علينا وإلا لا تدورُ الدوائرُ
الكاتبة: صفية الدغيم
علينا وإلا لا تدورُ الدوائرُ
و فينا و إلَّا لا تَمرُّ الخَناجرُ
بُلينا بِما لا يُبتَلى فِيهِ غيرُنا
وما لم يُعاقَبْ فيهِ عاصٍ وكافرُ
وَحينَ ترانا لا نموتُ منَ الأسى
فما نحنُ أحياءً ولكن نُكابرُ
هجرنا بلاداً لا نُحبُّ فِراقَها
بشكرٍ جزيلٍ لا تَفيهِ الحَناجرُ
عزيزٌ على الأطيارِ تركُ بلادِها
ولكنَّها خَوفَ الصقيعِ تُهاجرُ
فلا بالذي في الجبُّ مَرَّت قوافلٌ
ولا بالغلامِ البدرِ جاءت بَشائرُ
أيا وطناً عاتبتَ ماكنتَ حافظاً
لِودٍّ ولا قُربى ولا أنتَ عاذرُ
وكنا سنبقى لو مسحتَ جِراحنا
وَلَو لَمْ تَغِب في ناظريكَ الضَّمائرُ
حنانيكَ لا تُحصِ الجراحَ فإننا
ذُبِحنا، أبعدَ الذَّبحِ تُحصَى خَسائرُ ؟؟!
ولو لم يكن موجُ المحيطِ وَحوتُه
أحنَّ على من بِعتَ كيفَ يُغامرُ؟؟
وصعبٌ مقامي في بلادٍ بِأرضِها
يُقَتَّلُ أحرارٌ وتُسبى حَرائِرُ
ومالي على كتمِ المواجعِ حيلةٌ
إذا القلبُ أخفى فالدموعُ تُجاهرُ
ولدتُ وفي جَنبيَّ ألفُ شَظيَّةٍ
وَمِتُّ ومازالت بِقَبري تَكاثَرُ
على أيِّ حالٍ فاتَ وقتُ عِتابِنا
لتصبر أنا والحمدُ لله صابرُ