الاسراء والمعراج من منظور تخصصي وهو الفيزياء الكمية…
الدكتورة يمينة أشقار
في الفيزياء هناك مايسمى بالزمكان وهو الزمان والمكان ..
خلقا مع خلق الكون….
وضعية الزمكان نقطة إحداثية تحدد تموضع الشيء في الكون حسب النظرية النسبية لاينشتاين…
وفي الفيزياء الكمية هناك ما يسمى بالتشابك الكمي Intrication quantique…
وهو تشابك وتواصل آني لحظي بين الجسيمات الكمية…
حالة جسيم كمي مرتبطة بحالة جسيم آخر مهما بعدت المسافات بينهم….
الجسيم يختفي في مكان ليظهر في نفس اللحظة في مكان آخر على بعد ملايين الكيلومترات….
وقد يؤثر على حالة جسيم بعيد بتغيير حالة جسيم موجود…
اكتشاف هذا التشابك الكمي مر بمراحل طويلة من الأبحاث والنقاشات خاصة بيت اينشتاين وعلماء الفيزياء الكمية…
وقد تم التأكد منه ليحصل العالم الفيزيائي الفرنسي Alain Aspect على جائزة نوبل لهذا الاكتشاف المتميز في 2022..
وقبل ان اتحدث عن المعراج ساتحدث عن عرش بلقيس…
هو معجزة من معجزات سيدنا سليمان عليه السلام…
“قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك”
في لحظة اختفى عرش بلقيس من سبأ وظهر أمام سيدنا سليمان عليه السلام…
هذه معجزة اختراق المكان شبيهة بالتشابك الكمي للجسيمات الكمية…
لكن المعجزة وهي للأنبياء ان يحصل هذا لجسم كبير كلاسيكي ( بالمصطلح الفيزيائي) …
معجزة اهل الكهف وعزير عليه السلام…
اهل الكهف ناموا اكثر من 3 قرون ثم استيقظوا في حالتهم التي ناموا عليها وفي مكانهم… .
لم يؤثر فيهم مرور الزمن كانوا في حالة قبل نومهم ، ثم اصبحوا في نفس حالتهم بعد قرون…
المعجزة اختراق للزمان…
نفس الشيء لمعجزة عزير عليه السلام اماته الله مائة عام ثم بعثه في الحالة التي مات عليها، ليريه الله من آياته العظمى…
بالنسبة لمعجزة المعراج….
نحن نؤمن ان النبي صلى الله عليه وسلم عرج بجسده الى السماوات العلى وليس بروحه وإلا لما انكرت عليه قريش ذلك…
النبي صلى الله عليه وسلم وهو افضل الخلق واكرمهم قد هيأه الله منذ ولادته وفي طفولته حين جاءت الملائكة وغسلت قلبه …
حين كان يصوم الوصال وقال ” إنما ابيت عند ربي يطعمني ويسقيني” ونهينا نحن عن الوصال…
ثم الاعداد النفسي والروحي والجسدي لهذا الصعود الى السماوات حتى وصل سدرة المنتهى….
قدرة الله جعلته يخترق المكان والزمان إنه اختراق للزمكان ..
في لحظات معدودة جال النبي صلى الله عليه وسلم اقطار السماوات ورأى بعينيه ” المعدتين لهذه الرؤية الخارقة” ، رأى من آيات ربه الكبرى …
حين عاد الى فراشه كان مازال دافئا….
نعود الى الفيزياء الكمية…
حين نرى التشابك الكمي في هذه الجسيمات وهي مخلوقات خلقها الله عز وجل، تظهر عظمة الخالق وقدرته…
والله عز وجل لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء…
وما رحلة المعراج الا برهان للعظمة والقدرة الربانية…
والذي ينكر رحلة المعراج هو إنكار لقدرة الخالق سبحانه…
تعالى عن ذلك علوا كبيرا ..
هذه خربشة إيمانية علمية فيزيائية كمية…