نساء تعلم على أيديهن الرجال
نساء تعلم على أيديهن الرجال / ذة. أسماء وثيق
نساء تعلم على أيديهن الرجال
بقلم: ذة. أسماء وثيق
باحثة في علم الاجتماع ومتدربة في التعليم الرقمي
هذه بنت سعيد بن المسيب رضي الله عنهما لما دخل زوجها وكان من طلبة والدها، فلما أصبح أخذ رداءه يريد أن يخرج، فقالت له: إلى أين تريد؟ فقال: إلى مجلس سعيد أتعلم العلم، فقالت له: اجلس أعلمك علم سعيد.
وروي عن الإمام مالك رحمه الله حين كان يُقرأ عليه “الموطأ” فإن لحن القارئ في حرف أو زاد أو نقص تدق ابنته الباب فيقول أبوها للقارئ: ارجع فالغلط معك، فيرجع القارئ فيجد الغلط”.
عود على بدء:
إن ما آل إليه وضع المرأة على المستوى التعليمي لا يمكن أن يعالج إلا في سياق مجتمعي متكامل يستشف من ماضيها المشرّف بفضل الهدي النبوي ويستحضر حاضرها بإيجابياته وإكراهاته من أجل بناء مجتمع متوازن، دون أن نغفل الواجهة الأولى والنواة “الأسرة” باعتبارها المستفيد الأول من هذا البناء المعرفي والمهاري عبر تملك أدوات الفهم، وهو السبيل لمعرفة الإنسان ربه؛ ذاك هو مقصد التكليف في هذه الحياة الدنيا، ينتقل العبد من داعية هواه فيكون عبدا لله اختيارا.
وامتثالا لهذا الأمر جاءت النساء يلتمسن من النبي صلى الله عليه وسلم أن يخصهن بمجالس خاصة فعلمهنَّ مما علمه الله. ثم قال: “ما منكن من امرأة تقدم ثلاثة من الولد إلا كانوا لها حجابًا من النار، قالت امرأة: واثنين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: واثنين”. حقوق أحسنّ استثمارها فكن نماذج كاملات يحتذى بهن على مر العصور، ولكل امرأة ما يؤهلها لذلك.
نخلص إلى أن تعليم المرأة وترقيها في مراتب المعرفة؛ هو مقصد شرعي؛ له من الشواهد والأدلة الكثير، ولا يوجد ما يمنعها من أن تحوزَ وتتبوأَ أعلى المراتب، وفي مختلف المعارف والفنون..
كما نخلص إلى أن حاجة المجتمعات المسلمة في العصر الحاضر لتعليم المرأة وتكوينها أكثر إلحاحا من ذي قبل، نظرا لوظائفها الحاسمة في تغيير ما بالفرد، وتغيير ما بالمجتمع، من مظاهر العجز والوهن والتخلف.
من صفحة نبراس: