عيون القدس (قصيدة)
بقلم: أبوعلي الصُّبَيْح
عـيون ُ القدْس ساحرةٌ …
يُــمَـزِّقُ سِـحـرَهـا… الأرَقُ
وكـــم أنَّتْ… مـواجـعُهَا …
أسـىً ، بالحُزنُ ..تحترِ قُ
وكــم غـابـتْ مـواكـبُها …
يـطـاردُ فـرْحَـها ..الـقلقُ
عـيـونُ الـقدْس دامعةٌ …
كـأنَّ جـفونها … الـشَفقُ
فـهلْ يـومًا يـصالِحُها … رجـالٌ بـالهدى ائـتلقوا ؟!
تعودُ …. لها … كرامتُها …ومعْها المِـسْكٌ .. والعَبَقُ
لأن الــقــدْسَ … تجعلُنا …
إلـــى الـعـلياء …ننـطلِقُ
لأن الــقــدْسَ تجمعُنا …
ونحن بنصرِها … نَـثِـقُ
عـيـونُ الـقـدْسٌ شـاردة ٌ .…
مِــن الأحـزان ِ فـي ألـم ِ
تـنـادي كُلَّ ذي وَهَنٍ … .
مــن الـعُـرْبان ِ والـعَـجَم ِ
وأهلَ الحقِّ قـاطـبـة ً .…
أيــا أحـفـادَ ” مُعـتصِم ِ
ألا هُــبُّــوا بــــلا كــسَـل ٍ … .
وفـي عِـزّ ٍ وفـي شَـمَم ِ
أعـــيــدوا أمَّــة ً كــانــتْ .…
تـُـفـدِّي الــحَـقَّ بـالـهِمَم
رسولُ الله ………رَبَّاها …
على الأعلى .. مِن الشِيَم ِ
كـَفـَى تِيهًا بـما صَنعَتْ …
يَــدُ الأسـلافِ ..مِـن أُمَـم ِ
لِنُحييَ عِــزَّنـا الـمـاضـي ….
بعِــز ٍ ..غـيـر ِ مٌــنـصَـرم ِ
عــيـونُ الـقـدْس خائفةٌ …
فـأين الـجُندُ .. والـحَرَسُ ؟
وهـل يـومـًا ….تـعـاودُها …
سيوفُ العز ِّ …..والفرَسُ ؟
ألا إنْ غــابَ … فـارسُـها …
فـمَـنْ لـلـصَّيدِ .. يـَفـترِسُ !
و هـــلْ لـلـمَـجْدِ قـافـلة …
تـسـيـرُ إذا خـبـا الـقـبَسُ ؟
وصــوتُ الـحَـقِّ لــو يـعلو …
فــصـوْتُ الــشـرِّ يَـحْـتبسُ
تـــــــرى الآلامَ راحــــلـــة ً …
ومـنـهـا الــبُـرْءُ ..يُـلـتـمَسُ
ومِــن روحِ الـمُنى تـوًّا .…
يــزولُ …. الـيـأسُ والـغلسُ
عـيـونُ الـقدْس نعشقها …
ومنها السِّحْرُ …. يَـنـبَـجِـسُ
عـيونُ الـقدس ِ صائحةٌ ….
تــنــادي نـصْـرَهَـا الأكــبَـرْ
فـهل مِـن عـاشق ٍ دان ٍ .…
يُـعَـانـقُ قـلـبَـها الأخـضـرْ؟
يُـفـدِّي عِـرْضَـها الـغـالي … .
وغـصْـنَ جمالها ..الأنـضرْ
يُــداوِي جُـرْحَـها الـقاني …
فـــتــىً بالله مـسـتـنـصِرْ
فــتـىً يـسـقى روابـيـها …
دَمًا … كالمِسْكِ … والعَنبَرْ
أيـا قدسَ الـهوى طيبي…
بوجهٍ … مشرقٍ … مُسْفِرْ
مَعَاذَ اللهِ … أنْ ننسى …
بأنكِ … حُلْمُنا … المُزهِرْ
فَـقَــرِِّي قُــدْسَـنـا عَـيْـنـًا .…
غَــدًا نـعـلو ، ولــنْ نُكْسَرْ