إلى المتشدد الذي بداخلنا….
إلى المتشدد الذي بداخلنا..../ هشام شرنوبي
إلى المتشدد الذي بداخلنا….
بقلم: هشام شرنوبي
يريد من العالم أن يصبح بعصا سحرية كما يراه هو.
لكن العالم حوله لا يوافقه فيغضب ويعنف.
يريد من كل فتاة أن ترتدي الحجاب فيبقى عدد من لا يرتدين الحجاب أكبر….عدد لا يناسب تطلعاته فيضطرب ويقسو على الأخت والجارة ومن يشاركهن المهنة أو ضرورات الحياة.
يزداد في حيه من يتعاطون المخذرات وكل العادات السيئة فيراهم خارج الملة يجب مقاطعتهم. يقطع صلة رحم ليسلم في مخيلته من الهلاك.
إن كان أمثال هذا نماذج متطرفة فقد يبقى بكل منا رواسب عالقة بالنفوس والعادات ما نشدد به على إخواننا وأخواتنا أو أبنائنا وبناتنا.
قد تكون محجبة لكن ٱنشغالنا بالآخرين أكثر مما ننشغل بأنفسنا يدفعنا لمتابعة مدى تطابق لباسها مع اللباس “الشرعي”…..هل يغطي الأذن أم لا ؟….إنها تضع بعض ما يزين لباسها أكثر مما يلزم….
لا يزيد الناس كل هذه الوصاية على حياة الناس إلا نفورا من الدين.
ما ٱهتدى الصحابة والصحابيات إلا حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحبا لٱتباعه….ما أمر لجنة أن تقتفي أثر الناس ليتأكدوا أن الأوامر طبقت ولم يتم خرقها.
أن تحب الناس دون شرط هو سر الدعوة وبداية تحطيم العوائق بين الناس….
أن تحب إبنك أو إبنتك مهما كانت أحوالهم أو التجارب التي يمرون منها. فإنهم حين يلمسون أن حبهم مشروط بٱمتثالهم لضوابط معينة فإن لذلك أثرا بليغا على الثقة واللجوء إليك حين تظلم الدنيا في أعينهم….قد يلجؤون حينها لمن يبدون لطافة القول وحفاوة الإستقبال لكنهم يخفون مصيدة قد تكلف الكثير.