الإسراء والاقصى
بقلم: زهرة سليمان اوشن
ذاك الأقصى…
كم هو قريب قريب،،
رغم كل محاولات أقصاه منا.
ذاك الأقصى…
في أعماق أعماقنا،،
استوطننا، تجدر فينا،،
نرنو إليه،، نهفو إليه،،
نرحل إليه،، نشتاق إلى لقائه،،
نحلم أن نعانق سواريه،،
أن نجلس في باحاته،،
أن نتكيء على اعمدته.
ذاك الأقصى…
القبلة الأولى والمسرى،،
روعة النداء، ومحمد يؤم الأنبياء،،،
هناك كان…
الخليل والكليم، داود و سليمان،،
نوح و إدريس، يحي والمسيح،،
هناك سلمو الراية،،
وحملوا أمة أحمد الأمانة.
ذاك الأقصى…
تربة طيبة وأرض مباركة،،
عهدة عمرية و مدارس علمية،،
صفحات خالدة،، و مجالس بهية.
ذاك الأقصى…
الأبواب والباحات،،
المدارس والساحات،،
الزوايا والرباطات،،
مقصد المجاهدين،،
مأوى الصالحين،،
منبر نور الدين،،
حطين و صلاح الدين.
ذاك الأقصى…
قبة صخرته تعانق الشمس ضياء،،
ومسجده القبلي يزهو عزة،
رغم كل محاولات الإذلال.
ذاك الأقصى…
هناك، هناك،،،
المرابطون، العاملون، المدافعون،،
المقاومون، الصابرون، الصامدون…
هناك،، هناك..
أنفس تأبى الظلم، مشرقة أبية،،
زيت يضيء و زيتونة لا شرقية ولا غربية،،
ذاك الأقصى…
سنوات من الاحتلال، وعقود من الأسر،،
محاولات لطمس التاريخ،، وتغير الجغرافيا،،
حفريات لهز الأركان، وهدم البنيان.
ومؤامرات للتهجير والتطهير،،
لكن….
هيهات،، هيهات،،
ظل..هو، هو…
المسجد، المسجد،،
المسرى، المسرى،،
الطهر، الطهر،،
النقاء النقاء.
ذاك الأقصى…
فيه رجال، و أي رجال،،
أحفاد عمر وصلاح،،
وأهل الصمود والكفاح،،
وفيه نساء، وأي نساء،،
حفيدات نسيبة الخنساء،،
ذاك الأقصى…
هناك، هناك،،
رباط، رباط،،
صمود وثبات،،
ما ضرهم تكالب الأعداء،،
ولا خذلان من ظنوهم أشقاء.
ذاك الأقصى…
حائطه براق لا مبكى،
وجدوره مسجد، لا هيكل مزعوم مفترى..
ذاك الأقصى…
بوصلة تحدد اتجاهنا،،
تكشف انتماؤنا، و تفضح نوايانا،،
من أراد به خيرا وسعى لنصرته،
ارتفع قدره وعلا شأنه،،
ومن خذله ووقف مع عدوه،
نال الهوان والذل والخسران.
ذاك الأقصى…
مسجون بقبضة صهيون…
ملوث..بمكرهم، بزيفهم،
بدنسهم، بوقاحتهم،،
مقيد… بصمتنا، بعجزنا،،
بتفرقنا، بضعفنا،،
بهواننا و اهواءنا،،
بل.. بكيد وتأمر بعضنا.
ذاك الأقصى…
ذاك المسرى…
أسره اوجع قلوبنا،،
احتلاله فتت أكبادنا،،
أظهر عيوبنا، وكشف عن عللنا.
ذاك الأقصى…
نسلك سبل نصرته،،
و نخطو خطانا على درب تحريره،،
يحدونا الأمل…
أن نصلى قريبا، قريبا، قريبا،،
ركعتين في محرابه،،
ونتلو الآيات في رحابه.