تأملات في حدث كأس العالم
بقلم: كلثوم أيت أزوبير
مع اتجاه أنظار العالم أجمع إلى حدث الساعة كأس العالم، نسجل بعض الملاحظات نراها ضرورية لفتح نقاش موسع أو على الأقل لمزيد من التأمل في الأحداث الكونية التي تجري بتصريف الكريم الوهاب وإدارته لهذا الكون.
– أن تفوز قطر، البلد العربي المنحاز بنسبة معقولة لقضايا الأمة خلافا لسائر الأنظمة العربية، أن تفوز بتنظيم مونديال كأس العالم ليس بصدفة ولا عبث، وإنما هناك شيء ما يبرمه القدر وبدأت تتضح معالمه مع انطلاقة فعاليات كأس العالم، فقد رآى العالم أجمع كيف استطاعت دولة قطر بحسن تنظيمها وجمال استضافتها واحترامها للوفود من المشجعين القادمة إليها من كسب تعاطف وتقدير كبيرين، بل وما أظهرته من كرم الضيافة، أحدث تغييرا بالكامل في أذهان من كانوا بالأمس ينبذون الإسلام والمسلمين لما رأيه من دماثة أخلاق المسلمين عمليا، كما أن استضافتها للدعاة من مختلف الدول المسلمة للتواصل مع العالم أجمع من خلال ندوات ومحاضرات ولقاءات تواصلية مع الأجانب كي يوضحوا حقيقة ديننا بعيدا عن التعتيم الإعلامي المغرض، شكل أيضا فارقا مهما انضاف إلى ما تميز به كأس العالم هذا العام. والدليل العملي دخول أعداد مهمة في لإسلام هذه الأيام في قطر.
– كما أظهر هذا الحدث، الفارق الكبير بل التعارض الصارخ بين إرادة الشعوب وبين إرادة حُكاميها في قضية التطبيع، وهو ما عبرت عنه الجماهير العربية في رفضها لأي لقاء إعلامي مع القنوات الصهيونية، الشيء الذي شكل عقبة بل مشكلة نفسية لدى المراسلين الذين لم يستطيعوا القيام بعملهم فنقلوا مشاعرهم المحبطة عبر قنواتهم برفض العرب لهم أو حتى استضافتهم في المقاهي أو في الأماكن العامة…كما أن مفاجآت المشجعين في رفع أعلام فلسطين في كل فرصة سانحة أظهر أهتمام الشباب بقضيتهم الكبرى قضية فلسطين رغم كل ما يُبذل من وسع لإشغالهم عن هذه القضية المركزية في وجدان الأمة أجمع.
– نأتي إلى فوز الفرق العربية على منافسيها من الفرق الأجنبية. و هدم مبدأ القوي قوي إلى الأبد، إن فوز السعودة والمغرب على فرق قوية وشرسة في لعبتها ومعروفة دوليا بتفوقها، لهو درس ينبغي أن نتبه إليه جيدا.ونفهم معانيه.. فليس هناك قوي إلى الأبد أو ضعيف إلى الأبد..
فهناك قانون كوني يسمى قانون الاستحقاق .فوز المغرب والسعودية كان مستحقا لأن هناك عمل جبار يخفيه ذاك النصر..قانون الأخذ بالأسباب يفضي الى قانون الاستحقاق.. المنتخبات العربية أخدت بكل الاسباب كي تفوز، تدريبات شاقة وروح قتالية، رغبة كبيرة في الفوز، التجاوز النفسي بأن الآخر أقوى.،إلى غير ذلك .. فالحياة عادلة في العطاء..فلكل مجتهد نصيب..إن أردت المنصب اجتهد.وان أردت القرب من الله اجتهد..وإن أردت العلم اجتهد.. وأن أردت الوفرة والغنى فابذل كل الوسع .فالغرب لم يتقدم إلا لانه أخذ بالاسباب المادية وبذل في ذلك كل طاقته ولم يركن إلى الخمول أو التواكل و لم يقل هكذا أراد الله.بل خطط لنجاحاته على جميع المستويات ونهض من رقدته..ثم وصل.
وتلك سنة الله جارية إلى يوم الدين. فسنفرح بهذا الفوز فرحا بالله.وانتظارا لانتصارات قادمة بإذن الله. انتصارات تثلج هذه الشعوب المتعطشة العربية للفرح والفوز والارتقاء، كما عبرت عن ذلك في دوحة الخير .وما ذلك على الله بعزيز.