منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

وطن حزين، بالتراب تلوّنَ

وطن حزين، بالتراب تلوّنَ/حسن الوفيق

0

وطن حزين، بالتراب تلوّنَ

بقلم: حسن الوفيق

أمام هول الفاجعة، يتوقف الكلام. لكن الصور المؤلمة، وآهات الناس المكلومة والمظلومة، التي تأتي من هناك، تخرق الصمت، تحرك فيك المواجع، وتدفعك للتعبير بالكلمات، وإن كان هذا التعبير قاصرا، لا يصل إلى مستوى تلك اللحظات.

ومن هذه الصور، ما حاولت تناوله، إحساسا وشعرا.

مُتْ نائما أو قائما

مُت كيفما يحلو لكَ

مُت في السجون المقفلةْ

مُت في العراء بلا رداءْ

مُت في الشوارع سائلا

أو في الجبال محاصرا تحت الثرى

بالزلزلةْ

في لحظة متعذرةْ

مع أمّكَ.. مع زوجكَ.. مع طفلكَ

لا من سيبكي بعدكَ

يا سالكا طرق الحياة المقفرةْ

لكن ستبقى خالدا

تُروى وتروي من رؤاكَ

مصورةْ .. ومعبرةْ..

****

مُت ثاويا في أهلكَ

أو باحثا في الأرض عن خبز وما / الأصل: وماء

اختر لنفسك ما تشاء من الوفاةْ

إلا الحياةْ.. إن الحياة مسكّرةْ / المعنى: مغلقة

تجري تراود جرعة

حتى تظل من الحفاةْ

رغم الفيوض من السماء الماطرةْ

أنت الأصيلْ.. أنت الجميلْ..

للحرب تُدعى دائما

تُسقى من الحرب الكريهة علقما

وإذا رجعت لشعركَ

في السلم ويحك عنترةْ

هذا الفتى ما أصبره

لكنه رغم الأسى، سيظل دوما فارسا

إن الكرامة في الكرامِ

ذوي النُّهى متجذرةْ

****

ماتوا هناكْ

تلك القرى

وهُنا وفي كل الدُّنا

وطن حزين بالتراب تلوّنَ

جرح عميق ينزفُ

وضراعةٌ

تدعو لهم بالمغفرةْ

ماتوا هناكْ.. واللهِ ما ماتوا وما..

رغم الجراح الغائرةْ

ودماؤهم ودموعهمْ

ومشاهد الأنقاض تحفر في قرار الذاكرة:

لا شيء في الدنيا يساوي حرصكمْ

دنيا الفنا.. دنيا ثوانْ

تمضي ويبقى ما جنى

هذا الكيان المعنوي

إما قلوب حيّة

أو في السواد محاصرةْ

****

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.