي حصَّلوه بثًّا بين الناس؟ أين الذين أتمُّوا دراساتهم العُليا في الجامعات، ليشاركوا إخوانهم الدعاة أجر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ ولماذا يتركون الساحة لغيرهم ولا يساهمون في الدعوة إلى الخير؟

أين هم فــــ “الميدان الدعوي يتسع للجميع”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.