بين نستطيع ونسطيع
بقلم: زهرة سليمان اوشن
بين تستطيع وتسطيع مسافة لخصتها بجدارة التاء الزائدة في ( تستطع عن تسطع )
وهي مسافة في الزمان ليست قصيرة
وربما أيضا في المكان طويلة
وراءها انتقال كبير في معارج النفس
وسبر لخلجاتها واكتشاف لجزرها التي ربما عزلتها بحار
الهموم وجبال الأحزان التي تجتاح جغرافيتنا وتمتد في ذواتنا
وذاك الانتقال من حال إلى حال
يحتاج إلى رحلة وربما رحلات
فيها حركة وكفاح
علم وعمل
صبر ومثابرة
جد واجتهاد
نجاح واخفاق
صعود وهبوط
وتحتاج تلك الرحلة إلى ..
نظرة شمولية لتلك الأحداث التفصيلية
وأنوار يقينية لفهم أبعاد القضية
وهي رحلة لا تخلو من المشاق ولكنها لا تخلو من اللذة أيضا
فيها غوص عميق في تقلبات الأحداث وسنن التاريخ ومآلات الأمور
لنصل إلى يقين يجعلنا ندرك الزوايا المختلفة لما يمر بنا
فننسجم مع واقعنا ونرضى بأقدارنا .
ونرى الصورة بكل أبعادها ونشاهد اللوحة جميلة بظلالها.
فإذا ونحن وصلنا إلى هذا المقام
نبصر داخل الضيق فرجا
وفي المحنة منحا
ومع العسر يسرا
ونجد في النقص كمالا وفي الخرق جمالا
محطات هي
ومراحل هي
وتقلبات هي
مع أمواج النفس وتغيرات الزمن
تحتاج الى بصيرة ثاقبة
تخرق حجب الحاضر وتعتبر من دروس الماضي
وتقرأ الكون قراءة تدبرية واعية
فتلتمس حكمة الله في ما جرى ويجري
وترى أفاقا مشرقة لمستقبل قد يكون حاضره مؤلما
وعندها …
يحلو المر وينجلي الهم
ترتاح النفس وتعلو الهمم
فما تم هناك إلا الرضا
ولا يكون القول إلا
الحمد لله رب العالمين
ولا يكون العمل
إلا شكرا لمولانا الكريم
فنحيا في ظلال
تجليات حكمة الله وروعة تدبيره
وعندئذ …
ستختفي آهات موجعة
و تاء ثقيلة
وسنعبر من
لا نستطع عليه صبرا
إلى
نسطع عليه صبرا