ترجمة الدكتور عبد الله النقشبدى الأربيلي
الدكتور عماد ستار عمر
ترجمة الدكتور عبد الله النقشبدى الأربيلي
الدكتور عماد ستار عمر
يمكنكم الاطلاع على الكتاب أو تحميله من الرابط التالي:
كتاب: “رؤية جديدة للإجماع عند الدكتور عبد الله النقشبندي الهرشمي الأربيلي”
فيه مطالبان:
المطلب الاول: اسمه ونسبه وأسرته وطلبه للعلم
هو عبد الله بن مصطفى بن أبو بكر بن محمد الهرشمي ولد في عام (1925م) في قرية هرشم [1] [2].استوطنت أسرتهم قديماً في القرية المذكورة وكان لهم فيه مسجد ومدرسة، وعائلتهم من العوائل العريقة التي اهتمتْ بعلوم الدين والأدب، وكانت قرائح طلاب العلم تشرئب إليهم لفهم أمور الدين وإقامة شرائعه فقد جذبوا بطيب أخلاقهم الناس للتبرك بقدسيتهم، وكان أكثر أفراد أسرتهم قد سلكوا طريق العلم والمعرفة، وصار يسير على درب الآباء في خدمة العلم والأدب، وتذوق الشعر والنثر، وقد كانت تدور في مجالس هذه الأسرة المسائل الشرعية والقضائية مع المطارحات والمساجلات الأدبية والأخبار والنوادر، ولهم مكتبة زاخرة بأمهات الكتب.[3]
طلبه للعلم:
إن أربيل كانت مدينة علم وأدب و تغص بالمدارس والمجالس يتبارى فيها الجمع في المطالعة والتحصيل والتأليف ونظم الشعر باللغات العربية والفارسية والتركية والكردية، وكانت إحدى هذه المدارس في جامع الشيخ مصطفى النقشبندي، في هذه المدرسة فتح الدكتور عبد الله عينيه على الحياة، وتربى على يد والده في خانقاه بأربيل، وبدأ الدراسة عنده، وقرأ عند ملا إسماعيل السوسي، وقرأ منظومة القزلجي عند الأستاذ ملا سيد مردان، وذهب إلى جامع الشيخ نورالدين على طلب أبيه للدراسة عند الشيخ الفاضل العالم الأستاذ الملا صالح الكوزبانكي، وقرأ عنده كتاب الكافية لابن الحاجب في علم النحو، وكان ذا ذكاء وفطنة، أكمل العلوم الشرعية عند والده.
وبعد ما زار (عبد الإله)[4] وصي عرش الملكي في العراق مدينة أربيل، طلب من والده أن يذهب عبد الله معه إلى بغداد، لذكائه وفطنته، وافق الشيخ الوالد على طلب الوصي، وذهب الدكتور عبد الله معه إلى بغداد العاصمة، وذلك الحدث في حياة الدكتور له أثر على تطلعاته ومستقبله، حيث عُيّن رئيساً لمكتب الملك ثم أرسل إلى جامع الأزهر وحصل على شهادة الماجستير، ثم أرسل إلى بريطانيا وحصل على درجة الدكتوراه في القانون مع شهادة الدبلوم في الاقتصاد، وبعد ذلك رجع إلى بغداد.
بدء مرحلة جديدة من حياته وهى مرحلة العطاء العلمي والفكري والروحي حيث بدء بالتدريس أستاذاً محاضراً في جامعة بغداد وأستاذاً دائماً في الجامعة المستنصرية.[5]
المطلب الثاني: صفاته وعطاءاته ووفاته
صفاته:
كان الدكتور عبدالله عالماً فاضلاً ذكياً حليماً بشوشاً حلو الكلام فصيح النطق، لا يداهن الأمراء وأهل الدنيا، متواضعاً لأهل العلم، وفياً محباً لأصدقائه وأصدقاء والده، خبيراً بعلوم الكتاب والسنة النبوية، شاعراً في العربية والكردية، ناثراً رقيق الطبع، لغويا مخضرماً، مؤرخاً موضوعياً، عارفاً بمصطلحات العلوم الجديدة والقديمة، يستفيد منه العوام والخواص، لا يغتاب أحداً، مجلسه مجلس العلم والأدب، يجلّ العلماء، ويكرم أهل الفضل، ويثني الخير على من سبقونا بالإيمان.[6]
عطاءاته الفكرية والإدارية:
بعدما رجع الدكتور من لندن كما أشرنا من قبل وحصل على الدكتوراه في القانون بدأ أيضاً بعطاء عملي حيث تقلد مناصب عدة منها: عمل مدة من الزمن في ديوان التشريفات الملكية ومديراً للمالية العامة سنة (1959 إلى 1972م)، وكان من مؤسسي المجمع العلمي الكردي في بغداد سنة (1970 إلى 1972م) مع توفيق وهبي والدكتور كوردوف من الاتحاد السوفيتي.
وأسس ديوان الرقابة المالية والدراسات العليا للمحاسبة القانونية بجامعة بغداد، وتولى في الخدمة العامة في الأعمال التالية:
- عضو مجلس إدارة البنك المركزي.
- عضو مجلس الخدمة العامة مراقب الحسابات العام وزير المالية.
- وزير الاقتصاد.
- رئيس مجلس الرقابة المالية.
مؤلفاته:
إن للشيخ مع ما قدمه من أمور عملية قدم بقلمه النيّر وفكره الفاتح وتجربته العميقة المبنية على ما رآه من حضارة الشرق والغرب عدة مؤلفات في غاية الروعة منها:
- الرقابة المالية.
- علوم أصول القانون.
- الحق والقانون.
- الحرية الجامعية.
- المقتطف.
- المقتضب.
- نفحات الحيات (ديوان شعر).
- وانشق القمر.
- الرفيق الأعلى.
- معالم الطريق.
- البرد النضير لسمفونيات شكسبير.
- أمجاد الأكراد.
- (دةستة كول) باقة الورد ـ ديوان الشعر.
توفي رحمه الله (8/11/2000م) في أربيل ودفن في جوار أبيه في مقبرة خاصة بأهلهم بجامع شيخ مصطفى، وله أربعة أبناء، وهم:
- الدكتور حسن النقشبندي متخصص في الأمعاء.
- الدكتور فائق متخصص في الأشعة، ونائب عن أبيه ويعيش الآن في الأردن.
- الدكتور محمد وهو أيضاً طبيب مشرف للمسجد وخانقاه.
- الأستاذ عمر وكان الشيخ عبد الله وحيد أبيه رحمه الله[[7]].
[1] قرية تابعة لناحية صلاح الدين قضاء شقلاوة التابعة لمحافظة أربيل، تبعد عن أربيل حوالي (20) كيلومترا.
[2]– حياة الأمجاد من العلماء الأكراد، طاهر ملا عبد الله، دار ابن حزم، ط1، (1436هـ ـ 2015م)، )2/151(.
[3]_ ينظر: الدكتور عبد الله النقشبندي حياته وأدبه، الدكتور عثمان أمين صالح، مكتبة التفسير، أربيل، ط1، (1429هـ ـ 2008م)، ص5.
[4] – أمير هاشمي، الملك علي بن الحسين ملك الحجاز. ولد في الطائف سنة(1913م) تولى الوصاية على العرش العراقي بعد وفاة ملك غازي (عام 1939م) فانتهج سياسة موالية لبريطانيا، حتى إذا بلغ ملك فيصل الثاني سنّ الرشد، أسندت إليه ولاية العهد(1953-1958) لقي مصرعه في انقلاب عسكري الذي قاده عبد الكريم قاسم سنة(1958م). ينظر: موسوعة الأعلام: عزيزة فوال بابتي، 3/57.
[5]– ينظر: حياة الأمجاد من العلماء الأكراد، طاهر ملا عبد الله، (1/151)؛ والدكتور عبد الله النقشبندي حياته وأدبه، الدكتور عثمان أمين صالح، ص6.
[6]– حياة الأمجاد من العلماء الأكراد، طاهر ملا عبد الله، 1/152.
[7]-المصدرالسابق، (1/152).