عمر المختار…… الأسد الشيخ
أحمد الجمال
نحن لن نستسلم ننتصر أو نموت
سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التى تليه أما أنا فإن حياتى ستكون أطول من حياةِ شانقى.
“إن الظلم يجعل من المظلوم بطلاً، وأما الجريمة فلا بد من أن يرتجف قلب صاحبها مهما حاول التظاهر بالكبرياء”
هو عمر بن المختار بن عمر ، قائد عربي مسلم قاوم القوات الإيطالية منذ دخولها ليبيا وكان عمره 53 عاماً خاض على أرض المعركة أكثر من عشرون عاماً, كان يعمل معلماً للصبيان قبل أن يقود الحركة الجهادية ضد الطليان، قبض عليه في 11 سبتمر 1931 بعد سقوطه من حصانه وفي 16 سبتمبر من نفس العام تمت محاكمته بالاعدام وما كان رده الا (إنا لله وإنا إليه لراجعون)
عُرف بشيخ المجاهدين، واجه العدو وشارك فى كفاح الشعب الليبي ضد العدوان الإيطالي، تحدى الصعوبات وشكّل جيشًا خطته قهر العدو وإفشال مخططاته للانتشار فى ليبيا ، إنه عمر بن مختار بن عمر المنفى الهلالى، المولود فى 20 أغسطس 1858م والمشهور باسم عمر المختار.
بدأت رحلة جهاده ضد الإيطاليين، في 1911م وكان يبلغ من العمر حينها 53 عامًا، وفي مثل هذا اليوم الموافق 11 سبتمبر 1931، وقع في الأسر، حينما ذهب بصحبة عدد من رفاقه لزيارة ضريح الصحابي رويفع بن ثابت بمدينة البيضاء، فشاهدتهم وحدة استطلاع إيطالية، وكانت تضم فصائل من الليبيين والإرتريين وبعد مطاردتهم ، قاموا بالاشتباك معهم و أُصيب عمر المختار وجُرح حصانه .
في 16 سبتمبرعام 1931 قامت سلطات الاحتلال الإيطالي في ليبيا بإعدام الشيخ عمر المختار البالغ من العمر آنذاك 73 عاما شنقا بعد محاكمة صورية.
وكان الهدف من إعدام عمر المختار إضعاف الروح المعنوية للمقاومين الليبيين والقضاء على الحركات المناهضة للحكم الإيطالى، لكن النتيجة جاءت عكسية، فقد ارتفعت حدة الثورات، وأصبح عمر المختار أيقونة شعبية عربية، وانتهى الأمر بانتصار الثورة وزوال الاحتلال الإيطالى.
وكان محمد عمر المختار النجل الوحيد للمجاهد الليبى المعروف عمر المختار الذى قاوم الاحتلال الإيطالى فى بلاده لمدة عشرين عامًا، قبل أن يقوم الاحتلال بإعدامه، حيث يعد الشيخ محمد آخر حاملى لقب عمر المختار، والذى لم ينجب أبناءً من ابنة عمه، عزة الفيومى عام 1942، ثم توفيت وبعدها، تزوج عام 1964، من فاطمة الغريانى، ورزق منها بأولاد، لكنهم ماتوا صغارا، ليبقى الوحيد الذى يحمل نسل عمر المختار، بعد وفاة أخيه وجميع أقاربه.
ولم يحزن حين برر ذلك للصحافة يوماً بقوله: «لعل اسم عمر المختار لا يحتمل أن يوضع أمامه أحد سواىء».
ويذكر أنه فى عام 1927، حين كان عمر «محمد» 6 أعوام، هاجر برفقة الأسرة إلى مصر، برغبة من والده شيخ المجاهدين، ليتفرغ الأب للقتال والحرب. وقضى فى مصر 18 عاماً أقامها بمنطقة «الحمام» وتنقل مع أسرته ما بين سيدى برانى ومطروح والإسكندرية وغيرها من المناطق المجاورة، وتلقى تعليمه فى مدرسة الشاطبى بالإسكندرية، وهناك جاءه خبر إعدام أبيه.
من أقواله
نحن لن نستسلم ننتصر أو نموت.
سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التى تليه أما أنا فإن حياتى ستكون أطول من حياةِ شانقى.
إن الظلم يجعل من المظلوم بطلاً، وأما الجريمة فلا بد من أن يرتجف قلب صاحبها مهما حاول التظاهر بالكبرياء.
إن الضربات التي لا تقصم ظهرك تقويه.
من كافأ الناس بالمكر كافأوه بالغدر.
يمكنهم هزيمتنا إذا نجحوا باختراق معنوياتنا.
لئن كسر المدفع سيفي فلن يكسر الباطل حقي.
نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلنا الواحد بعد الآخر، ولا نسلم أو نلقي السلاح.
إنني أؤمن بحقي في الحرية، وحق بلادي في الحياة، وهذا الايمان اقوى من كل سلاح.
نحن لا نبخل بالموجود ولا نأسف للمفقود.
إننا نقاتل لأن علينا أن نقاتل في سبيل ديننا وحريتنا حتى نطرد الغزاة أو نموت نحن، وليس لنا أن نختار غير ذلك، انا لله وانا اليه راجعون.
إن السبابة التي تشهد في كل صلاة أن لا إله إلا الله وإن محمداً رسول الله , لا يمكن أن تكتب كلمة باطل.
إن وقوعي في الأسر بكل تأكيد بأمرٍ من الله وسابق في علمه سبحانه وتعالى، والآن أنا بين يدي الحكومة الإيطالية الفاشستية وأصبحتُ أسيراً عندها والله يفعل بي ما يشاء. أخذتموني أسيراً ولكم القدرة أن تفعلوا بي ما تشاؤون، والذي أريد أن أقوله بكلّ تأكيدٍ لم أفكر في يومٍ من الأيام أن أسلم نفسي لكم مهما كان الضغط شديداً. لكن مشيئة الله أرادت هذا، فلا رادّ لقضاء الله (عند أسره على أيدي الإيطاليّين).
الحكم حكم الله لا حكمكم المُزيَّف، إنا لله وإنا إليه راجعون (مبتسماً، عند سماعه الحكم عليه بالإعدام شنقاً).
تلى على منصّة الإعدام آيات: “يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضيةً مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي”.
خطابات
في مرة من المرات هاجم الإيطاليون إحدى القرى التي كانت تدعم المجاهدين، فأرسل مشايخها إلى عمر المختار يحتجّون مطالبينه بالاستسلام أو الهجرة إلى مصر، فعقد اجتماعاً من قادة الجهاد بعده أمر خادمه بجلب المصحف وأقسم عليه:
إخواني وحق كتاب الله هذا النصر لنا لا ريب فيه، ولكني لا أستطيع إخبراكم على أنني سوف أحضره أم لا، الله هو الذي يعلم وأنا عمري ثمانون عاماً وهذا جرحي في رجلي من حرب الفرنسيّين، وأقسم لكم بالله على أنني لن أذهب إلى مصر ولا أتحرك من الجبل الأخضر حتى الموت أو النصر. وأشهد الله عليكم إنكم في حل من الذهاب إلى مصر أو تسليم أنفسكم للعدو أو الاستمرار معي في جهاد العدو.
في أحد الاجتماعات مع الإيطاليين قال أحد الرُسل أن يُغري عمر المختار براتب شهري ومنافعه تمنحها له إيطاليا وإقناعه أن جهاده ينافي مبادئ دينه الإسلام بقوله “إن شريعة الإسلام لا تسمح لكم بهذه الحرب التي لا طاقة لكم بها وإن نبيكم لا يسمح لكم بمقاومة الدولة التي لا تقدرون عل مقاومتها!
ودائماً وأبداً…. سنحيا بالأمل في الله….. سنحيا بالعلم….. سنحيا بالكفاح….. سنحيا بالتسامح…… سنحيا بالإبتسامة الجميلة.