هل مقدرٌ موتُ الرواية.. وخلود الشعر واللحن !!
هل مقدرٌ موتُ الرواية.. وخلود الشعر واللحن !!/ محمد عناني
هل مقدرٌ موتُ الرواية.. وخلود الشعر واللحن !!
محمد عناني
للتأمل والنقاش.. وليس للحسم.. لكم أيها الأصدقاء والمفكرين والأدباء
تنبأ بنهايةِ الرواية أكثر من كاتب ومن شاعر.. والحقيقةُ أن الحضارة كلما تقدمتْ تعقدتْ.. وتعقد معها الفرد.. الفرد الذي دائما هناك.. يسأل.. يرغب بفك غرابةِ العالم وهو غريب في وجوده.. ” الدزاين” بلغة هيدجر..الشعر.. اللحن.. الشذرة.. الإشراقة..تمضي بنا مباشرةً إلى جوهر الأشياء.. وتبوحُ بكثافة ولا تحتاج وسيطاً.
أصارحكم بنهاية الرواية وأنا أبكيها.. يا للمساحةِ الفسيحةِ التي تفتحها أمام الروائي!..
كل أشكال التعبير تتيحها؛ متعة الحكي ومتعة الفكر.. وحضورُ الشعر.. كل روايةٍ لها موسيقاها التي تخصها.. وقيمتها الفنية تأتي من أبعادها الكونية والإنسانية، في قالب الحكي الممتع..
وأنا أدعو خاصةً الروائين والمهتمين، للاِطلاع على روايتي الخامسة ( كرمة الصبار)..
لندعْ ( الحِرفيَّ يكرهُ الحِرفيَّ مثله).. لندع ( أنا) الأدب تواصل عظيم بين بني البشر..وأعدهم سلفاً بمتعةِ الحكي والغنى الفكري..
قال ألبير كامي؛ الكاتبُ هو أول ناقدٍ لعمله.
أقول هذا لعشقي الرواية.. لكنني بحدسٍ وتأمل عقلي أقول؛ لن تستمرَّ الروايةُ طويلاً..
اِزدهار الرواية، خاصة في القرن التاسع عشر، كان بسبب توافد القراء، مع اِنعدام كل وسائل الترفيه والتواصل الحالية..
ولماذا نضيِّعُ وقتا في البناء.. والتعب، إذا وُهبنا فنَّ المُضِيِّ مباشرة إلى الجوهر..
قد ينج الحكيُ شعراً.. لكن ليس على شاكلةِ هوميروس كما أراد بورخيص..
لن ينتجَ شاعرٌ ملحمةً.. التكثيف مطلبٌ يمليه تعقدُ الحضارة وقلقُها..
لن يظهر فيلسوف جديد.. الفلسفة تفكيرٌ مفاهيمي..
والمفاهيم الفلسفية اِكتملت.. يبقى الاِجتهاد لا غير.. وتبقى الفلسفة العظيمة ملهمةً للشعراء وكما قال هيدجر؛ وحده الشعر العظيم يلتقي بالفكر العظيم..