كنت معكم.. شيرين أبو عاقلة
كنت معكم.. شيرين أبو عاقلة/ إسراء الشيخ
كنت معكم.. شيرين أبو عاقلة
بقلم: إسراء الشيخ
شيرين لم تكن صحفية فحسب .. بل كانت رفيقة الطفولة والذاكرة .. منارة الحقيقة وصوت الحرية في كل بيت فلسطيني مكلوم ..جسر عبور من الشك إلى اليقين .. شيرين استطاعت أن تكثف الزمان والمكان عند الوجع الفلسطيني في وقت حاول فيه العالم إخراجنا من التاريخ والجغرافيا .. فقالت بكل ما تملك من صدق ..نحن هنا رغما عن أنوفكم ..
يحق لنا أن نبكي شيرين ونفجر من خلالها شلال الدمع على كل الشهداء وسنين القهر وأجزاء أرواحنا التي نفقدها مع كل قطرة دم ..
في أيار سطرت النكبة الفلسطينية سطورها على أيدي الاحتلال .. وها هو حدث استشهاد الزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة يثبت أن النكبة ما تزال مستمرة ولم تقف عند حدود الثمانية وأربعين ولا السبعة وستين ..
شيرين صححت البوصلة وأعادتنا لدائرة الصراع الأول وللطريق الذي اختارنا الله له حيث لا مجال للعبث ..
صدقت في عملها فصدقها الله وكان موتها أكبر دليل على صدق روايتها طوال أكثر من عقدين من الزمن ..وعلى صدق رواية الفلسطيني طوال أكثر من سبعين عاما ..
لهذا الحزن حيزه الخاص ولهذا القلب قدسية مريم وهي تهز بجذع النخلة مناجية الله في كربتها .. فيا رب رحمتك بقلوبنا المفجوعة من أقصاها إلى أقصاها ..
..
في ذاك اليوم .. كان لقائي بشيرين قصيرا عابرا تحدثنا فيه عن الأثواب الفلسطينية وهي ترتدي سترة بهية بتطريز يدوي مقدسي مبهر .. دمعت عيني ولم أدر ما السبب حينها .. كنت أود أن أبدأ كعادتي بطرح ما لم يطرح عليها من أسئلة من قبل فأخرج المكنون .. لكني آثرت تأجيل الأمر نظرا لإنهاكي لحظتها وقلت في ذهني عل وعسى في مرة قادمة .. – أي طول أمل هذا الذي نعيش فيه ونحن في حضرة الموت الذي يحيط بنا من كل حدب وصوب !؟- اكتفيت بتحنيط اللحظة من خلال هذه الصورة .. صورة دون فلاتر تبتسم فيها شيرين ابتسامة عفوية صادقة رغم الإنهاك الذي بدى واضحا عليها أيضا .. وعيونها تحدثنا كما العادة .. كنت معكم ..
لكنك لم تكوني معنا فحسب .. بل عبرت فينا ..