مسافر عبر الزمن (خاطرة)
بقلم: محمد فاضيلي
أسافر عبر الزمن، على غير رغبة مني ولا أمل.. أتيه في الدروب والأقبية ..
أجوب الليالي المقمرة والمظلمة في عرض الفيافي والصحاري والقفار..
أبحث في نفسي/ صحرائي الفسيحة عن واحة ظليلة تسكن فيها الروح وترتوي من دمائها العروق..
أعانق القمر المنير والشمس الحارقة.. تضمني الأرض اليباب ويعطرني التراب..
ألتحف اوراق الخريف في كهف العراء وأستنشق عبق الأديم..
ينكرني الليل بصمته وغلسه الرهيب..ويغشيني النهار بموج التيه وهنات الانكسار..
يوهمني السراب ببريق الرواء ووهم الانتصار.. نخيل الروح يقتله الظمأ، وتعصف بجريده الرياح..نخيل عبثت بثماره الذئاب وجوفت جذوعه القوارض..
مسافر بغير وجهة ولا هدف..يتقاذفني الموج من كل جانب، وتعصف بشراعاتي البائسة تقاريع الرياح..
أسير إلى حيث لا أشتهي، وأنا أسير حكاية غازلها الزمن، وصاغ أحداثها الوثن، وبدل فيها الاماني بالفتن، ودنسها بخضراء الدمن، وحول افراحها إلى محن وإحن وشجن، وسلب منها الحبكة والمتعة والنضارة فتنكر لها أبناء الوطن، ورموها بأبشع النعوت واصابوها بالوهن..
ما الذي يحدث لي!؟
أأنا في حلم ام هي الحقيقة!؟
ام إن المرارة قد أفقدتني السليقة، وغيرت لأدبي طريقه!؟
أم أن العمر قد فقد بريقه، والنفس قد نافستها الوثيقة، وضلت عما كانت تشتهي من أحلام أنيقة، وتنتج من أفكار عميقة!؟