حب كأنه الأمواج
بقلم: زيد الطهراوي
لقد وضع يديه و قدميه في ماء بارد فهو يعلم أنها تحبه من أول يوم تقدم فيه لخطبتها و بعد الزواج ترعرع الحب في قلبها و نضج و لقد آن الأوان ليعلو فوق طيبة زوجته و يشمخ بأنفه و هو يزعم أنها لن تعترض فهي مأسورة بحبه و القيود ثقيلة
صرخ بلا سبب فصبرت
غرس الأمواج العنيفة في بحر بيته الهادئ فصبرت
مال إلى التحدي و كأنه يفتعل العراك فقالت له: لا لن أصبر
فغادر بصمت من حياتي كلها
غضب و ظن من جديد أنها لن تصبر على فراقه و ستأتي ذليلة طالبة رضاه
مرت الأيام و لم تفعل
أرسل إليها قائلا: و تزعمين أنك تحبينني
قالت: كنت و لم أزل
قال: و هكذا يصنع الحبيب بحبيبه؟
قالت: أحبك و لكنني لم أحتمل ؟ أكل هذا الغرور لأنني اخبرتك بحبي لك؟ أكل هذا التطاول لأنني حولت حبي الصادق إلى أفعال تسعد قلبك ؟ غريبة هي النفس البشرية يا زوجي ؛ حين تحسن إليها تتطاول و حين تسيء إليها تتواضع
قال: و لماذا لا نرجع
قالت: لن نرجع كما كنا إلا إذا تغيرت و تخليت عن أنانيتك
أنت بحاجة إلى علاج عميق لتهدأ نفسك الثائرة على أحبابك
و افترقا ليعلم الحريصون على رجوعهم أن الحب لن يستمر إلا مع الصدق و البذل و العدل
الحب هو حدود يجب أن لا يتجاوزها المحبون
الحب هو واجبات و قواعد و حقوق
و لكن الكثيرين ينزلقون مع العواطف إلى قعر مظلم من الأنانية و الأثرة و جرح مشاعر المحبين