من بركة المسجد الأقصى المبارك

من بركة المسجد الأقصى المبارك

الدكتور عبد الفتاح العويسي

عشقت بيت المقدس ومسجده الأقصى المبارك، عشقاً ملأ علي كل حياتي، وأضحى موطن فكري المحبوب، الذي تكحلت عيناي برؤيته طفلاً وشاباً، وزرعت فيه بذور الحب والأمل، وحولت عشقي وولعي به إلى صناعة للفعل بدلاً من ردة الفعل، ورباط دائم ومستمر على ثغر من ثغور المسلمين المنسية (الثغر المعرفي) قبل أكثر من ثلاثة عقود، وإلى مشروع حضاري معرفي عالمي وحقل معرفي يعرف “بدراسات بيت المقدس”، كانت بذرته وفكرته في مدينة الخليل في عام 1986.

ولكن بدايته، كانت من محراب المسجد الأقصى المبارك، عندما أكرمني رب العالمين بالتدريس الجامعي على مصاطب المسجد الأقصى لمدة ثلاث سنوات (1990 – 1992)، التي أعدها من أجمل سنوات حياتي.

كيف لا أعدها من أجمل أيام حياتي، وقد نعمت بالعمل في ينبوع البركة بل “مركز مركز البركة”. فرأيت البركة (بمعنى النماء والزيادة والثبات والديمومة والاستمرارية) التي تنبع من “مركز مركز البركة” المسجد الأقصى المبارك، رأيتها بأم عيني، وأحسست بها، فأحاطتني – ولازالت – في جميع مراحل حياتي. هذه البركة، لا يعرف قيمتها المعنوية والحسية إلا من رآها بأم عينه وأحسها وذاق حلاوتها، وأدرك حقيقة ما ورد عنها في القرآن الكريم وما حدث به عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هذه البركة التي رأيتها بأم عيني وأحسست بها وسبحت فيها، كتبت عنها نظرية جديدة في الجيوبولتكس “نظرية دوائر البركة لبيت المقدس”، لتعين الأمة المسلمة في التخطيط الاستراتيجي للتحرير القادم للمسجد الأقصى المبارك. فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

تفاصيل هذه البركة، في كتاب: التخطيط الاستراتيجي للتحرير القادم للمسجد الأقصى المبارك