المشوار انطلق(1979وينتهي2019)
الأستاذ نورالدين النبهاني أستاذ بالتعليم العمومي عن دائرة ابن أحمد إقليم سطات ، أحيل على التقاعد بتاريخ 10|07|2019 . متزوج و أب لثلاثة أطفال ابنته البكر مهندسة مدنية و ابنه الثاني مهندس كمبيوتر و آخر العنقود سارة تلميذة بالقسم السادس ابتدائي .
تنحدر أصول والده إلى منطقة سكورة المتواجدة بمحيط مدينة ورزازات ، ولد يوم 10|06|1958 بدرب السلطان في مدينة الدار البيضاء ،ببنية نحيفة و طول فارط و وضع اقتصادي هش، إذ التحق بنادي اليتامى في سن مبكرة، حيث توفي والده وهو بالقسم الرابع ابتدائي، بمدرسة سعد بن أبي وقاص، فكان يستمد كل العطف و الحنان من استاذه المرحوم العياشي الذي كان يغدق عليه الكثير من الاهتمام و الرعاية، لأنه الطفل اليتيم الوحيد آنذاك بالقسم ، فأصبح حلمه أن يكون أستاذا حتى يرد الجميل لباقي يتامى المستقبل من التلاميذ .
مدرسة سعد بن أبي وقاص الابتدائية كانت محاذية لدار الشباب بوشنتوف الذي ظل يقضي بها جل أوقاته و أهم أنشطته ويطالع بمكتبتها كل دروسه. تابع دراسته بالاعدادية لارميطاج ثم ثانوية الموحدين.
كان للمرحوم الفنان عبدالعظيم الشناوي مشروع كبير وهو إنشاء أجيال تحمل على عاتقها هَم و مسؤولية المسرح، وهنا ستلعب الصدفة دورا كبيرا في مسيرته ، حيث سيختاره الأستاذ عبد العظيم ضمن خلية الكتابة المسرحية بدار الشباب بوشنتوف وظل يعطيهم دروس نظرية وتطبيقية في فن الكتابة والتعبير ، كما يعطي للآخرين دروسا في التمثيل و التشخيص .
حين التحق الفنان عبدالعظيم الشناوي بإذاعة البحر الأبيض المتوسط بمدينة طنجة معدا و مقدما لعدة برامج ، تولى بعده مهمة المشروع المرحوم حوري الحسين الذي كان يتميز بالمسرح الفردي ومن أشهر مسرحياته الحرباء، فتتلمذ على يديه، وتعلم منه كل أصول المسرح الهاوي والمحترف .
قبل أن يلتحق نورالدين النبهاني أستاذا بالتعليم العمومي سنة 1979 بسنتين، كان قد قدم عدة مسرحيات بمسرح الهواة رفقة المرحوم الشاعر محمد بركات و الفنان المقتدر لخويل محمد تحت إشراف و توجيه الشاعر المتميز الأستاذ فرح محمد ،ومن أشهر مسرحياته بمسرح الهواة، في ذلك الوقت مسرحتيْ “حومتنا ” و ” أولاد الدرب “..
ستتوقف أنشطته الفنية عند التحاقه بمدينة طانطان أستاذا بالتعليم الابتدائي بمدرسة المسيرة ثم مدرسة يوسف بن تاشفين وهو في سن الواحد و العشرين من عمره، واستمر هناك من سنة 1979 إلى سنة 1988، سيغادر منتقلا إلى مدينة ايمنتانوت التي لم يمكث بها إلا سنتين ليحط الرحال بدائرة إبن أحمد إقليم سطات، آبتداء من 16|09|1990 أستاذا بفرعية أولاد ايكو التي كان يعتبرها بيته الثاني للتدريس فيها لمدة تفوق خمسة و عشرين سنة .
استقطبه المناضل الأستاذ المصطفى بوزيان (مع استقراره بمدينة إبن أحمد ) إلى النقابة العتيدة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ليستمد قواعد الرجولة و النضال من أسُد شرسة في النضال و الاستقامة مثل الأستاذ العسولي عبد القادر والأستاذ كرومي صالح و الأستاذ النقبي محمد، لكن في سنة 2002 سيقع انشقاق داخل النقابة و ستنفصل عن حزب الاتحاد الاشتراكي الذي سيؤسس في سنة 2003 نقابة الفيدرالية الديمقراطية للشغل ، وسينضم الأستاذ الى فرعها المحلي برئاسة الأستاذ المصطفى بوزيان وفوزي بوزيان و بنعامر و غيرهم .
بعد عشر سنوات سيوقف جميع أنشطته النقابية، و يأخد منعرجا جديدا في مساره و ينتقل من كتابة المسرحيات إلى كتابة القصص القصيرة و القصيرة جدا، ظل مزاولا لمهنة التدريس و كاتبا للقصص القصيرة إلى أن غادر الوظيفة العمومية وأسرة التعليم بسبب التقاعد سنة 10|07|2019، يومها كتب رسالته الشهيرة “هنا يتوقف المشوار ” حيث تعاطف معه العديد واعجب بها الجميع و انتشرت كالنار في الهشيم في كافة مواقع التواصل الاجتماعي (الوات ساب و الفيسبوك و غيرهما)، وكانت نقلة نوعية في طريقة الكتابة عنده ..حيث أصبحت كل كتاباته تستمد مادتها من الواقع المعاش..و يتميز أسلوبه بالسلاسةوالبساطة وبناء الشخصيات بإحكام مع إيصال رسائل مشفرة و أفكار معقدة إلى البسطاء من قرائه المتابعين بكل يسر و سهولة.
قام الاستاذ نورالدين النبهاني بعدة أعمال جمعوية و ساهم بعدة أنشطة بتأثير و دعم من طرف صديقه الفاعل الجمعوي الأستاذ حميد غزالي قبل أن يتفرغ للأنشطة التربوية ولكتابة القصص القصيرة و المقالات الاجتماعية المرتبطة بالثرات الشعبي المغربي.
هذه قصصه قيد الطبع,
” حب صُنْع صيني”
” العالقون زمن كورونا ”
وكتاب يحمل عنوان
“خواطر من الوجدان”
ورسالة تحمل عنوان
“هنا يتوقف المشوار”.
ما أثار انتباهي أن كل قصصه التي كتبها منذ انطلاق الحجر الصحي الشامل بالمغرب انكبت في مواضيعها على مدى تأثير الجائحة في المواطنين سواء كانوا عمالا أو أجراء و تجارا أو مياومين في قطاعات غير مهيكلة وما خلفته من أضرار مادية و نفسية و إجتماعية بادية للعيان، وكيف غيّرت هذه الجائحة حياتهم رأسا على عقب..وسنختار ثلاث قصص تعكس هذه الحقيقة من مجموع واحد و عشرين قصة .
القصة الأولى عن الكساد الذي أصاب قطاع السياحة بعنوان “عودة منير إلى الحي” منير صاحب مشروع سياحي ناجح بسبب الكساد نتيجة الجائحة باع سيارته رباعية الدفع و شقته الممتازة بحي راق وعاد إلى السكن مع والدته بحيهم الشعبي الذي انطلق منه ، كما نقل ابنته الوحيدة من مؤسسة بالتعليم الخصوصي إلى مدرسة بالتعليم العمومي بحيهم الشعبي .
القصة الثانية ” العالقون ” قصة الحاجة الغالية التي سافرت إلى ايطاليا لزيارة آبنها لكن فيروس كورونا جعلها تغادر ايطاليا على جناح السرعة قبل إغلاق الحدود البرية و الجوية ..عبر حافلة للنقل السريع ..فتحاصر بدولة اسبانيا بعد إغلاق الحدود، فتنسل إلى مدينة سبتة على أمل الدخول إلى المغرب عن طريق المعبر الحدودي لتعيش عدة شهور عالقة بمدينة سبتة رفقة مجموعة من المغاربة منهم المحامي والطالبة و الجندي المتقاعد و المرضى وهي قصة تستحق القراءة .
أما القصة الثالثة تحكي عن معاناة صفاء التي وقفت بين البلاء و الوباء حيث كانت تستعد لإقامة عرس زواجها لكن فرض الحجر الصحي الشامل قبل تاريخ العرس بأسبوع سيجعلها معلقة لعدة شهور ، بعد نفاذ صبرها ستتحدى الإجراءات و تقيم العرس ، تَتَدَخل قوات الأمن و السلطات المحلية لإيقاف الحفل ونقلها إلى مركز الشرطة لتكون أول عروس معتقلة بملابس الزفاف.