منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

الدكتور مصطفى أبو السعد ضمن برنامج سفراء المكارم دورة فطرة 2023م في تأطير لورشة “التواصل مع الأبناء”

دة. فاطمة سويطط

0

الدكتور مصطفى أبو السعد ضمن برنامج سفراء المكارم دورة فطرة 2023م

في تأطير  لورشة ” التواصل مع الأبناء”

تقرير:  دة. فاطمة سويطط

مساء يوم السبت 20 ماي 2023م، وعلى الساعة السادسة بالتوقيت الدولي، نظم المركز الدولي للقيم الإنسانية والتعاون الحضاري عن بعد، وفي إطار الأنشطة الرئيسية لبرنامج سفراء مكارم-2- دورة فطرة 2023، ورشة من تأطير الاستشاري التربوي الدكتور مصطفى أبو السعد وتسيير الأستاذة عتيقة كنهاني من الجزائر  في موضوع التواصل مع الأبناء.

افتتح الدكتور أبو السعد مداخلته بالتنويه بهذه المبادرة المتميزة للمركز، وباختيار موضوع القيم والفطرة الذي تجتمع عليه الأمة من كل البلدان، مؤكدا أنه اختيار موفق، موضحا أن التواصل هو فن التربية التي لا تتحقق إلا بالتواصل.

وقد أوضح، وهو المتخصص في الاستشارات الأسرية، أن العلاقة بين الآباء والأبناء لا تحيد عن ثلاثة أنواع، حددها كالآتي: علاقة الإطفائي، وعلاقة المروض، وعلاقة المربي.

وقد ابتدأ كلامه بسؤال جوهري  طرحه على الآباء ليحددوا أي نوع من الآباء هم؟

1 – الإطفائي: وضح د أبو السعد بأن الإطفائي كما هو معلوم هو ذاك الرجل الذي تدرب  على التدخل السريع في الحالات الطارئة، وهذا شأن الآباء الذين يظنون أن مسؤوليتهم تنحصر في توفير الإعاشة من المأكل والملبس ومتطلبات العيش الأخرى، وحين تحصل مشكلة أو يقع طارئ ما، يتدخل الأب أو الوالدان معا لحل المشكلة بما يعرفان، أو يطلبان المساعدة والاستشارة من المعارف. ويقول الدكتور أبو السعد أن أغلب الرجال يميلون إلى هذا الحل وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا ويؤدون دورهم كما يجب، وقد أورد المحاضر بعض التجارب بحكم تخصصه ودوره الاستشاري في مجال التربوي معلنا أن هناك من الآباء من لا يتدخل في تربية ابنه حتى سن المراهقة، ومنهم من لا دور له داخل البيت ،بل يلقي على الزوجة مسؤولية الأبناء، وصنف ثالث يعتبر نفسه قائدا والزوجة مديرة داخل محيط الأسرة. وقد نبه الدكتور أبو السعد أن الأسرة ليست مؤسسة أو إدارة تدار بنفس الأسلوب بل هي محضن تربوي قبل كل شيء.

2– المروض أو السائس: وعرف الترويض بقوله: ” الترويض هو فلسفة للتواصل مع الآخر على اعتبار أن الإنسان خلقه الله تعالى وسخر له الكون، وكرمه في جميع الشرائع وفضله على جميع المخلوقات، وعلى اعتباره حيوان عاقل ناطق له بعض المميزات، وهذه صورة الانسان في الغرب.

وباختلاف الصورتين للإنسان تختلف العلاقة بين الآباء والأبناء، ففي الغرب يستعملون وسيلة الترويض لإخضاع الأبناء وجعلهم سلسين منقادين ليس لهم أنا، وأشار الدكتور إلى أن أصعب شيء هو القضاء على أنا الطفل الذي يتشكل ما بين عام وثلاث سنوات، وهي وسيلة يرتاح لها الآباء، ولا يشعرون أنهم يدمرون شخصية أبنائهم، وتختلف أساليب الترويض ما بين العنف والحرمان والعقاب والمكافأة …   ونسبة كبيرة ما بين سن السادسة عشر والواحد والعشرون يتمردون بشكل كبير على آبائهم، ويكونون دائما خاضعين وتابعين لا رأي لهم ولا مواقف.

وحذر المحاضر من مزلق التعامل مع الأبناء على أساس أنهم دلافين مروضين كلما أتقنوا الترويض كوفئوا، لأن الفارق بائن بين غرس القيم والترويض. كما نبه إلى أن المروَض قد ينتقم إذا أتيحت له الفرصة.

3– المربي: مشيرا إلى أن عظمة الاسم تأتي من التربية، ومضيفا بأن مناط الدعاء للوالدين هو التربية الصالحة، قال تعالى: ” وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا” فالتربية شرف وأي شرف للمربي.

وقد لخص الاستشاري التربوي أبو السعد علامات المربي التي بها يتميز عن الإطفائي والمروض وحصرها في ثلاث:

1 – علاقة إيجابية بالأبناء مبنية على المحبة والرحمة والحلم والرأفة والحكمة، علاقة مبنية على الرقي والسمو بعيدة كل البعد عن العقاب والتهديد والانتقام والصراخ والسخرية والتنقيص وغيرها من المدمرات، مشيرا أن هذه سنة قرآنية لا تحابي أحدا، قال تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضوا من حولك) وأوضح أن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يتصف بخصال أربعة، ولا بد للمربي أن يتصف بها وهي: الرأفة والرحمة والحلم والحكمة، وهي تتعارض مع الصراخ والانتقام الذي يضيق الصدر به ،والشماتة تؤذي، قال أنس رضي الله عنه  حاكيا عن تعامل الرسول الحليم صلى الله عليه وسلم  (لم يقل لشيء فعلته لم فعلته …).

2- التعامل بعقلية المربي:  لأن المربي يرى السلوكيات المزعجة أعراضا يجب البحث لها عن حلول لمعالجتها، وتصحيحها من أصلها، وليست مشكلات في الأصل.

3– قوة الشخصية: وهي غاية مغيبة عند الكثير من الآباء، فالتربية على قوة الشخصية تسبق التربية على الصلاح مع الضعف، لأن وقت التربية على القوة محدود، ما بين السبع سنوات وأربعة عشر سنة، بينما الصلاح يأتي في أي وقت مع هداية الله تعالى وتوفيقه، لأن القوي قادر على اتخاذ القرارات في حياته، وقادر على تحدي الصعاب التي تواجهه، هو مستقل الإرادة مبادر، مقتحم، صامد، واستدل بقول ابنة سيدنا شعيب عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام (يا أبت استأجره، فإن خير من استأجرت القوي الأمين)

وختم المحاضر د مصطفى أبو السعد مداخلته بالإشارة إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعرف أن في أمته ضعفا، فكان عليه السلام يدعو قائلا: (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)

وشدد  في الأخير على أن هذه السمات والمميزات الثلاث هي التي يجب التعامل بها في علاقة الآباء مع الأبناء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.