قصر لا كالقصور (خاطرة)
بقلم: محمد فاضيلي
أيها القارئ الكريم،
تمهل..
إنك في الجمهورية العالمية، التي أسقطت كل الحدود وكل السلط، ووضعت لنفسها دستورا يلغي جوازات المرور والسفر، كما يلغي كل المفاتيح والحرس.. كل المواطنين فيها متساوون في الحقوق والواجبات، متألقون في الإبداعات والإنتاجات، كرام في المبادئ والمكارم والأخلاق.. يدعون الجميع للوقوف أمام عتبات الأبواب، والنهل من الموائد الفكرية والعلمية والأدبية النيرة الدسمة..
فيا طالبا للحق، راغبا في المعالي..
رويدك..
امتطِ براقك وحلق في الفضاء الرحب، المترامي الأطراف، واستمتع بجمال القصور وفتنة الحدائق، وعذوبة السواقي..
ولتعلم أن القدر يخبئ لك مفاجآت عظيمة، وهديا ثمينة..
إنك تقف أمام قصر لا كالقصور، وحديقة لا كالحدائق، قصر من ذهب وفضة، غرفه وصالوناته من زجاج بهي الألوان، مؤثثة بأفخر وأجمل الأثاث، ومزينة بأغلى وأغرب التحف، تثير في الإنسان شهوة الولوج والاقتحام، ولذة الفضول والاكتشاف، إنه قصر غني عزيز، فكر راق سليم، اختيارات ومنشورات غنية ومثيرة، حوارات سامية، مع ثلة من خيرة العلماء والأدباء والمثقفين، تستوقف المار، وتجذبه بسحر لايوصف، وتدفئه بحرارة وحرية ، خواطر شاعرية رقيقة، تجلب القارئ بسموها وسلاستها، وعذوبتها، اختيارات عبقرية، تسيل اللعاب، لا يشم فيها رائحة تمذهب أو تعصب، ولاانتماء إلا للإنسان، والأمة والحضارة، والدين الإسلامي العظيم.
تبوا الحديقة الخلابة، استمتع بسحر المكان، وعذوبة الكلم، عطر الورود الذي يسكر العقول ، وشذا العصافير الذي يطرب القلوب، والألوان الزاهية التي تهز الأنفس، تسلل إلى الغرف الحصينة، استنر بما يعرض من تحف، ستتمنى لو أنك شهدت بناءها، لبنة لبنة..
لا تترك بابا إلا طرقته، ولا ناحية من أنحاء القصر، إلا وضعت قدمك بها.
إنك تملك من العزيمة والقوة والصبر، ما يجعلك قادرا على فتح كل الأبواب، ودخول كل الغرف، بلا إذن ولاسابق إشعار..
أنت في الجمهورية العالمية، قادر على النهل من كل الموائد، والتمتع بماشئت من تحف، ما دمت قد وجدت ضالتك، ووقفت ببابها المشرع على كل الابواب وكل الاتجاهات..