منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

الخلاص….

الخلاص.... / محمد عناني

0

من هناك.. اِبتهلي…
فما نسيت الوصيةَ يا والدتي.. أن أنسجَكِ وأنسُجَني روايةً نسجَتْها الأيام..
فقط يُلِمُّ بي كدرٌ غامضٌ في الروح.. وأحيانا إرهاق مفاجئ. لا يهم؛ لقد عشت ورأيت.. ولا شيء يستحق العناء.
قولي لي يا أمي؛ هل سألتقي بك، أم فقط، سأتحرر من كينونَتي المتعبةِ والإنسانية!!
أيكون هذا هو سرُّ شغفي بالأدب!.. هو بدوره حضن يا أمي.. ملاذٌّ لمن نُذِرَ له.. حاولت الرسمَ غضّاً صغيراً ولم أفلح.. حاولت أن أعزف ولم أتعلمِ العزف. لكني رسمت بالكلمة.. وبها غنيتُ ألمي.. وبها تحررت من قيودٍ قُدِّرت.
تعبت من صخب المدن. الآن ألجأ إلى الأرياف الضاحكة.. وتوقظُ مباهج عذبةٌ جسديَ ليحتفل.. وروحي لتغني..
هكذا أتحرر من كل قيد يُغَلِّلُني.. من كل ذكرى تحزنيني.. ومن هذا الليلِ الطويلِ الذي يُطَوِقُ المدينة..
فهل صحيحٌ أن المرض يُكْسِبُنا يقظةً زائدَةً في الكينونة!..
إذا صحَّ القولُ فلهذه الكلمات التي أخطها الآن معنًى، وإلا هي مجردُ هذياناتِ حمى طارئة.. فلا أملك إلا الاِعتذارَ لقارئ مرَّ من هنا وعبَر..
تدركين الآن السبب؛ المسافة لازمةٌ لنسج رواية.. الهدوء.. واحترام الشخوصِ والشخصيات..
الآن وأنا في هذا الحال.. أكتب بالحال..
أجلس وحيداً.. هنا في هذا الصمت.. تمضي الساعةُ
تلو الساعة.. واليوم بعد اليوم.. وتدفن كلُّ ليلةٍ الليلةَ
التي خلت.. وأنا أنبش في الزمن الضائع عن مأوى..
وأنتظر.. لعل شمساً تشرقُ.. أو نجمةً تهبط من السماء..
أو ( لعل مخلصا رحيما يقبلُ..)

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.