وَمَا الشِّعْر إﻻ نَفْخِه قُدْسِيَّة ( قصيدة)
وَمَا الشِّعْر إﻻ نَفْخِه قُدْسِيَّة ( قصيدة)/ أبوعلي الصبيح
وَمَا الشِّعْر إﻻ نَفْخِه قُدْسِيَّة ( قصيدة)
بقلم: أبوعلي الصبيح
وَمَا الشِّعْر إﻻ نَفْخِه قُدْسِيَّة
يَجُود بِهَا الرَّحْمَان مِن ﻻ يبيدها
سبتنى قواف مُحْكَمَاتٌ تليدها
طَرِيف بِأَبْيَات أَتَانِى بريدها
يَجُود بِهَا (ابن فلسطين) بنول بَيَانُه
ويرسلها عصما بَعِيدًا طريدها
فَجَاءَت مِن الْغِيد الْحِسَان تفردا
وَلَكِنْ مِنْ الْفِرْدَوْسِ وَالْحُور غيدها
وترفل فِى ثَوْبٍ دِمَقْس وَحُلَّة
وُيُحَلَّى مِنْ الْيَاقُوتِ وَالدُّرّ جَيِّدَها
وينشدها عشاقها كُلُّ وَاحِدٍ
يَظَلّ بِهَا يُبْدَى وَأُخْرَى يُعِيدُهَا
فتعلو بِهِم حِينًا وَتَهْبِط تَلْعَة
وَلَوْ نَزَلَتْ جَرْدَاء تخضر بِيَدِهَا
وتعنو لَهَا إذَنْ امْرِئِ الْقَيْسِ ترتوى
وعلقمةيرنو لَهَا يستزيدها
وَيَخْتَال ثُمّ الشَّنْفَرَى أَن لمحته
فَمَا بَالُ مُثْلى إذ حَوَاه نشيدها
فَيَا (جرير) قَد أوجعت قَلْبِى بِقَوْلِكُم
وَدَرَّت بعينى حالبات تجودها
عَسَى أَنْ نلقاك فِى الدَّار بَيْنَنَا
فَنَرْجِع أَيَّامًا غَذَّانَا بَعِيدُهَا ! ! .
تَفَجَّر مِنْك الشَّعْر جزﻻ كأننى
بِعِصَم القوافى قَدْ رَأَتْ مِنْ يَصِيدُهَا
تخيرها كَالصَّيْرَفِيّ مَهَارَةٌ
يُخَيَّر ويفلى تَارِكًا مَا يذودها
إلَى أَنْ دَنَت فِى غَيْر جَهَد يُرَى لَهُ
فيحسده مِن حُسْنُهُنّ لبيدها
نُسِخْن كلامى بِالْبَيَان ، وإننى
لِمُبْتَدِي أُنْشودَةٌ قَد أجيدها
أَأَن قُلْتَ حَقًّا خلتنى لَك مَادِحًا ؟
وَمَا قولتى إﻻ بقلبى نشيدها
وَلَيْس لسانى غَيْر رِيشَة كَاتِب
وقلبى دَوَاة وَالْحَنِين وريدها
فِدَاؤُك نَفْسِى مِنْ هُمُومٍ تَوَاطَأَت
فَأَنْت لِدَار الْعِلْم فِينَا عمودها
بَعُدَت وَلَم تَبْعُد فَإِنَّك قَائِمٌ
بنبض قُلُوب تَسْتَقِيم عُهُودِهَا
سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَنْ دَنَا بِك مَنْزِل
وَإِن شحطت دَار وَناء بَعِيدُهَا
عَلَى أننى رَاج لِقَاء يَضْمَنَا
بِأَرْض بِهَا الْأَقْصَى الْمُبَارَك يجودها .