إذا رجعنا إلى خطبة الخصائص؛ ألفينا ابن جني يقدّمه بقوله: هذا كتاب «من أشرف ما صنّف في علم العرب، وأذهبِه في طريق القياس والنظر (...) وأجمعِه للأدلّة على ما أودعته هذه اللغة الشريفة: من خصائص الحكمة، ونِيطت به من علائق الإتقان والصنعة......
الواقع اللغوي يفرض بعض التراكيب ذات الطابع الخاص، لا تفسر دائما في ضوء نظرية العامل، وإنما هي تراكيب ذات ملامح خاصة. وبذلك كان تركيب " لا النافية للجنس" أنموذجا يندرج ضمن هذا الباب.
إنّ المقصود بعربية القرآن الكريم، أنه نزل بلغة العرب، ﴿وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌ مُبِينٌ﴾ فقد نزل على سبعة أحرف؛ جامعا بين لهجات القبائل العربية، نزولا عند رغبته صلى الله عليه وسلم نظرا لاختلافها
الناظر في مسارات العلوم الشرعية، لا بد أن يكتشف أن هناك حضورا قويا للغة العربية في مختلف مجالاتها، وهذا الحضور يؤكد حاجة العلوم الشرعية الماسة إلى اللغة العربية.