مختصر تفسير قول الله تعالى: ﴿حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى….كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون﴾ من مجلس تفسير الدكتور عبد العلي المسئول
د. رشيد عموري
مختصر تفسير قول الله تعالى: ﴿حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى….كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون﴾
من مجلس تفسير الدكتور عبد العلي المسئول
بتاريخ 8 شعبان 1444 ه الموافق ل 28 فبراير 2023م.
بقلم: الدكتور رشيد عموري
الآيات المفسرة لهذه الليلة هي قوله تعالى: ﴿حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين﴾ هذه الآيات جاءت عقب آيات الطلاق، وجاء بعد هذه الآيات التي سنفسر آيات تتحدث عن عدة المتوفى عنها زوجها، وكأن الله يريد أن يبين لنا أن أمور الطلاق من الأمور الدنيوية، والواحد منا لا يجب أن تشغله أمور الدنيا، وأن يرجع بين الفينه والأخرى إلى ربه. قال الامام البيضاوي: بعد أن تحدث الله تعالى عن الأولاد وعن الطلاق أردف ذلك بهذه الآيات لئلا يلهيهم الاشتغال بهم عنها، يعني عن الصلاة وعن الآخرة. نعم الأسرة والزواج والأولاد نهتم بهم، لكن كل ذلك لا يشغلنا عن ذكر الله، ولا عن تلاوة القرآن، ولا عن الإقبال عن أمور الآخرة.
قال تعالى: ﴿حافظوا على الصلوات﴾ صيغة حافظوا صيغة مفاعلة على غير حقيقتها، ومادة الحفظ تعود إلى الرعاية والصيانة والتعهد وعدم التفريط، والمحافظة على الشيء مؤذن أن هناك شيئا يُخشى أن يفرط الناس فيه. مثال ذلك فالله سبحانه وتعالى أمر الأزواج بالمحافظة على العدة، قال تعالى: ﴿والذين هم لفروجهم حافظون﴾ وقال تعالى: ﴿والحافظون لفروجهم والحافظات﴾ ومنه أيضا: المحافظة على بيت الزوجية، قال تعالى: ﴿فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ اللهُ﴾ وقرأ يزيد بن القعقاع بما حفظ اللهَ بالنصب
ومنه صيانة أموال الامة، كما جاء على لسان يوسف: ﴿قال ربي اجعلني على خزائن الارض إني حفيظ عليم﴾. تحدث علماؤنا عن حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ العقل وحفظ العرض وحفظ المال، وسموا ذلك بالكليات الخمس، وهي مراعاة في كل ملة. حافظ على الصلوات: معناه داوم وواظب عليها بجميع شروطها وأتم أركانها وصلاها في أوقاتها وفي الجماعة ما أمكن. وفي الحديث القدسي: قال الله تعالى على لسان نبيه:” وما تقرب الي عبدي بشيء أحب الي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى أحبه”. أداء الفرائض أولا ثم نتبعها في النوافل.
قال تعالى: ﴿حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى﴾ الوسطى تأنيث الأوسط، ووسط كل شيء أعدله والوسطى الفضلى، وأفردت لانفرادها بالفضل، واختلف المفسرون في معرفة هذه الصلاة الوسطى، فمنهم من قال هي صلاة الفجر وإلى هذا ذهب مالك والشافعي، وقالوا لان هذه الصلاة جاءت بين صلاتي جمع، حيث يجمع الظهر مع العصر ويمكن أن نجمع المغرب مع العشاء، فجاءت هذه الصلاة بين هذه الصلوات التي تجمع، وقالوا أيضا لأنها لا تقصر ولا تجمع الى غيرها، وتأتي في وقت فيه مشقة من برد ومن نوم ومن تعب الى غيرها من الصعاب، ثم ايضا ان الله تعالى قال: ﴿وقوموا لله قانتين﴾ قانتين بمعنى فيها طول القيام، وصلاة الصبح مخصوصة بطول القيام فيها. وخصها الله في قوله: ﴿وقرآن الفجر﴾ قرآن الفجر هنا هي صلاة الصبح، وهي مشهودة تشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار، حيث تُسجَّل في ديوان حفظة الليل وحفظة النهار. ومنهم من قال هي صلاة الظهر، وإلى هذا ذهب زيد بن ثابت وعائشة رضي الله عنهما لما روي في الموطأ عن زَيْدَ بْن ثَابِتٍ أنه قال: الصلاة هي صلاة الظهر، لشدة الحرارة ولأن الصحابة كانوا يجدون مشقه في أدائها خصوصا في شبه الجزيرة العربية، وخصوصا أن بعدها صلاتين وقبلها صلاتين، ولأنها جاءت بين الصبح والعصر، أي بين البردين. ومنهم من قال هي صلاة العصر، وإلى هذا ذهب أبو حنيفة واحمد وداوود الظاهري لما روي عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الاحزاب وقيل يوم الخندق: ” مَلَأَ اللهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا، كَمَا شَغَلُونَا عَنِ الصَّلاةِ الْوُسْطَى حَتَّى آبَتِ (غابت) الشَّمْسُ ” ، ولما روي أيضا أن عائشة رضي الله تعالى عنها قرأت قوله تعالى: ﴿ حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ﴾ هكذا: “حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر” وهذه القراءة هي قراءه شاذة لأنه خبر آحاد، ولأن من شروط تلقي القرآن التواتر. الواو في هذه القراءة عاطفة للمترادفين كمثل قوله تعالى: ﴿ فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ﴾ مع أن الرمان هو من الفاكهة، والكثير في العربية أننا نعطف المتغيرين وعليه يكون غير العصر، أما مع “العصر” فلاشتغال الناس بأعمالهم وتجارتهم، ولأنها تأتي بين صلاتي نهار وليل، وخُص العصر بمزيد تأكيد فعن أبي المديح قال: كنا مع بريده في يوم غيم، فقال: بكروا بصلاة العصر ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ تَرَكَ صَلاَةَ العَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ» وهذا الحديث رواه البخاري.
المذهب الرابع نها صلاة المغرب لأنها تأتي بين بياض النهار وسواد الليل، ولأنها لا تقصر، وهي وتر النهار، ولأن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الظهر، فتكون صلاة الظهر هي الأولى في الترتيب، وستكون صلاة المغرب هي الوسطى اذا اتبعنا الترتيب. المذهب الخامس هو مذهب المتأخرين فالصلاة الوسطى عندهم: الصبح والمغرب، لماذا لأننا لا نقصرها. والمذهب الأخير أنها لا تعين، وينبغي أن يحافظ على جميع الصلوات، والله سبحانه وتعالى لم يحددها، ولم يحدد اسمه الأعظم، ولم يحدد ليله القدر، ولم يحدد ساعة الاستجابة يوم الجمعة ليجتهد الناس في الطاعة، وهو مذهب اختاره جمع من العلماء، والطاهر بن عاشور لم يستسغه. والراجح أنها صلاة الصبح أو العصر لقوة الأدلة الواردة فيها.
قال تعالى: ﴿وقوموا لله قانتين﴾ القيام هنا جسدي، فيقبل الإنسان على ربه خاشعا. القنوت ما معناه؟ القنوت لزوم الطاعة مع حضور القلب. قال مجاهد: قانتين: خاشعين. قال تعالى: ﴿أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الأخرة ويرجو رحمة ربه، قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون﴾، وقيل: قانتين: ساكتين عن قول شيء خارج الصلاة، لما روي عن زيد بن رقم أنه قال: كُنَّا نَتَكَلَّمُ فِي الصَّلاَةِ يُكَلِّمُ أَحَدُنَا أَخَاهُ فِي حَاجَتِهِ» حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ «فَأُمِرْنَا بِالسُّكُوتِ» رواه البخاري. فيكون المعنى: قوموا لله قانتين، أي قوموا بعبادتكم على وجهها الأكمل، قوموا لله قانتين فيها دليل على القيام، وهو واجب على كل صحيح قادر عليه، واختلفوا هل نصلي خلف قاعد، فأجاز ذلك جمهور العلماء، وقالوا: يصلون جالسين، وأجاز آخرون أن يصلي الناس قياما، وإن كان الامام قاعدا، وهذا مذهب الامام الشافعي.
قال تعالى: ﴿فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون﴾ فرض الله تعالى علينا الصلاة في جميع الأحوال، ففي حالة الخوف لا نترك الصلاة، وإنما نترك القيام في حالة مطاردة من عدو، فالخوف يشمل هنا خوف اللصوص والسباع والعدو. وقال تعالى: ﴿رجالا أو ركبانا﴾ رجالا جمع راجل، وركبانا جمع راكب، أي سواء كنتم راجلين أو راكبين فأدوا الصلاة، وفي صلاة الخوف لا يشترط الخشوع، وهذه الآية تدل على أن صلاة الخوف تكون فرادى، وصلاة الخوف تكون جماعة كما في سوره النساء، فقد شرع الله تعالى صلاة الخوف فرادى في البقرة ثم شرعت لتصلى جماعة في سوره النساء. الصلاة إقبال القلب على الله، فان حال مع ادائها بحركاتها وركوعها وسجودها وقيامها حائل، فالإشارات حينئذ تفي بالغرض، والمعنى متحقق بشرط حضور القلب، ولا نستقبل في صلاة الخوف القبلة لان شرط استقبال كما قال علماؤنا واجب مع الذكر والقدرة ساقط مع العجز والنسيان.
قال تعالى: ﴿فاذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون﴾ أي إذا أمنتم من خوفكم فأدوا صلاتكم كما فرضت عليكم، والمراد بالذكر الصلاة الكاملة المستوفية للأركان، وعبر بالذكر إشارة الى أن المغزى هو ذكر الله تعالى. قال تعالى:” فإن خفتم” فإن شرطية للدلالة أن حالة الخوف ليست أفضل، فالأصل هو الأمن ثم قال تعالى:” فاذا امنتم ” فإذا الدالة على التحقيق والكثرة إشارة الى أن حالة الامن هي الكثيرة، والخوف هي القليلة، والامن نقصد به الامن النفسي والروح والثقافي والاجتماعي والاقتصادي، وهو واجب التحقيق لأنه من اختصاص الدولة، والمصيبة ان عددا من الدول لا تهيئ الامن، بل هي من تصنع الخوف.
قال تعالى: ﴿ والذين يتوفون منكم ويظهرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج فإن خرجن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن من معروف ﴾هذه الآية لا تتحدث عن عده المتوفى عنها زوجها فهاته تحدثت عنها الآية التي قبلها، وحدثت العدة في اربعة أشهر وعشرا، وانما تتحدث عن أمر أساس وهي سكنى المتوفى عنها زوجها، وقرأت وصية بالضم وقرأت وصية بالفتح وهما قراءتان، “متاعا الى الحول غير اخراج” السؤال من أوصى في هذه الآية؟ الظاهر أنها وصية الزوج، وعلى هذا الاعتبار إذا لم يوصي المتوفي الذي هو الزوج بالسكنى للمرأة فلا سكنى لها. ومنهم من قال الذي وصى هو الله تعالى، وهو مذهب ابن عباس والضحاك وغيرهما، وفيه أمر بلزوم البيت حولا، وهو كقوله: ﴿يوصيكم الله في أولادكم﴾ فهو حكم من الله بأن لا نخرجها من بيتها سنة كاملة، بل ينبغي لنا ان نفكر فيما بعد الحول لان هناك نساء فقيرات، ومن واجب الدولة أولا أن توفر لهن السكنى.
قال تعالى: ﴿فان خرجن فلا جناح عليكم﴾ فإن خرجت المرأة من البيت بعد انتهاء عدتها وهي أربعة اشهر وعشرا ولم تكمل الحول فلا جناح عليها، فعلى هذا الاعتبار فهذه الآية غير منسوخة بالتي قبلها.
قال تعالى ﴿وللمطلقات متاع بالمعروف﴾ فأعاد سبحانه ذكر المتعة هنا لزيادة معنى، فالآية قبلها: ﴿لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره﴾ فهاته الآية تشمل غير الممسوسة، بينما الآية المفسرة هذه الليلة تشمل جميع النساء، والظاهر انها تشمل جميع المطلقات وهن يستحقن المتعة، سواء كانت ملاعنة او مختلعة، أو غيرها.
قال تعالى: ﴿حقا على المتقين﴾ الذين يتقون الشرك. ﴿كذلك يبين الله لكم الآيات﴾ كذلك يبين الله لكم الاحكام في هذه الآيات لعلكم تعقلون، ليبين لكم من الفرائض والأحكام ما فيه صلاح دنياكم ودينكم والحمد لله رب العالمين.
ثم فتح المسير بعد ذلك باب المداخلات للحضور الكريم وتدخل الاستاذ يعقوب زروق الذي تحدث عن شروط التربية المستنبطة من هذه الآيات وحددها في ثلاثيات فشروط التربية ثلاثة صدق الإرادة والنية ثم التربية بالصحبة والجماعة لان امام الصلاة مصحوب، ولان الصلاة لا تكون الا في جماعة وصلاة الجماعة تفضل صلاة الفرد ب 27 درجة. ثم تحدث عن الثلاثية الثانية الا وهي التوازن التربوي ثم تحدث عن الثلاثية الثالثة الا وهي اقتران الايمان بالعلم والعمل، وسأل عن هذا السؤال فقال كيف نحقق هذا الجمع؟ اي الجمع بين الايمان والعلم والعمل؟ فأجاب عبد العلي المسئول فقال: الايمان بلا عمل لا يكون، والعمل بغير علم جنون، ومالك رضي الله عنه كان يكره العلم فيما ليس تحته عمل، والله تعالى أنزل القرآن لنعمل به لأنه نور وذكر فاقتران العلم بالعمل الاساس ولا نتصور عالم لا يعملن فهذه الامور ما كانت مفرقة. الامام الشعبي وهو من التابعين قال: كنا نستعين بحفظ الحديث النبوي بالعمل به، فعبر عملهم بهذه الاحاديث يعلمون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثم تدخل المسير ليسأل عن روح الصلاة وليطلب مزيدا توسع في هذه النقطة فقال الدكتور عبد العلي المسئول الحركات عندما قلت ليست هي المقصودة وانما المعول على القلب، فهذا لا يعني اننا نهمل الركوع والسجود والقيام كلا فلا نهملها، لأنها هي المساعدة على الخشوع، ولا يتم الخشوع الا بها، لكن لب الامر هو الخضوع لله سبحانه وتعالى، الامر الثاني ان الله سبحانه وتعالى لم يقل وصلوا وانما قالوا واقيموا الصلاة بهيئاتها وشروطها واوقاتها مع حضور القلب، فعدد كثير من الناس يصلون وما اقاموها.
ثم تدخل الاستاذ بوبكر بن موسى الذي تحدث في مداخلته حول المحافظة على الصلاة ثم عرج على الصلاة الوسطى، ورجح أنها الصبح أو العشاء لأدلة كثيره. ثم تطرق المسير بعد ذلك لمسألة تعديل الأسرة وما يروج فيها، وما قيل فيها ليطلب رأي الدكتور عبد العلي المسئول في هذا الامر.
فقال الدكتور عبد العلي المسئول: تعديل المدونة أمر مشروع لما روي أن عمر بن عبد العزيز قال: يحدث للناس أقضية بقدر ما أحدثوا من فجور، ولأن الواقع غير الواقع، والزمن غير الزمن، والناس غير الناس، لكن هذا التعديل لا يجب أن يقوم به الفقيه أو الطبيب أو القاضي أو عالم الاجتماع أو أهل الاقتصاد بمفردهم، بل لابد من اجتماعهم جميعا، لأن هذا أمر الأسرة، ولا ينفرد به أحد، ثانيا نرحب بالتعديل ان كان يهدف الى المحافظة على الأسرة بكل مكوناتها لا الى تفتيتها، ثم لابد ان يتبع هذا التعديل اصلاحات جدرية في جميع الميادين فلابد من حل شامل، فلا يمكن ان نحل مساله الأسرة بمعزل عن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها البلد من غلاء ومن قله شغل … ولابد من التربية، تربيه الناس على مكارمي الاخلاق ومحاسن العادات، واخيرا يجب ان نستفيد من جهود فقهائنا السابقين ولكن لا نتقيد بفتاواهم واجتهاداتهم لانها مظروفة بظروفهم الزمنية والمكانية ثم اننا نرحب بالاتفاقيات الدولية بشرط ان تنسجم مع كليات الدين وروحه وقواعده.
ثم تدخل الأستاذ محمد رابوز بعد ذلك في إطلالة على الآية الأولى: “حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى” وتوسع فيها و أورد مجموعة من النصوص، من بينها نصوص لابي الحسن الحراني المغربي والذي يتحدث عن مجموعة من اللمسات التربوية المستنبطة من هذه الآية.
وقبل أن يختم المسير هذا اللقاء سأل عبد العلي المسئول عن الفرق بين العالم والفقير؟ فقال الدكتور عبد العلي المسئول: بأنه حدث في مواقع التواصل الاجتماعي نقاش كبير حول الفرق بينهما وحول ماهيه العالم والفقيه، فقال: العالم هو المتصف بالعلم والمعرفة والمتخصص في علم من العلوم، سواء الفيزياء او الكيمياء او الطب او التفسير او غيرها، فنقول: عالم الفيزياء عالم الطبيعة عالم الرياضيات، لكن المعول على الذي جمع هذا العلم مع خشيه الله سبحانه وتعالى ومع التقرب اليه، فقد قال تعالى: ﴿انما يخشى الله من عباده العلماء﴾ والعلماء هم العلماء الربانيون، والذين قال فيهم تعالى: ﴿أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الأخرة ويرجو رحمة ربه﴾ أما الفقيه فقال قال الدارمي لما روي عن علي انه قال: إِنَّ الْفَقِيهَ حَقَّ الْفَقِيهِ، مَنْ لَمْ يُقَنِّطِ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، وَلَمْ يُرَخِّصْ لَهُمْ فِي مَعَاصِي اللَّهِ، وَلَمْ يُؤَمِّنْهُمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، وَلَمْ يَدَعِ الْقُرْآنَ رَغْبَةً عنْهُ إِلَى غَيْرِهِ، إِنَّهُ لَا خَيْرَ فِي عِبَادَةٍ لَا عِلْمَ فِيهَا، وَلَا عِلْمٍ لَا فَهْمَ فِيهِ، وَلَا قِرَاءَةٍ لَا تَدَبُّرَ فِيهَا» ، فعلى هذا الاعتبار فالفقير عالم، والخلاصة: المعول على العلماء الربانيين سواء كانوا ممن اوتوا علما في تخصصات كونيه أو شرعية لانهم هم المؤهلون لقياده الامة.