هذا الاقصى تَوَضّأ حينَ تذكُرُهُ (قصيدة)
هذا الاقصى تَوَضّأ حينَ تذكُرُهُ (قصيدة)/أَبُو عَلِيٍّ الصُّبَيْح
هذا الاقصى تَوَضّأ حينَ تذكُرُهُ (قصيدة)
بقلم: أَبُو عَلِيٍّ الصُّبَيْح
مِنْكُم القصيد وَمَنِيّ أَن اشيد لَه
قَصْرًا مِنْ الْحَبِّ والانشاد والفنن
واقتنيه كِتَابًا اسْتَنْيَر بِه
مِن الْمَوَاعِظ وَالتَّارِيخ والشجن
____
هذا ألاقصى تَوَضّأ حينَ تذكُرُهُ
لا تُزعِل ألزيتون والراياتِ والسِّيَرا
قَدرُ المُلوكِ سُعاةٌ عندَ شُرفَتِهِ
طوعَ البَنانِ ومِن خُدّامِهِ الأُمَرا
سيماهُ من ثمارهِ المعسولِ قد فُطِرَت
ومَطلِعٌ لـو رآهُ الليلُ ما فَجَـرا
حتى ودَدتُ لِفَرطِ البِشر أسألُهُ
مَنْ فوَّقَ الفوقَ مَن أدنى بِما خَبِرا
فَكَم رأى الكِبْرَ مَن طالت مَخالِبُهُ
لكنهُ لـو دَنـا مِن ألاقصى صَغُـرا
وَكي تصوغَ بَيانَ الخُلدِ لا زَبَدٌ
يَغشى البَصائر لَمّا البحر كَدُرا
حَجّت اليهِ بُحورُ الشعرِ تائِبَةً
كيمـا تَبَرّأُ مُمّا صيغَ أو نُثِرا
ما بعدَ طولكَ طولٌ يُسكِرُ النَّظَرا
أو بعدَ وجهِكَ صُبحٌ يوقِظُ الشُّعَرا
كم باتَ يعثرُ بي إن مٌرَّ طيفُكمُ
قلبي وأشكوهُ إن لَبّى وما عَثَرا
خمسونَ تشهدُ أن لو باتَ لي عُمُرٌ
أفنيهِ شوقاً فهل من واهبٍ عُمُرا
أحتارُ في وصفِهِ لو رُحتُ أنعَتُهُ
جازَ المعاني وخلّاني لها أثَرا
كُحلُ المَسلّاتِ لو مَرَّت أنامِلُهُ
يُغري الجميلاتِ أن تزهو بهِ حَوَرا
فهوَ إختصارُ معاني الخلقِ مُنعَرَجاً
والباقياتُ حواشٍ تجهلُ السَّفَرا
تبقى روائِعُهُ الفُضلى تُذكِّرُني
أن لا سِواهُ كأني لا أرى بَشَرا
مَرَّت بفانوسِهِ من كلِ عاثِرَةٍ
حَظاً وزالت وما أعشَت له بَصَرا
جوعُ الحروفِ الى معنى تُضاءُ بِهِ
أمضى فأدرك لماذا َيكثرُ الفُقَرا
فَشرعُهُ أنّ مَن أبطـا بهِ عَمَلٌ
لا يُسرِعنَّ به جاهٌ وإن كُـبُرا
أن كنتَ تُنكِرُهُ سِفراً ومُحتَفَلاً
يكفي العظائمَ زهواً كُلما ذُكِرا