منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

هندسة المشاريع التكوينية: أسس الإعداد وآليات التنزيل (تقرير)

هندسة المشاريع التكوينية: أسس الإعداد وآليات التنزيل (تقرير)/ منار الإسلام

0

هندسة المشاريع التكوينية: أسس الإعداد وآليات التنزيل (تقرير)

منار الإسلام

 

في إطار أنشطته العلمية والتكوينية لفائدة الباحثين والمهتمين، نظم المركز العلمي للنظر المقاصدي في القضايا المعاصرة، عبر منصات التواصل عن بعد، دورة تدريبية في موضوع: ” هندسة المشاريع التكوينية: أسس الإعداد وآليات التنزيل”، التي تهدف إلى تمكين المشاركين من ضبط الكفايات الأساسية لتصميم وتقديم وتقييم دورات تكوينية فعالة، من خلال عروض تفاعلية ومشاريع تطبيقية.

الدورة من تأطير الأستاذ مراد شبوب، إطار إداري وباحث في قضايا التنمية، والدكتور خالد البورقادي، مفتش تربوي وباحث في الفقه وأصوله، بإدارة مقتدرة للدكتور عبد الصمد المساتي الكاتب العام للمركز والباحث في مقاصد الشريعة.

استمرت الدورة على مدار ثلاث أسابيع، بمعدل مداخلتين كل يوم جمعة، أيام: 15 – 22 – 29 شعبان 1443 موافق لـ 18 – 25 مارس و01 أبريل 2022، عبر تطبيق زووم، ابتداء من الساعة الثامنة ليلا، لمدة ساعتين.

وقد عرفت أشغال هذه الدورة حضورا متميزا ومشاركة فاعلة من طرف الأساتذة والباحثين والمهتمين ذكورا وإناثا، من داخل المغرب وخارجه.

أشغال الدورة:

  • بين يدي العروض:

افتتحت الدورة بكلمة مدير الدورة الدكتور عبد الصمد المساتي الكاتب العام للمركز والباحث في مقاصد الشريعة، رحب فيها بالمشاركين والمشاركات وشكرهم على حضورهم،  وذكرهم ببرنامج الدورة الذي يشمل ثلاث مواضيع رئيسية، يضم كل منها محورين اثنين. وذكر أيض ببعض مقتضيات إنجاحها، من قبيل التزام المشاركين بالحضور في الموعد وبإنجاز المشاريع التطبيقية المطلوبة.

كما قدم الدكتور ورقة تعريفية مختصرة بالمركز العلمي للنظر المقاصدي في القضايا المعاصرة، من حيث رسالته وأهدافه وأنشطته العلمية السابقة والمستقبلية. ثم فسح بعد ذلك المجال للمؤطرين لتقديم مداخلتيهما.

اليوم الأول: الجمعة 15 شعبان 1443/ 18 مارس 2022

المداخلة الأولى:

استهل العرض الأول حول موضوع: “تصميم خطة المشروع التكويني”، بمداخلة الأستاذ مراد شبوب، إطار إداري وباحث في قضايا التنمية حول: “تحليل الاحتياجات التكوينية”. حيث تطرق إلى تعريف المشروع التكويني، خصائصه، ومراحله. لينتقل  بعد ذلك إلى بيان المقصود بهندسة المشاريع التكوينية باعتبارها: “مجموعة من الإجراءات والأساليب والمقاربات التي تهدف إلى تصميم خطة تنفيذ المشروع التكويني، وفق ثلاث مراحل أساسية:

المرحلة الأولى: “تحليل الاحتياجات التكوينية”، ثم “صياغة الأهداف التكوينية وتصميم مؤشرات التقييم”، وأخيرا “إعداد المحتوى التكويني ودليل التنفيذ”.

وقد فصل المؤطر القول في المرحلة الأولى، مؤكدا على أهميتها في منظومة هندسة وتنفيذ وتقييم المشاريع التكوينية، باعتبارها عملية مهمة وحاسمة في اتخاذ قرارات مبنية على حقائق ميدانية من أجل صياغة أهداف تكوينية واقعية، ومقدما جملة من القواعد الأساسية في عملية تحديد وتحليل الاحتياجات التكوينية، من حيث مداخل تحديدها وأدوات تجميعها وتحليلها.

المداخلة الثانية:

من جانبه تناول الدكتور خالد البورقادي، مفتش تربوي وباحث في الفقه وأصوله، الكلمة للحديث حول موضوع: “صياغة الأهداف التكوينية ومؤشرات التقييم”، حيث قدم المؤطر أجوبة شافية حول الهدف التكويني، أهمية وأقسامه التي تنطلق من الغايات والمرامي، مرورا بالأهداف العامة والخاصة لتصل إلى الأهداف الإجرائية، باعتبارها تمثل النتيجة النهائية المرتقبة من كل عمل، أو نشاط تكويني، وتتميز بخصائص أساسية، من قبيل الوضوح والدقة، القابلية للقياس، التأطير بوقت محدد، والتوازن بين المجالات المعرفية، المهارية والوجدانية.

كما أكد على أن صياغة الهدف التكويني بهذه المواصفات تعتبر مرحلة أساسية في هندسة المشاريع التكوينية، لكونها تمثل البوصلة الموجهة لتصميم الأنشطة التكوينية المناسبة والقادرة على تلبية الحاجيات التكوينية المرصودة.

من جهة أخرى، أشار المؤطر إلى أن صياغة الهدف التكويني ينبغي أن تتبعها عملية تحديد مؤشرات تقييم تحقق هذه الأهداف، وبالتالي تقييم المشروع التكويني من حيث كفاءته وفعاليته. كما بين في سياق ذلك الفرق بين مؤشرات الإنجاز ومؤشرات الأثر، باعتبار الأولى تمثل مجموع وكمية المدخلات والعمليات التي تمت خلال تنفيذ أنشطة المشروع. أما الثانية فتعبر عن حصيلة الأثر الناتج عن الأنشطة أو البرامج في وجدان المستفيد وفهمه وسلوكه.

وقد عرفت هذا اللقاء التكويني الأول مشاركة تفاعلية  من قبل الحاضرين تزامنا مع العرضين من قبل ال

اليوم الثاني: الجمعة 22 شعبان 1443/ 25 مارس 2022

المداخلة الثالثة:

بعد افتتاح اللقاء بكلمة لمدير الدورة الدكتور عبد الصمد المساتي، قدم الكلمة للدكتور خالد البورقادي الذي تناول بالتفصيل موضوع: “تصميم وإعداد المحتوى التكويني”، حيث بين من خلاله المقصود من المحتوى التكويني، باعتباره يعبر عن مضمون الرسالة المراد إيصالها للمتلقي من حيث المعارف والمهارات والقناعات. وذكر بجملة من المفاهيم الأساسية المرتبطة بالموضوع، من قبيل المعرفة والمهارة و القناعة والسلوك.

كما بين أهمية تصميم المحتوى التكويني، بكونه عملية توليد الأفكار والأساليب لبناء وصياغة المضامين التكوينية وترجمتها إلى برنامج عملي قابل للتنفيذ. وهي ترتكز على محددات أساسية، أهمها: الأهداف التكوينية، طبيعة الفئة المستهدفة، الغلاف الزمني ثم فضاء وأسلوب العرض.

كما ذكر في الأخير ببعض المعايير الأساسية لصياغة المحتوى التكويني بشكل مؤثر وفعال، منها: الكلمات المفتاحية المؤثرة، التأصيل والأمانة العلمية، الإبداع والتجديد، مبدأ التوازن بين كمية المعارف والمهارات والقناعات بحسب ما يلائم الموضوع، وما يقتضيه التوفيق بين الأساليب النظري والتطبيقية.

المداخلة الرابعة:

تطرق في هذه المداخلة الأستاذ مراد شبوب إلى موضوع: “تصميم وإعداد الدليل التنفيذي” ، حيث تناول بالبيان مفهوم الحقيبة التكوينية باعتبارها الوعاء الذي تصب فيه كل الوسائل والطرق التكوينية (العلمية والعملية) الضرورية لتنفيذ المحتوى التكويني. مؤكدا على أهميتها في توفير المادة العلمية الأساسية والأدوات الضرورية لتنفيذ الحصة التكوينية، وترشيد الوقت والجهد في الوصول إلى المحتوى التكويني.

كما تناول بالبيان مفهوم الدليل التنفيذي بكونه يمثل الخطة التفصيلية لتنفيذ الحصة التكوينية، والوثيقة المرجعية الموجهة للمؤطر خلال عملية التنفيذ.  وهو يشتمل على كل ما يلزم لتنشيط الدورة بكفاءة وفعالية.

اليوم الثالث: الجمعة 29 شعبان 1443/ 01 أبريل 2022

المداخلة الخامسة:

بعد الكلمة الافتتاحية لمدير الدورة، تناول الكلمة الأستاذ مراد شبوب للحديث في موضوع: “تصميم وإعداد العروض التقديمية”، حيث أكد على أهمية العروض التقديمية باعتبارها وسيلة أساسية في اللقاءات التكوينية والتدريبية لمميزاتها التوضيحية وكفاءتها في ترشيد الوقت والجهد، وتفادي الارتجال. كما ذكر بأنواع البرامج المساعدة في إعداد هذه العروض.

ثم انتقل إلى التذكير ببعض القواعد الأساسية في تصميم شرائح العرض التقديمي، سواء على مستوى المضمون، الشكل، الخطوط، الألوان، الحركة، أو الصور والأيقونات..

المداخلة السادسة:

بعد فترة استراحة قصيرة، تناول الكلمة الدكتور خالد البورقادي، للحديث حول موضوع: “لغة الجسد ومهارات الإلقاء”، حيث  استهل كلمته ببيان المقصود بالإلقاء وأهميته، من خلال تمرين تفاعلي فتح المجال للمشاركين للتعليق على صورة معبرة. وأكد في سياق ذلك على أهمية الإلقاء باعتباره عملية نقل الأفكار والمشاعر إلى المتلقين بطريق المشافهة للتأثير فيهم إقناعهم.

وقد ركز على وظيفة الملقي في إنجاح هذه العملية، بكونه محرك عملية الألقاء برمتها، وهو العامل الحاسم في إنجاحها. من خلال قدرته على تعويض النقص الذي قد يحصل في العناصر الأخرى بفضل مهاراته ونباهته وتمكنه من الموضوع.

وخلص في النهاية إلى جملة من القواعد والخصائص التي ينبغي أن يستحضرها المتصدي لعملية الإلقاء سواء على مستوى المظهر، اللغة، الحركة والتواصل اللفظي وغير اللفظي مع الجمهور.

في الختام..

تناول الكلمة مدير الدورة الدكتور عبد الصمد المساتي الذي شكر الجميع على جهودهم المتواصلة في إنجاح الدورة تنظيما وتأطيرا ومشاركة، ثم فسح المجال للحاضرين من أجل إبداء ملاحظاتهم وتقييمهم التي أجمعت على التنويه بمستوى التنظيم والتأطير.

بعد ذلك، تم تذكير المشاركين بالمشاريع التطبيقية الستة المطلوب إنجازها بعد كل حصة ، ومنح لهم أسبوع إضافي لاستكمال المطلوب منهم قبل توزيع شهادات الحضور والمشاركة.

الحمد لله رب العالمين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.