من أعلام التفسير “القاضي ناصر الدين البيضاوي”
من أعلام التفسير "القاضي ناصر الدين البيضاوي"/ الدكتور عبدالرحمن علي محمد مبارك
من أعلام التفسير
القاضي ناصر الدين البيضاوي
بقلم: الدكتور عبدالرحمن علي محمد مبارك
اسمه ونسبه ولقبه :
هو : عبد الله بن عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو الْخَيْر القَاضِي نَاصِر الدّين الْبَيْضَاوِيّ.
قال الزركلي([1]): ولد في المدينة البيضاء “بفارس – قرب شيراز” وولي قضاء شيراز مدة، وصرف عن القضاء، فرحل إلى تبريز فتوفي فيها.
ولقب رحمه الله بناصر الدين، كما لقب بالقاضي لتوليه قضاء شيراز، ولقب أيضا بقاضي القضاة.
وعرف بالبيضاوي نسبة إلى “بيضاء” وهي مدينة مشهورة في بلاد فارس، قاله السمعاني([2]).
نشأته:
لم أظفر بمن تكلم عن نشأة القاضي البيضاوي، بل ولا حتى سنة ولادته، ولكن الذي يظهر من خلال ترجمته أنَّه نشأ نشأةً علميةً ، خاصةً وأنَّه تتلمذ بدايةً على يد والده -رحمه الله-، والذين كان من علماء العصر.
شيوخه :
تتلمذ رحمه الله على أيدي ثلة من أهل العلم والفضل، ومنهم:
- والده الإمام أبو القاسم عمر بن محمد بن علي البيضاوي، (ت: 675هـ).
- الشيخ شرف الدين عمر البوشكاني الزكي (ت: 680هـ).
- الشيخ محمد بن محمد الكحتائي الصوفي، صحبه البيضاوي وأخذ عنه الطريق واقتدى به في الزهد والعبادة([3]).
- نصير الدين أبو عبد الله محمد بن حسن، وقيل: محمد بن محمد بن الحسن الطُّوسي.
تلاميذه:
- القاضي زين الدين علي بن روزبهان بن محمد الخنجي (ت: 707هـ).
- الشيخ كمال الدين أبو القاسم عمر بن إلياس بن يونس المراغي أبو القاسم الصوفي (ت: 732 هـ).
- الشيخ الإمام فخر الدين أبو المكارم أحمد بن الحسن الجاربردي (ت: 746هـ).
- القاضي روح الدين أبو المعالي (ت: 753هـ).
- الشيخ جمال الدين محمد بن أبي بكر بن محمد المقرئ.
- الشيخ روح الدين بن الشيخ جلال الدين الطيار.
- مُحَمَّد بن إبراهيم بن إسماعيل الزنجاني.
ثناء العلماء عليه:
قال ابن كثير([4]):قاضيها وعالمها وعالم أذربيجان وتلك النواحي.
قال تاج الدين السبكي([5]): كَانَ إِمَامًا مبرزًا نظارًا صَالحًا متعبدًا زاهدًا.
وقال ابن قاضي شهبة([6]): صَاحب المصنفات وعالم أذربيجان وَشَيخ تِلْكَ النَّاحِيَة ولي قُضَاة شيراز.
وَقَالَ ابْن حبيب([7]): عَالم نمي زرع فَضله وَنجم وحاكم عظمت بِوُجُودِهِ بِلَاد الْعَجم، برع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول، وَجمع بَين الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول، تكلم كل من الْأَئِمَّة بالثناء على مصنفاته وفاه، وَلَو لم يكن لَهُ غير الْمِنْهَاج الْوَجِيز لَفظه الْمُحَرر لكفاه، ولي أَمر الْقُضَاة بشيراز، وقابل الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة بالاحترام والاحتزاز.
وقال السيوطي([8]): كَانَ إِمَامًا عَلامَةً، عَارِفًا بالفقه وَالتَّفْسِير، والأصلين، والعربية، والمنطق، نظَّارًا، صَالحًا، متعبدًا، شافعيًّا.
وقال شمس الدين الداوودي([9]): كان إمامًا علامةً، عارفًا بالفقه والتفسير والأصلين والعربية والمنطق، نظّارا صالحًا متعبّدًا زاهدًا شافعيًا.
وقال الزركلي([10]): قاضٍ، مفسرٍ، علامةٍ.
وقال حاجي خليفة([11]): كان إمامًا، محقّقًا، علاَّمةً، جمع بين المنقول والمعقول، مبرزًا نظّارًا، له مصنَّفات معتبرة.
مؤلفاته:
أنوار التنزيل وأسرار التأويل المعروف بتفسير البيضاوي، وهو الذي عليه الحاشية موضوع البحث.( مطبوع دار إحياء التراث )
- “الإيضاح” في أصول الدين.
- “تهذيب الأخلاق”
- رسالة في موضوعات العلوم وتعاريفها .(مخطوط)
- “شرح التنبيه” في أربعة مجلدات.
- شَرَحَ ” المصابيح”. مطبوع، دار النوادر قطر.
- شرح المحصول
- شَرَحَ “مختصر ابن الحاجب” المسمى مرصاد الأفهام إلى مبادئ الأحكام. مطبوع دار الضياء للنشر والتوزيع الكويت .
- شرح المنتخب” للإمام.حقق في رسالة دكتوراة في كلية الشريعة جامعة الإمام بالمملكة العربية السعودية .
- ” طوالع الأنوار ” في التوحيد. مطبوع، طبعة المكتبة الأزهرية للتراث.
- الغاية القصوى في دراية الفتوى ” في فقه الشافعية. مطبوع، دار البشائر الإسلامية.
- ” لب اللباب في علم الإعراب”. مطبوع، دار التنمية والإبداع للنشر.
- “مختصر الكافية”
- “المصباح” في علم الكلام. مطبوع، طبعة دار الرازي.
- ” منهاج الوصول إلى علم الأصول”. مطبوع، طبعة دار ابن حزم .
- نظام التواريخ”، كتبه باللغة الفارسية.
وفاته:
توفّي بِمَدِينَة تبريز قَالَ السُّبْكِيّ والإسنوي: سنة إِحْدَى وَتِسْعين وسِتمِائَة وَقَالَ ابْن كثير فِي تاريخه والكتبي وَابْن حبيب: توفّي سنة خمس وَثَمَانِينَ، وَأَهْمَلَهُ الذَّهَبِيّ فِي العبر وَفِي الْكَبِير وَابْن كثير فِي طبقاته([12]).
([1]) انظر: الأعلام، المؤلف: خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الزركلي الدمشقي، الناشر: دار العلم للملايين، الطبعة: الخامسة عشر 2002م، 4/109-110.
([2]) انظر: الأنساب، المؤلف: عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني المروزي، أبو سعد، المحقق: عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني وغيره، الناشر: مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد، الطبعة: الأولى 1382 هـ ، 2/397.
([3]) ذكره حاجي خليفة في كتابه “كشف الظنون”، وذكر أنَّ القاضي البيضاوي قد استشفع به لكي يلي القضاء بشيراز، فأتى الأمير فقال: إنَّ هذا الرجل عالم فاضل، يريد الاشتراك مع الأمير، في السعير، يعني أنَّه يطلب منكم مقدار سجادة في النار، وهي مجلس الحكم. فتأثر الإمام البيضاوي من كلامه، وترك المناصب الدنيوية، ولازم الشيخ إلى أن مات، وهو الذي أشار على القاضي بكتابة التفسير، وتاريخ وفاته لم يعرف.
انظر: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، المؤلف: مصطفى بن عبد الله كاتب جلبي القسطنطيني المشهور باسم حاجي خليفة أو الحاج خليفة، الناشر: مكتبة المثنى – بغداد (وصورتها عدة دور لبنانية، بنفس ترقيم صفحاتها، مثل: دار إحياء التراث العربي، ودار العلوم الحديثة، ودار الكتب العلمية)، تاريخ النشر: 1941م، 1/186.
([4]) انظر: البداية والنهاية، المؤلف: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي، المحقق: علي شيري، الناشر: دار إحياء التراث العربي، الطبعة: الأولى1408هـ ،13/363
([5]) انظر: طبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين السبكي 8/157.
([6]) انظر: طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة، المؤلف: أبو بكر بن أحمد بن محمد بن عمر الأسدي الشهبي الدمشقي، تقي الدين ابن قاضي شهبة، المحقق: د. الحافظ عبد العليم خان، دار النشر: عالم الكتب – بيروت، الطبعة: الأولى، 1407 هـ 2/172.
( (7 انظر: طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة2/172.
([8]) انظر: بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي، المحقق: محمد أبو الفضل إبراهيم، الناشر: المكتبة العصرية – لبنان / صيدا 2/50.
([9]) انظر: طبقات المفسرين للداوودي، المؤلف: محمد بن علي بن أحمد، شمس الدين الداوودي المالكي، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، راجع النسخة وضبط أعلامها: لجنة من العلماء بإشراف الناشر 1/248.
([10]) انظر: الأعلام للزركلي 4/110.
([11]) انظر: سلم الوصول إلى طبقات الفحول لحاجي خليفة 2/219.
([12]) انظر: البداية والنهاية لابن كثير 17/606، طبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين السبكي 8/157، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة2/172، بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة للسيوطي 2/50، طبقات المفسرين للداوودي1/248، سلم الوصول إلى طبقات الفحول لحاجي خليفة 2/219-220، معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة 6/97-98، الأعلام للزركلي 4/110.