منار الإسلام
موقع تربوي تعليمي أكاديمي

“أجمل”رواية حول الأم 

"أجمل"رواية حول الأم /عبد الهادي المهادي

0

“أجمل”رواية حول الأم 

بقلم: عبد الهادي المهادي

1 ـ رواية الأمّ للروسي مكسيم غوركي (1868 – 1936)، من أشهر الروايات وأكثرِها مبيعا، ولكنّها ـ مع ذلك ـ لم ترقني؛ فكلّ ما يمنحُ العملَ الأدبيّ قيمتَه ونضجَه ضعيفٌ فيها: البناء والجماليات والأسلوب، وفي مثل هذه الحالات: العاطفة الجياشة. لقد نالتْ “قيمتَها” من رؤيتها، ولكن تلك الرؤية لم تَعدْ تَستهوي أحدا؛ أقصد الواقعية الاشتراكية.

أما رواية الأم للإيطالية جراتسيا ديليدا، الحائزة على جائزة نوبل عام 1926 فشيءٌ مختلف؛ فهي ليستْ رواية وقائع وأحداث، بقدر ما هي رواية تصوّرُ أزمةً نفسيّةً قاتلة تعيشها أم قسّيس، في قرية صغيرة، تخافُ على ولدها من الفضيحة. وقد استطاعتِ الروائيّةُ بسردِها الجميلِ أن “تَخلقَ” في نفسي الإحساسَ بحُرْقَة الموقف… فخِفْتُ بدوري منِ انكشافِ أمر ابنِها، تعاطفا معها حتّى لا ينفطر قلبُها أكثر ممّا هو منفطر… “المأساة” وقعتْ للأسف، ولكن بأسلوبٍ أموميٍّ مختلف.. !!

2 ـ “الأم” لجراتسيا ديليدا، حكاية مونولوج داخلي لأم ترى الفضيحة والضّياع متوجّهين بإصرار نحو ابنها الوحيد، الذي انقاد بالسلاسل ـ رغم تديّنه ومقاومته الشديدة ـ نحو الإغراء الذي قهره، فلا تجد أمام هذا “التحدّي” الأنثوي، الذي تَخبره جيدا، سوى الدّعاء، وقد انفطر فؤادها وهي تشاهد مستسلمة بأمّ عينيها زحف “الوحش” في اتجاه ولدها.

رواية تجعلك تتعاطف مع المخطئين، وتعمل جهدك أن تجد لهم عذرا.

رواية قرأتها صيفا بينما صاحبتني رمادية الخريف وحزنه، بل وتتقمّصني كلما تذكّرتها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.