منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

[من “معقول العلم”]

[من "معقول العلم"]/ ميمون نكاز

0

[من “معقول العلم”]

بقلم: ميمون نكاز

تجزؤ الاجتهاد مقولة علمية محررة في الصرح الأصولي المشيد، تبين بموجب تقعيدها إمكان تحققِ “العالِمية” في باب أو أبواب مخصوصة من “العلم” دون غيره أوغيرها من “الكلي العلمي العام”، بل مع “التقليد” في غيره أو غيرها من الأبواب، يصدق ذلك على “مقدمات العلم” كما يصدق على “ذاتياته” و”غاياته”، ولكل “علم” أقدار وحرمة بحسب “القيمة الوجودية” و”مراتب الافتقار الإنساني” إليه، وقد جعل الشارع الحكيم لكل “علم” قدرا مع التسليم بالاشتراك الإسمي العام، فمن انتهك “حرمة علم” أو عدا على “قدره” بالانتقاص في “مناطه” أو سلب وصف “العلمية” عنه أو بخس “العلوم” المباينة لعلمه أوزانها وأقدارها فقد بغى واعتدى وظلم والتحق بالعوام في قوله وفعله وصنيعه….

في الرؤية القرآنية للعلم وساعة وامتداد وفساحة تضيق رؤية الغرب العلمية الاختزالية عن استيعاب شمولها واستغراقيتها لكل “معرفة” تحقق فيها “قيد العلم”، ويبقى اختزالُ الغربِ لمفهوم العلم في سياق سجالاته مع “الدين” و”الأخلاق” وإخراجُهُ من “الدلالة العامة” إلى “الدلالة الخاصة” عدوانا إيديولوجيا على “سعة” المفهوم وامتدادات مصاديقه، ولا يندرج في إطار “التخصيص العرفي” كما هو العهد في تاريخ العلوم، مثل الشأن الذي كان مع مفهوم “الفقه” في السياق العلمي الإسلامي، ولو سلمنا -تسامحا- كونه تخصيصا عرفيا فهو تخصيص بل تضييق عرفي فاسد لاستناده إلى “الإديولوجيا” لا إلى “العلم” نفسه…

قيمة “العلوم” إذا صدق فيها وصف “العلم وتحقق فيها شرطه بقيمة غاياتها ومقاصدها ووظائفها في الوجود والاجتماع الإنساني، فلا عدوان ولا بخس ولا افتئات، بل نجعل لكل علم قدرا ونؤمن بالتضايف والتكامل بين المعارف والعلوم إمكانا وضرورة، ويبقى “الاستنجاد المتبادل” و”التًّرَادُّ العلمي” في زمن التخصصات الدقيقة هو الذي يقضي به “معقول العلم”…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.