دع الملامة لا ترمي بها أحدا (قصيدة)
دع الملامة لا ترمي بها أحدا (قصيدة)/ أبو علي الصُّبَيْح
دع الملامة لا ترمي بها أحدا (قصيدة)
بقلم: أبو علي الصُّبَيْح
دَعِ المَـلامـةُ لا تَرمِي بِـهَا أحَدَا
وإستنصرِ الحقَّ لا تخشَى لهُ رَكَدَا
وَاطلِق عِنـَادَك في الأرجَاءِ تُرسِلُهُ
مَلائِكُ الكونِ جُـنْـدًا يَنصُرُ الوَلـدَ
واصرُخْ عن الحَالِ لا عن حالِ من سَكَتَ
فإنـهُ لا صَدَى في أذنِ من صَـدَّا
يَرَى الحقيقَـةَ مِلئَ الأرضِ ناطِـقَـةً
ولا يَـرُدُّ أذىً أو يَـجلُـبَ المَـدَدَ
أو يَقـتُلَ الفُرقَـةَ العَميَاءَ بالصنمِ
ويصلب الظلم في أهواءِ من عَمَدَ
قَـتْـلَ البراءَةِ في أرحام أمَّـتِـنَـا
أو يرفع الغبن عمن عَابَـهُـم أمَدَا
.
لاتيأسن ، فسيف الغدر ما شُحِذَ
إلا ليعلوَ فوق الحق بهتانا .
لا الغدرَ باقٍ ولا الأعداء ترهبنا
قد يُبدِلُ الله دنياهم بدنيانا .
فالظلم ظلمٌ وإن طال البقاء له
يفنى كفنيي الروح من موتانا .
فلا إستحلَّ مقاما يستعاد بهِ
ولا إستحال بقاءً في ملاقانا .
وإبكي عن الأهلِ مُذْ خانتهمُ أمم
وهَـدَّهُـم مَجلِـسًـا للأمن مُـنتَـقِـدَا
إن المَجَالِس للحُكـَـامِ مَـحـكَـمَـةٌ
تبرئُ السَـيِّـدَ إذ والاهُـمُـوا عُهَدَا
أوتدعي الشَّجْبَ والتنديد مُغِلقَة
دَسَاتِرَ العدلِ من مَـرسُـومٍ أو بُـنْـدَا
وتعلن الجُرمَ في الإنسان كاذبة
وإن غَــدَا ناهِـيًـا للشـرِّ أو نِــدَّا
لِـتَـترُكُ العَـالَـمَ المَـقـهُـور مقبـرة
تغَازلُ الموتَ عن أرواحِ من صَمَدَ
كأنمَـا مَجلِسُ الإنسَان ما وُضِـع َ
إلا ليَصنـَع من أشـلاءِنَا مجـدَا
أو يَصنَـعَ ثَـورةً للعُـربِ قَـاطبـةٌ
لِـتَـنسُفَ جَمعهُم مِن بعد ما شُـدَّا
كـالنارِ في بعضها تعلوا وتستعرٌ
وتأكـل بعضها بعضًا ولا بُــدَا .
سيمحقُ الله سيف الغدر ينسفه
إنَّ الحقيقة لا تحتاج برهانا .
فإصبر لآخرة خيرا تجده لك .
يوم المصيبة لن يجديك إحسانا .
لاتيأسن ، فما من آية نَزلت
إلا وقد كَرَّمت شِيبًا وصبيانا .
حتى إذا جاء نصر الله ينصرهم
خرَّ الذي فجَرَ مكرًا وعدوانا .