وصلني دعاؤك..(خاطرة)
بقلم: عطية معين
وصلني و أنا أشكو هموما لا يعلمها إلا الله ..
وصلني وأنا في أرقي و تفكيري و سهادي ..
في ظلمة الليالي الحالكات..توسد رأسي دعاءك، فانبريت لا ألوي على شيء مما كان في نفسي ..
وصلني دعاؤك.. في دياجير الظلام.. ظلام الغفلة و الهذيان ..
لامسته و أحسسته في قلبي بردا و سلاما ..
طمأنينة لفت روحي و اكتنفتها، فانتشلتها من بوارق الطغيان..
وصلني دعاؤك،.. و ماعلمته، و ما أخبرتني به .. لكنه تجلى كالشمس في واضحة النهار ..
وصلني دعاؤك.. فعبد طريقي الوعر، و ضمد جرحي الغائر،
و فك العقدة تلو العقدة ..
وصلني دعاؤك.. فزين يومي و أضاء ليلي .. و أشرقت بأنواره حياتي..
كتائه في صحراء، و مقاتل في بيداء .. آنس دعاؤك وحدتي وآمن روعتي و غير حالي من أسوأ حال إلى أفضل حال ..
و كأنني في هذه الدنيا و كذا الأخرى .. لا أملك سواه ..
كأنه الأمان الأخير الموصول بالجنة و طوق النجاة في هذه الفلاة..
لا تخبرنا الأمهات أن تسبيحهن دعاء .. و سكونهن دعاء ..و سكينتهن دعاء ..
و أنهن يعشن من أجلنا لأجل الدعاء ..
دعاء يحملك و يحمل عنك .. و يمنحك و يحميك..
سرا و جهرا يلم شعثنا دعاء الأمهات و الآباء ، و تستمر الصلة و لا تحبسها برازخ الموت عن رد المعروف و استمرار البر و دوامه ،
في تبادل للأدوار دون انفصالها، فيدعو الولد لوالديه و يستغفر لهما ..
فما أجملها من عبادة أزلية أبدية لا تعرف زمنا و لا مكانا ، تدثرها العناية الربانية ، فتجعل أسماها دعاء الأمهات ..و دعاء المسلم لأخيه عن ظهر غيب.