ما عاد يتبعنا أحد..(خاطرة)
بقلم: محمد فاضيلي
بالامس تبعهم الغاوون، واليوم ما عاد يتبعهم أحد..
بالأمس كانوا في كل واد يهيمون، واليوم باتوا في وديان الهم هائمين!
بالأمس كانوا يقولون ما لا يفعلون، واليوم كممت أفواههم وما عادوا يقولون شيئا، وإن قالوا، ألبسوا قولهم رداء، ينوح محتشما، رثاء وبكاء ومدحا وهجاء ..قد فقدوا الشعر والشعور، والحس والإلهام والهيام!
اولئك هم الشعراء! فرسان الكلمة، صقور الحروف، عداة الظلمة، حماة الديار!
بحت حناجرهم وتفجرت صدحا بآلام ومآسي تنوء بحملها الجمال، فما وجدت حملا ولا حمالا..
لكن نظمهم جلجل في كل مكان، صائحا:
أين أنتم يا أتباع الشعراء، يا عشاق الكلم الموزون المقفى، والجرس الموسيقي الرنان..هاذي قصائدنا تهيم في الحاضر القاتم، تغني للزمان الأمجد، تغرد للمستقبل الأزهر، تصدح بالغد الأفضل..فاين الغاوي الهائم، المتلقي بنية التنفيذ!؟
ثم يترجح الصوت مرددا:
ما عاد يتبعنا أحد!
ما عاد يهتم بنا أحد!