فلسطين مهلاً فالصبح غدَا
قدْ آذنَ فجرُه بخراب العِدا
فلسطين فَخْري و الويلُ لي
إنْ لمْ أكُن جَذَعًا يجودُ بالفِدا
فلسطينُ مسرًى قدْ زكَا تُرْبُه
حاشا الإلهُ يُخْزيكِ أبَدا
فلسطين شرُفتْ بِجميلِ العَطا
تَبَّ مَنْ طالَك و تَبَّتْ لهُ يدَا
فلسطين مرْجٌ قدْ زَها غَرْسُه
يرتوي خَضِرًا بدماء الشُّهَدا
فلسطين أذهلَتْ بالصمود نُهًى
فالخسيسُ مِنْ وَليدٍ حالُهُ أَرْعَدا
فلسطين زغردي للشهيد و احضني
شِبْلَه مِنْ صِباهُ قدْ غَدَا أسَدا
فلسطين لا تَني مِنْ جَفاءِ طُغْمةٍ
قدْ كَفاكِ ربكِ بالعزيمةِ مَدَدا
فلسطين إِنَّهمْ للبُغاةِ رَكَنوا
و الكريمُ دونَهُم عَنْ جلاكِ أَبْعَدا
فلسطين أبشري بالمُغير قدْ هَذَى
مسَّهُ طائفٌ فالجُنونُ قدْ بَدَا
فلسطين صابري باليقين في الَّذي
قد حَباكِ بِالبلاء شامةً تُقْتدى
فلسطين عَظُمتْ بالخصالِ كلِّها
و ارْتقَتْ مَنزلًا لا يُهَدُّ أبَدا
فلسطين بالجهاد عِزُّكِ قدْ سَما
و صلاةٌ و افتقارٌ و رِباطٌ مَسجدَا
فلسطين مَسَّكِ الضّرُّ صَفْوةً
فاشهَدي قَدْرَك بالبَلا سُؤدَدا
فلسطين جمرةٌ نَوَّرتْ أحرَقتْ
فالغريب ماسكٌ و البغيضُ اتَّقَدا
فلسطين يا دَمي يا مَزارَ الهاشِمي
و وُفودًا مُكرَمًا بالصلاة أَسْعدَا
فلسطين حَظِيَتْ بالخصال تُحْمدُ
كيفَ لَا قِبلةً و الإمامُ أحمدَا
فلسطين عَسَسٌ للثغور حارسٌ
مَجْدَ دينٍ سَما و حِماهُ سُجَّدا
فلسطين جَرِّدي صِلَفًا من البَطَر
و افضحي خَواءهُ و جِوارًا فاسدَا
فلسطين صَبْرَكِ لا يُضامُ عِزُّكِ
فالجليل جاعلٌ لنصْركِ موعدَا