لن آكل البطاطس..(خاطرة)
بقلم: محمد فاضيلي
طبخت الأم البطاطس..وصنعت منها وجبة لذيذة وشهية..ثم دعت ولدها للمائدة..كان الولد قد مل الأكلة/ طعام الفقراء والمستضعفين اليومي آنذاك..كان يشتهي لحما وفواكه..بذلت الأم ما تستطيع من جهد لكي تقنعه بتناول الوجبة..لكن دون جدوى..فاستعانت بعدد من المعارف/الاصدقاء/الأعداء: العصا..النار..الماء..البقرة..السكين..الحداد..الحبل..الفأر..وكلهم رفض المساعدة إلى ان اهتدت للقط الذي قلب المعادلة وقبل أكل الفأر..وفي الأخير استجاب الولد/ خوفا من العصا وأكل البطاطس..
أحب الولد أكلة البطاطس واقبل عليها بكل شهية ونهم..
ثم مرت السنون والأعوام..وكبر الولد، وصار له بنون وبنات..احبوا مثله أكلة البطاطس
تذكر الولد/ الأب القصة القديمة، وترحم على الوالدة، وعلى الأصدقاء الذين اجبروه على أكل البطاطس وحببوها إليه..لكن ثمن البطاطس علا وغلا وارتفع وأصبح فوق الطاقة وفوق المتناول والمستطاع..
تنهد الأب وتفكر في الاستعانة باصدقائه لعلهم يجبرون الأبناء على الامتناع عن تناول البطاطس..بل كل الحضر..والتفكير في وجبات اقل تكلفة وثمنا..
جمع أبناءه على مائدة الطعام وبادرهم قائلا:
سأحكي لكم حكاية تعلمتها وأنا في مثل سنكم..
قال الولد لأمه: اطبخي لنا يا أمي اكلة بطاطس..قالت الأم: انا لن أطبخ البطاطس..قال الولد للعصا اضربي أمي..قالت العصا: أنا لا أضرب الأم..قال الولد للنار: احرقي العصا..قالت النار: أنا لا أحرق العصا..قال الولد للماء: اطفئ النار..قال الماء: أنا لا أطفئ النار..قال الولد للبقرة: اشربي الماء..قالت البقرة: انا لا اشرب الماء..قال الولد للسكين: اذبح البقرة..قال السكين انا لا أذبح البقرة..قال الولد للحداد: اكسر السكين..قال الحداد: أنا لا أكسر السكين..قال الولد للحبل: اشنق الحداد..قال الحبل: أنا لا أشنق الحداد..قال الولد للفأر: اقرض الحبل..قال الفأر: أنا لا اقرض الحبل..قال الولد للقط كل الفأر..قال القط: انا لن آكل الفأر حتى ينخفض ثمن الخضر..لن آكل الفأر حتى ينخفض ثمن الخضر..لن آكل الفأر حتى ينخفض ثمن الخضر..
وكان القط آخر أصدقاء الولد..
ولم تطبخ الأم البطاطس..