منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

آيَتِهَا الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ (قصيدة)

آيَتِهَا الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ - ابو علي الصبيح 

0

آيَتِهَا الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ

مددي مساحاتِك
آيَتِهَا الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ .
أَرْيَحِيٌّ النّأْي
كَي تَرْقُص شَجَرَة الزَّيْتُونِ عَلَى صَدْرِي
وناوليني صَدَى الأطيار
أشدو لَهَا مَا تَقُولُ الدَّمْعَة
يَخُونُ بَعْضُ الْمُصَلِّينَ إِمَامَهُمْ
لِأَنَّ ضَمَائِرَهُمْ بلِاَ وُضُوءْ.!عِنْدَ مَفَاتِنِ الْمَدِينَةِ الَّتِي يَنَامُ أَهْلُهَا مُبَكِّرِينَ
لا أَحَدَ يَتَقَوَّلُ …
لا أَحَدَ يَتَحَوَّلُ أَو يَتَأوَّلُ …
لا أَحَدَ يَسْتَدَعِي ذِكْرَى هَارِبَةً مِنْ مَنْفَى …
لَيْسَ كَمِثْلِنَا
مَنْ يَمْنَحُ الْغُرَابَ صَوْتَهُ
حِينَ نَعِيقٌ مُفْجِعٌ يَشْرَئِبُّ
بَلْ نَحْنُ أَصْدِقَاءُ الْيَمَامِ
حِينَ تَجِيءُ الْعَاصِفَةُ لِنَغْدُوَ رِكَابَهَا
وَلَوْلاَ ذَلِكَ لَنْ نَكُونَ بَرِيئِينَ بِمَا يَكْفِي
لِكَيْ نَقُولَ لِلْجَّنَةِ الْبَعِيدَةِ :
اِنْفَتِحِي أَمَامَنَا دُونَ أَسْئِلَةٍ – دُونَ عَذَابَاتٍ – دُونَ تَحْقِيقَاتٍ.!
فَنَحْنُ تَرَكْنَا اِجَابَاتِنَا تَتَكَلَمُ هُنَاكَ
بِلا اِسْتِطَالاَتٍ أُخْرَى وَلاَ غُمُوْضٍ.
أَو يُحَدِّقُ إِلَى طَيْرٍ تَائِهٍ فِي الْغَشَاوَةِ …
لا أَحَدَ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي الْأَحْلاَمِ ….
لا أَحَدَ يَتَجَوَّلُ عِنْدَ نَوَاصِيهَا بِالْمَرَّةِ غَيْرُ الدُّودِ الْأَعْمَى.!
عَلَى شَرَفِهِ هَذَا الوَطَنِ ،
وَوَجْه الْحَبِيب .
 كَلاَمُ اُلْبَعِيدِ اُلْقَرِيبِ
وَلاَ فَرْقَ
بَيْنَهُمَا صَخْرَةٌ فِي سُبَاتٍ
تُؤَجِّجُ بَعْـضَ اُلْحَكَايَا
لِحَارِسِ فَجْرِ اُلْبَرَايَا
تَعَمَّدَهُ اُلْوَصْلُ
فَصَارَ اُلرُّوَاءُ وَصَارَ اُلْسَّرَابُ
كَأَوْرَاقِ حُلْمٍ تَهَرَّبَ مِنْ مَكْسِهِ بَاكِراً
ذَلِكُمْ قَسَمٌ لِلْهَجِيرِ
وَتِلْكَ اُلَّتِي أُمُّهَا نَطَقَ اُلْهَاوِيَهْ
صَخْرَةٌ
هَلْ يَعُودُ لَهَا اُللَّحْنُ قَبْلَ اُلْأَوَانِ
لِتُنْبِتَ رُوحاً
تَشَرَّدَ عَنْ عَازِفٍ أَخْطَأَتْهُ اُلْقَصِيدَةُ
 ثُمَّ بَكَى
يَمْتَطِي مَسْرَحَ اُلْكَلِمَاتِ
وَيُسْنِدُ خَدَّ اُلْكَمَانِ لِصَخْرِ اُلْبَيَانِ
..
وَطَنِي الْهَوَاء
كُلَّمَا مَدَدْت لَه يَدَي تَعَثَّر الْمَدَى
فأحتمي بِدَمَي
أنسج آهات الْفَرَح الْمَخْصِيّ فِي فَمِي
صَفِيرًا ، مِثْلُ كَلِمَةٍ مبهوتة
فِي الدُّجَى الْعَمِيق
تستدر بُكَاء الطُّفُولَة فِي مَنَامِي
حِين تَحَلَّم أَن تَطِير
وَهِي تَدَاعَب فِي السِّرِّ حلمها الْأَبَدِيّ
تَحْمِل لحنها الرهيب .
أَخْشَاك يَا وَطَنِي
أَنْ تُسَافِرَ بِي
وَأَخْشَى أَنْ لَا أَعُودُ إذَا عدتَ
إذَا يَمُوت فِينَا أَوَّلِ الدُّعَاءِ
وَأَبْقَى فِي الدَّارَيْنِ غَرِيبًا
يعبرني هَوَاء . . . لَيْسَ لِي
اكْسِر أحراش دَمِي فِي العُوَاء ،
وَاقِفاً جَنْبَ صَخْرَةٍ
كُلَّمَا جِئْتُهَا أَنْبَتَتْ ثَانِيَهْ
قُلْتُ لِي مَا تَيَسَّرَ مِنِّي
حَمَلْتُ ذِرَاعِي
كَتَبْتُ عَلَيْهَا وَصِيَّةَ حُلْمِي
وَنِمْتُ أُسَبِّحُ جَوْفَ اُلثَّوَانِي
أُكَسِّرُ كَهْفَ اُلْمَرَايَا
بِنَابٍ جَفَانِي
وَعَلَى اُلْبَابِ أُنْشُودَةٌ لِيَدٍ
فَاقِعٌ لَوْنُهَا
مَا لِحِنَّائِهَا بَاقِيَهْ
تَنْقُشُ اُلصَّمْتَ فِي كُتُبِ اُلْعَابِرِينَ
وَهِي لِي
فَلَا أَعْرِفُهَا أَو تَعْرِفُنِي
إذَا كلّ مِنَّا تَرَك الْقَلْب والحبّ هُنَاك
بَعِيدًا يَقْتاتُ مِنَ نَبْض الدمى
فِي الملصقات
فِي واجِهات الدَّكَاكِين
. لاَ نَعَمْ
لَهُمْ فِي اُلْكَلَامِ كَلَامٌ
يَقُولُونَ : لاَ
 وَتَقُولُ : نَعَمْ
تَقُولُ : نَعَمْ
وَيَقُولُونَ : لاَ
حِينَ يَرْكَبُكَ اُلصَّمْتُ فِي اُلثَّرْثَرَاتِ
تُعِيدُ اُلسُّؤَالَ علَى اُلْغَائِبِينَ
وَفِيهِمْ شُهُودٌ
وَفِيهِمْ بَرِيدْ
وَتَسْألُ نَفْسَكَ فِيّْ
 كَيْفَ يَجِيءُ الْبَعِيدُ الْبَعِيدْ…!
ثُمَّ تَمْضِي
وَأَمْضِي وَحِيدَ اُلْوَحِيدْ
أُقَسِّمُ جِسْمِي بِمَدِّ اُلطَّرِيقِ
 نَعَمْ… لاَ… نَعَمْ
وَيَنْهَضُ مَوْتَى نَجَوْا مِنْ صَدِيدْ
عَلَيْهِمْ أَمَارَاتُ يَوْمِ اُلْحَدِيدْ
يَفُكُّونَ سِرَّ اُلْمَعَاجِمِ فِي اُلْكَلِمْ
يقْرَعُونَ طُبُولَ الجَلِيدْ
نَعَمْ… لاَ… نَعَمْ…
كَانَ شَيْخُ اُلْكَلاَمِ يُعِيدُ
وكُنْتُ اُلْمُرِيدْ
أَسِيرُ
أُُرَدِّدُ في اُلْخُطُوَاتِ اُلنَّشِيدْ
أمَا مِنْ رَشِيدْ…! ؟
فِي وَجْهِ أَرْضِي الّتِي
أسقَطَتِ القداسةَ عنّي
وَعَن عُيُونِي الَّتِي
راودتْ رمادها فِي الْبَرِيق
فصرتُ فِي العابرين أنفثُ الْهَوَاء الْغَرِيب
سَرَابًا اسْتَعْطَف أَنْ أُفَارِقَ عمْر الفريقَ
وَفِي جَسَدِي وَالتُّرَاب وصلُ مُرِيبٌ ،
أخشاهُ إذَا شقّ الطَّرِيق
أَوْ إذَا عدتُ أحملُ
مَا قالَ فِيَّ اُلْغَرِيبْ . . .
صوتٌ مِن عمقِ حضارتنا
صوتٌ مِن وحيِ عروبتنا
فِي كُلِّ زمانٍ يَتَجَدَّد
صوتٌ ومواويلٌ تشدو
هَيَّأ هَيَّأ فلنتوحد
يَا أُمَّةَ اقْرَأ وَتُدْبِر
هَلْ مَا زِلْنَا نَحْفَظ هَذَا
أَم أضحينا لَا نَتَذَكَّر
هَلْ مَا زِلْنَا خيرُ الناسِ
يَا عربيُ هَل تَتَذَكَّر
أَم إِنَّك مشغولٌ نَاسِي
هَلْ فِي صَدْرِكَ طفلٌ يَبْكِي
هَلْ فِي عَقْلِك شيخٌ يَحْكِي . .
عَن أمجادٍ الزَّمَنِ الْمَاضِي
هَل مرَّ بِسَمْعِك عَن بدرٍ
أَوْ عَنْ أُحدٍ أَوْ عَنْ خَيْبَرَ
هَل تَتَذَكَّر . . حَيْدَرٌ حَيْدَرٌ . .
يَا عربيُ . . ذَاك الطفُّ . .
ملحمةُ الحقِ الْمَهْدِيَّة
ذَا صوتُ يرعد
نَادَت وَا أَبَتَاه وَذَرَفَت
دمعاً وتراها مَغْشِيَّة
نَادَت أبتي لَا تتركني
فتسامت روحاً قُدْسِيَّة
. . . . . . .
آآآهٍ آآآهٍ يَا أَمَتَّنَا . .
أَوْهَمْنَا الدَّجَّال جميعاً
فِي خُطَّتِه وَضَعَ النُّقْطَة
حَتَّى صِرْنَا إذ نَقْرَأَهَا
(القدس عروسٌ غربية)
فلتسقط حتماً نقطته
فالقدسُ عروسٌ عَرَبِيَّة
والتبقى دوماً عَرَبِيَّة ، إسْلَامِيَّةٌ ، مُحَمَّدِيَّة . .
فليعلو صوتَ الحكماءِ
واليصدحْ حرفَ الشعراءِ
وَالْعُلَمَاء والكرماء . .
فَعَلَى رَأْيِه فَخْر الْأُمَّة
فلتجتمع الْيَوْم الْأُمَّة
لتزيح بمنهجه الْغُمَّة
فآذانُ الْحَقّ يناديكم
قَدْ عَادَ يُنَادِي مَنْ يَسْمَعُ
وطيورٌ بِالْحَبّ تَغَرَّد
وطبولٌ بِالْوَحْدَة تُقْرَع
مِن فلسطين إلَى بَيْرُوت
ودمشقٍ والفرات شمسٌ إذ تسطع
وأذانٌ فِي مكةِ يصدح
جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ
أَنَّ الْبَاطِلَ لَا لَا يَنْفَعُ .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.