منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

تقرير عن ندوة: القرآن الكريم مقاربات أدبية ولسانية

منار الاسلام

0

تقرير عن ندوة

القرآن الكريم مقاربات أدبية ولسانية

منار الاسلام

نظمت فرقة البحث في الإبداع النسائي، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية يوم الاثنين 26 رمضان 1444 الموافق ل 17 أبريل ندوة في موضوع القرآن الكريم مقاربات أدبية ولسانية.

افتتحت الندوة بكلمة السيدة الدكتورة سعاد الناصر، رئيسة الفرقة ومسيرة الندوة، ذكرت فيها بفضائل شهر رمضان شهر القرآن، وكذلك بفضائل القرآن الكريم الذي لا تنقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق من كثرة الرد.

بعد هذا التقديم تناول الكلمة الدكتور عبد الرحمن بودرع الذي شارك ببحث عنوانه النص القُرآني والسَّمتُ النّظميّ، حيث عن الهيئة النّظميّةِ للنّصّ القُرآنيّ بوَصفِه كَلامَ الله سُبْحانَه وتَعالى من أوّله إلى آخِرِه، ليسَ فيه حرفٌ مُقحمٌ ليسَ منه، ولا حرفٌ مُسقَطٌ هو منه، ولا حرفٌ مُغيّرٌ عن مَكانِه، ولا حرفٌ زائدٌ يُستغْنَى عَنه، ولا حرفٌ وُضعَ في غيْرِ مَوضعِه وغيْرُه أوْلى منه في ذلِكَ المَكانِ.

وقد بين الدكتور بودرع أنّ نُصوصَ القُرآنِ الكَريمِ تُعالَجُ من جهةِ كوْنِ القُرآنِ كلِّه وَحدةً بنائيّةً بكلّ سُوَرِه وآياتِه وأجزائِه وأحزابِه وكَلِماتِه، كالجُملةِ الواحدَةِ أو البِناءِ المُحكَمِ الذي يمتنعُ اخْتراقُه لِمتانَتِه وقُوّتِه، ولا يَقبلُ بِناؤُه وإحكامُ آياتِه التّعدُّدَ فيه أو التّجزئةَ في آياتِه، ولَولا هذه الوَحْدَةُ البنائيّةُ لَما استوعَبَ القُرآنُ “خَبَرَ ما بَعْدَنا” حيثُ استوعَبَ مُستقبَلَ البشريّةِ. وبمَنهج التّعامُلِ بهذه الوحدةِ البنائيّةِ لنْ نستطيعَ أن نهتمَّ بجانبٍ واحدٍ فقط من جَوانبِ القُرآن الكَريمِ كالأحْكامِ الفِقْهيّةِ أو الفوائدِ البلاغيّةِ، ونُهمِل الجَوانبَ الأخرى؛ لأنّ مَعانيَ الآياتِ لَن تُسفرَ عن وَجهِها حتّى تُقرأَ في سِياقِها ومَوقعِها وبيئتِها، وتُدْرَكَ العَلاقةُ بينَ الآيَةِ والقُرآنِ الكريمِ كلِّه؛ لأنّ القرآنَ بناءٌ مُحكَمٌ واحدٌ، ونَظمٌ مُتفرّدٌ واحدٌ، تَسري فيه كلّه روحٌ واحِدةٌ تحوّلُه إلى كائنٍ حيٍّ يُخاطبُك كِفاحاً ويَشتبكُ مَعك في جَدَلٍ شاملٍ يُجيبُ بِه عن أسئلتِكَ.

ثم تناول الكلمة الدكتور أحمد بوعود الذي شارك ببحث عنوانه البنية الصغرى للنص القرآني مدخلا لتاريخ القرآن عند إنجليكا نويفرت، حيث وضح أن النقطة التي تريد أنجيليكا نويفرت أن تشير إليها بداية هي أن قراءة البنية الصغرى للنص الرسمي تعكس إجراء ممتدا، لنقل المعلومات، يوضح بجلاء مراحل ما قبل الترسيم الذي تم استدعاؤه للسؤال في العلم المعاصر، وإن حصر الاستقصاء في الإثبات ما بعد الترسيم سيعني، في نظرها، إلغاء اعتبار آثار إجراء نقل المعلومة.

وقد خلص الدكتور بوعود إلى أن الأطروحة التي تريد أنجيليكا نويفرت أن تبلغها للقارئ جاءت في دراسة مكثفة وغنية بالمصادر، بدأت بعرض الدراسات الاستشراقية المعاصرة للقرآنية للكريم، وهي: المقاربة الهيرمينوطيقية، والمقاربة التاريخية، والمقاربة اللسانية، لتعرض بعد ذلك وجهة نظرها بخصوص تاريخ القرآن، لافتة انتباه القارئ إلى أن القرآن يتميز بخاصية أساسية وهي خاصية التلاوة. ومن أجل ذلك ركزت على البنية الصغرى للنص القرآني التي تثبت تاريخ هذا النص نفسه، بعيدا عن إشكالات الترسيم.

بعد ذلك تناولت الكلمة الدكتورة جميلة رزقي التي شاركت ببحث عنوانه الأمثال في القران الكريم. تطرقت فيه إلى أنواع الأمثال في القران الكريم، وإلى فوائد الامثال في القران الكريم، مقدمة لذلك بمعتى المثل في المعجم العربي.

وقد وضحت الدكتورة رزقي أن الأمثال في القران الكريم ثلاثة انواع: أولها الأمثال المصرحة، وهي ما صرح فيها بلفظ المثل أو ما يدل على التشبيه وهي كثيرة في القران منها قوله تعالى: ﴿ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ﴾. والنوع الثاني هو الأمثال الكامنة، وهي التي لم يصرح فيها بلفظ التمثيل، ولكنها تدل على معان في ايجاز، يكون لها وقعها اذا نقلت الى ما يشبهها، ويمثلون لهذا النوع بأمثلة منها:  “خير الامور الوسط الأمثال المرسلة. أما النوع الثالث فهو الأمثال المرسلة، وهي جمل أرسلت إرسالا من غير تصريح بلفظ التشبيه. فهي آيات جارية مجرى الامثال.

 أما عن فوائد الأمثال فقد بينت الدكتورة رزقي أن الامثال المعقولة تبرز في صورة المحسوس الذي يلمسه الناس فيتقبله العقل لأن المعاني المعقولة لا تستقر في الذهن الا اذا صيغت في صورة حسية قريبة الفهم.  كما تكشف الأمثال عن الحقائق، وتعرض الغائب في معرض الحاضر، كقوله تعالى ﴿لَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ﴾‏  ۚ ومن فوائد الأمثال الاهتمام بمعرفة اصل المثل والنظر في القرائن المنوطة به والأسباب التي قيل من أجلها. وغير ذلك من الفوائد.

وقد اختار الدكتور مصطفى الزكاف الحديث في موضوع منهج الدراسة المصطلحية، حيث بدأ بالحديث عن دواعي هذا المنهج فأجملها في البعد عن زمن التذوق والبيان، وحصول انحراف شديد في المفاهيم المركزية الكبرى وكذلك حاجة أمة اليوم إلى بناء قويم على مقتضى البناء الأول. ثم انتقل إلى توضيح مفهوم الدراسة المصطلحية حيث قال إنه دراسة ألفاظ القرآن الكريم وفق منهج خاص ينظر إلى اللفظ في ذاته، وذلك بعدما انتشر في الدراسات القرآنية دراسة اللفظ بالمرادف وبالضد وبالغاية وبالوجوه والنظائر.

أما منهج الدراسة المصطلحية فقد بين الدكتور الزكاف انه يقوم على خمسة عناصر هي: الإحصاء، والدراسة المعجمية (الجذر)، والدراسة النصية (المصطلح في سياقه)، والدراسة المفهومية، ثم خلاصة جامعة لما سبق.

بعد ذلك تناولت الكلمة الدكتورة أسماء الريسوني التي اختارت الحديث في موضوع القصة القرآنية بين المتعة الفنية والنزعة الحجاجية: قصة شعيب عليه السلام أنموذجا. وقد بينت الباحث الريسوني في مداخلتها أنه لما كان الإسلام هو الدين الخاتم المهيمن على جميع الديانات إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، أضحى من البديهي أن يكون القرآن كتاب الله المعجز والخالد الذي يتضمن مقاصد الدين الإسلامي وغاياته التي تمس جوانب العقيدة والتشريع والعبادات..

 من ثم تكون القصة القرآنية، في نظر الدكتورة الريسوني، ببنيتها الحكائية تتجاوز تحقيق المتعة الفنية إلى الدفاع عن ثوابت الدين التي يؤكد عليها الكتاب الذي هي متضمنة فيه. وهذا ما عملت الدراسة على كشفه من خلال النظر في آيات قصة شعيب في سورة يونس، بالتوسل بآليات المنهج الحجاجي عند كل من تيتكا بيرلمان، ديكروا وطه عبد الرحمان.

بعد ذلك استمع الحاضرون إلى مداخلة الدكتور عدنان أجانة الذي شارك ببحث موضوعه المقاربة السياقية للقرآن الكريم. نداء الناس أنموذجا، حيث كان الهدف من مداخلته إعمال جانب من القراءة السياقية في استشراف معالم خطاب الناس في القرآن الكريم.

والمسوغ المعرفي لانتخاب هذه القراءة، حدده الدكتور أجانة في أن القرآن الكريم خطاب جامع مانع، مبني بناء نسقيا شديد الإحكام، بحيث تتنزل عناصر هذا الخطاب آيات وسورا وكلمات في مواقعها المناسبة تماما، على جهة الحقيقة لا المجاز. وهذا النسق المحكم، مادة تمنح المقاربة السياقية الامتياز على غيرها، لكون السياق فيها مراعى فيه العناصر المقالية والمقامية على حد سواء.

وكانت آخر مداخلة للدكتور هشام تهتاه الذي اختار الحديث في موضوع تَدَبُّرُ القرآن الكَرِيـمِ؛ مُقَدِّمَاتٌ بَيَانِيَّةٌ وأُسُسٌ مَنْهَجِيَّةٌ، وقد شطر مادتها إلى قسمين؛ الأول خاص بالمُقَدِّمَات البَيَانِيَّةِ، والآخِر بالأُسُس المَنْهَجِيَّةِ.

أولا: المقدمات البيانية: تحدث فيها عن مفهوم تدبر القرآن، وحُكْمِه، ومقامه، وحقوق القرآن علينا، ومحل التدبر منها، وقطعية القرآن وظنيته وعلاقة ذلك بمسألة تدبر القرآن، وأمارةِ حُسْنِ تدبر القرآن وهي التأثر به، وأهم مقاصد تدبر القرآن … إلخ

ثانيا: أسس منهجية لتدبر القرآن الكريم: ذكر منها: تقديم تقوى الله، والعلم برسوم القرآن ومعانيه، وإفراغ البال لتدبر القرآن، وتعظيم المتكلم بالقرآن، والنظر في القرآن بروح الافتقار لا نية الاستظهار، وألا يسرح المتدبر بعقله إلا فيما يجيزه الشرع، وإثارة القرآن في المجالس، والاستعانة على حسن تدبره بمطالعة تفاسيره، وحمل الفاظه على مقتضى اللسان العربي، والأخذ المتدبر بوصايا المستبحِرين في معاني القرآن.

واختتمت الندوة بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.